حكم عدم إزالة شعر الإبط والعانة

صورة مقال حكم عدم إزالة شعر الإبط والعانة


حكم عدم إزالة شعر الإبط والعانة

إنّ من ترك إزالة شعر الإبط أو العانة يعتبر مخالفاً للسنة، وعلى هذا يكون قد فعل أمراً مكروهاً.[١] فإزالة شعر الإبط وشعر العانة يعد من سنن الفطرة التي حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على فعلها.[٢]


ثبت في الحديث النبوي أن رسول الله قال: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ-: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ)،[٣] ولا خلاف بين العلماء على أن إزالة شعر الإبط وشعر العانة مشروع، بل هو مأمور به، سواء أكان بالنتف، أم بالحلق، أم بأي وسيلة تُحقّق ذلك.[٢]


المدة التي يحلق فيها المسلم شعر العانة والإبط

تعدّدت آراء الفقهاء في وقت الاستحداد -أي الحلق-، فقيل: كل جمعة مرة، أي مرة كل أسبوع، وهو مذهب المالكية والحنفية، ورواية عن الإمام أحمد، وقيل: كلما طالت، ويختلف هذا من شخص لآخر، فالعبرة بالطول، وهذا مذهب الشافعية، وهو المعمول به عند الغالبية.[٤]


وأما في المدة الأقصى لتركها، فقال الحنفية بتحريم تركها بعد الأربعين يوماً، ويكره ذلك كراهة شديدة عند الشافعية والحنابلة، والدليل على التوقيت بالأربعين يوماً حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- إذ يقول: (وُقِّتَ لنا في قَصِّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمِ الأظْفارِ، ونَتْفِ الإبِطِ، وحَلْقِ العانَةِ، أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ مِن أرْبَعِينَ لَيْلَةً).[٥][٤]


وصيغة الفعل بالمجهول، يعطيه حكم الحديث المرفوع للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال العديد من أهل العلم إن الراجح أن هذه أكثر المدة، فلا يجوز التأخير، ويجوز التفقد قبل ذلك، ولا يعتبر هذا مخالفاً للسنة النبوية.[٤]


أثر عدم إزالة شعر العانة والإبط على الطهارة

بالنسبة لبطلان الصلاة لمن ترك إزالة الشعر بعد الأربعين يوماً، فإن هذا القول ليس بصحيح، إلا إذا تسبب تجمع الشعر إلى عدم وصول الماء، وأدى إلى وجود مانع وحاجز عن الطهارة، فيستوجب إزالته من باب إزالة الحائل الذي يمنع وصول الماء إلى البشرة.[٦]


وإزالة شعر العانة أو الإبط ليس من شروط صحة الصلاة؛ لأنهما سنة،[٧] وتمتاز منطقة العانة بوجود غدد عرقية مفرزة للعرق تبدأ من سن البلوغ، ولها رائحة، فعندما تجتمع هذه الرائحة وهذا العرق مع تكاثف الشعر، يؤدي ذلك إلى ظهور رائحة كريهة تتسبب في نمو الجراثيم والميكروبات التي قد تنمو تحت الجلد وتسبب الأمراض.


بالإضافة إلى إهمال النظافة، وهذا كله لا يحدث لمن التزم في الهدي النبوي، وحرص على الحلق وإزالة الشعر،[٨] وأما عن شروط صحة الصيام، فهي: الإسلام، والنية، والطهارة من الحيض والنفاس، فلم يُذكر حلق العانة أو نتف الإبط لصحة الصوم.[٩]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 708. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 70. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5889، صحيح.
  4. ^ أ ب ت دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 185-187. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:258، صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 691. بتصرّف.
  7. ابن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 254. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين (1424)، "العناية الصحية بالسبيلين"، مجلة البحوث الإسلامية، العدد 71، المجلد 1، صفحة 342. بتصرّف.
  9. محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 130. بتصرّف.
للأعلى للأسفل