<img height="1" width="1" style="display:none" src="https://www.facebook.com/tr?id=2095306963815194&amp;ev=PageView&amp;noscript=1">

ما سبب تجعد أصابعك بعد قضائك وقتاً في الماء؟ ثلاثة تفسيرات توصل لها الباحثون

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/14 الساعة 21:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/14 الساعة 21:10 بتوقيت غرينتش
تتجعد الأصابع دائماً بعد غمرها في الماء لمدة، ولكن لماذا؟

قد يحدث ذلك في المسبح أو البحر أو حتى بحوض الاستحمام، نمكث في الماء قليلاً ثم يحدث أمر غريب يصعب تفسيره. لماذا تتجعد أصابع اليدين والقدمين بعد بقائها فترة معينة من الوقت مغمورة بالماء؟ حسناً، الإجابة المختصرة هي أن لا أحد لديه إجابة قطعية، لكن هناك ثلاثة تفسيرات لتجعّد الأصابع توصل إليها الباحثون في السنوات الأخيرة.

تجعّد الأصابع بعد السباحة

قد يكون سبب تجعّد الأصابع انقباض الأوعية الدموية

وفقاً لموقع Very Well Health، لا يحدث ذلك بسبب التناضح، كما يعتقد كثير من الناس في الأصل. والمقصود بذلك، أنَّ غمر أصابعك أو أصابع قدميك في الماء يجذب جزيئات الماء إلى الجلد؛ مما يسبب التجاعيد. فلو أن هذا هو السبب، فإن كل بشرتنا يجب أن تتجعد حينها وليس فقط أصابع اليدين والقدمين.

على الرغم من أن الماء قد يتسبب في تورم الطبقات العليا من الجلد، فإن الأوعية الدموية والنهايات العصبية تلعب أيضاً دوراً مهماً في هذه العملية. ومن بين ذلك، الجهاز العصبي الودي الذي يتحكم في معدل ضربات القلب وضغط الدم، من بين أمور أخرى. تنقبض الأوعية الدموية المحيطية عند تنشيطها؛ مما يؤدي إلى تحويل الدم إلى الأعضاء الرئيسية ومركز الجسم. ومن الممكن أن يكون هذا التنشيط هو الحافز الذي يؤدي إلى التجاعيد. وبالتالي، عندما يحدث التنشيط، تنقبض الأوعية الدموية في الأصابع، ومن ثم يقل حجم الطبقات العميقة من الأنسجة الرخوة؛ مما يؤدي إلى شد الجلد إلى الداخل وتشكُّل التجاعيد.

التجعُّد يجعل القدرة على الإمساك بالأشياء المبللة أفضل

أكدت الاختبارات المعملية نظرية، مفادها أن الأصابع المتجعدة تعمل على تحسين قبضتنا على الأشياء المبللة أو المغمورة.

في إحدى الدراسات، التقط المشاركون أجساماً مبللة أو جافة، وضمن ذلك كرات من أحجام مختلفة بأيدٍ عادية أو بأصابع مجعدة بعد نقعها في ماء دافئ لمدة 30 دقيقة. كان الأشخاص أسرع في التقاط الكرات المبللة بأصابع مجعدة من الأشخاص أصحاب الأصابع الجافة. لكن التجاعيد لم تُحدث فرقاً في تحريك الأشياء الجافة.

يقول توم سمولدر، عالم أحياء تطوري ومؤلف مشارك في البحث: "لقد تبينا أن تجعّد الأصابع يمنحك قبضةً أفضل في الظروف المبللة، فهي تعمل مثل الإطار الخارجي المحفر لإطارات السيارة الذي يسمح للإطارات بالتلامس مع الطريق ويمنحك تشبثاً أفضل بالطريق".

تجعّد الأصابع ساعد القدماء على التكيف مع الحياة البرية

طرح عالم الأعصاب مارك تشانغيزي نظرية مشابهة للنظرية السابقة في نقاش مع BBC، وأوضح أن تجعُّد الأصابع على الأرجح تقنية تكيُّف تم تطويرها مع تطور جسم الإنسان بمرور الوقت.

يُعتقد أنَّ تجعد الأصابع كان  يساعد أسلافنا على جمع الطعام، خاصةً النباتات الرطبة أو الصيد من الجداول. كما أنه من الممكن أنَّ تجعد أصابع القدم كان يمنع الانزلاق في المطر.

يقول تشانغيزي إن النتائج تقدم دليلاً سلوكياً "على أن الأصابع المجعدة هي طرق التكيف مع البلل والمطر"، والتي تتوافق مع النتائج المورفولوجية لفريقه. ويضيف أن ما يتبقى هو التحقق من حدوث تجاعيد مماثلة في الحيوانات الأخرى، وأضاف: "في هذه المرحلة، لا نعرف من يحدث له تجعد الأصابع، غير البشر وقرود المكاك"، بحسب موقع Nature.

بالنظر إلى أن تجعّد الأصابع يمنح قبضةً أفضل للأشياء المبللة ولكن لا يؤثر سلباً أو إيجاباً على الأجسام الجافة، فليس من الواضح سبب عدم تجعد أصابعنا بشكل دائم. لكن قد يكون تفسير ذلك أن التجعد المستمر قد يقلل من الحساسية في أطراف أصابعنا أو قد يزيد من خطر الضرر الذي قد يسببه الإمساك بالأشياء، لأن الجلد يصبح رقيقاً وأكثر حساسية وعرضة للجروح.