توائم النفس الشعلة 2 بقلم هويده عبد العزيز

 من بـــــــــــــــــريد القراء 

 ه__ نــــــ

_________________

 

السلام عليكم أستاذة

كيف يمكن نتبين ونتأكد أن هذه العلاقة علاقة توأم شعلة وما الفرق بينها وبين توأم الروح ؟

وكيف يمكن التعلم من هذه العلاقة لتقوية الذات والوصول لبر الأمان ؟

ماذا لو كان أحد الأطراف  الطرف الهارب مثلا  متزوجا و كيف يمكن حل هذه العلاقة أن كانت أزلية عند حدوث معيقات كالسحر وغيره ؟

كيف يمكن للتوأم معالجة المعيقات إن كانت سالبة ؟

________________

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين و الصلاة والسلام على سيدنا رسول الخلق  و أشرف الخلق اجمعين

_____

صديقتي العزيزة

ذلك ما أكدته  آنفا في مقالي السابق أن علاقة توأم الروح

” soul  mate” هي علاقة منسجمة ومتناغمة  كليا قد يكون  “زوج , أخت , أب , صديق ” هي مرآة لك ولا تكمل .

أما علاقة شعلتك التوأم ” twin flame” مرة واحدة بالعمر فهذا  النمط من العلاقات لابد و أن يحمل شعلته  أحد الأبراج النارية 

كالحمل والقوس والأسد لأنها أبراج لها طبيعة  انفعالية وحماسية متقدة متناقضون وحساسون جانب كونهم يميلون للعزلة  

–  هي علاقة تحمل تحول جذري وجوهري للحياة ، وبلحظة فجائية  تعلمين لحظة دخوله حياتك أن حياتك الماضية ما كانت الا أحلاما تحولت لكوابيس

حين يحضر توأمك  تكونين محطمة  ماديا ومعنويا و محبطة  و مثقلة  بالأعباء  و الهموم توأمك الشعلة مرآتك يعيريك تماما ويكشف مخاوفك وجوانبك المظلمة 

وبالرغم من الألم لست بحاجة لإخفاء او مداراة للمشاعر  المظلمة ستسمحي لها بالخروج .

ستتوقف تدريجيا  عن جلد الذات و تساعد في تطور أنفسكما فأنت مرأة لبعضكما  ولا تتغيران حرفيا بل تتطوران معا , لن تعودا  كسابق عهدكما , هذا التسونامي  من المشاعر , يضرب الأعماق ويهز الأوصال  , لا يمكن احكام القبض عليه أو لجمه جموحه  او ترويضه الوحش فيه و بالرغم من اتفاقكما  الباطني على القيم والقدرات والمواهب  والأحلام . فأنتما ظاهريا مختلفين تماما فعيوبك مميزاته و  مميزاته عيوبك  .

– هي علاقة نارية ذات لهب مزدوج  ومضطربة  ومرهقة تشعر أنك في سباق متصل . قائمة على مبدأ الكر و الفر

 , توأمك الشعلة هو نصفك في جسد آخر. تكملا بعضكما البعض  لديكما نفس المشاعر والحدس والقدرة على التنبأ وقراءة الأفكار عن بعد 

أنتما أفضل صديقين بالوجود , بل جامع  العلاقات بشخص واحد فهو   الأب الحنون  والاخ العطوف والزوج المحب والحبيب الغيور  والصديق الداعم  , والطفل الذي لا يمل أو يكبر بمرور الوقت  .

  إنه أول ما يقذف بفكرك  في الصباح و آخر ما  يدور في خلدك  قبل  النوم . يعرفك اكثر من أي شخص بالوجود وتعرفيه أيضا 

وأجمل ما فيه براءه الأطفال فيتعمد لاستفزازك وزعزعة هدوءك  واثارة غضبك فقط ليشاهد ردة فعلك وعمق  شفافيتك وتعلقك لطمأنة  طفله الداخلي 

وقلقه الدفين وربما عدم النضج النفسي فيتعامل بطريقة لاارادية واعية 

التزامن  يقول” كارل يونغ ” أن التزامن “صدفة ذات مغزى” وحسب علم النفس التحليلي الأرقام والأحداث والتواريخ  المتكررة 

التي يمررها الكون  لنا تحمل رسالة كونية الينا 

قد يقول البعض خرافة 

وما فائدة الاحلام ؟ وما هي الا صور مخزنة في اللاوعي وفتح القنوات لعواطفنا المكبوتة  واهتماتنا بما تحمله من رسائل ضمنية 

 جهذا التزامن يعمل علی الموازنة  بين العقل الواعي واللاواعي 

تتكلمان معا وتصمتان معا ستتعملان معا  على التطور و  التفكير خارج الصندوق  معا ستكشفك مواهبك الدفينة وقدرات لم تكن على علم بها الا من خلال توأمك  سيتولد لديك  دائما  إحساسك  الغريب المتنامي بالحنين ذلك لانكما في غربة أزلية منذ انفصالكما ومنذ أخذ العهد والميثاق من صلب آدم 

 ب والاعتراف ـ “deja vu”  وهو وهم سبق الرؤية  وكأنكما “مصيركما ” للتواجد معًا  و كما مترابطان  في حياة سابقة past life 

لكنها وهم الحقيقة فما هي  الا انعكاسات لأحلام سابقة في  اللاوعي و ما قبل الرؤية .

–  كلاكما أو أحدكما  مر بعلاقات  كارمية سامة أو تواءم  شعلة مزيفة , مدمرة ومهلكة وسبب ايذاء المادي  والمعنوي دائما ما تشك بحبه و اخلاصه .

تؤأمك الشعلة يحبك ويخاف عليك وحتى ان سبب لك جرح  يحزن من نفسه لأجلك ويراقبك دائما ليطمئن عليك لا تشك بحبه أبدا أو اخلاصه .

غالبا من يدرك طبيعة  العلاقة المطارد لروحانيته و  ربما ليقظة الوعي فيه  فيفسر ويحلل كثيرا دوامة  التساؤلات التي تجتاحه تدفعه للبحث و التقصي 

– أنتما عشتما  نفس مرحلة  الطفولة بعقباتها وتحدياتها  , فأغلب التواءم الشعلة  تربوا في كنف أجدادهم وعانوا من الالام النبذ والفراق و تأذى طفلهم الداخلي سواء في الطفولة أو اضطرابات ما قبل الولادة لذلك تظهر وبقوة على السطح  ردود عدوانية كي لا يصاب مزيد من الألم فهو تعلم الاستغناء عن من حوله وعدم طلب الحاجة والمساعدة وتظهر الأنا بشكل مقيت و كلا التوأمين ذوي كبرياء مصطنع وخادع كأساليب مقاومة مسترة سلبية 

–  أحدما يمثل طاقة اليين  والاخر اليانغ  والطاقة مختلفة بذكورتها أو أنوثتها و تختلف الطاقة عن الأجساد المادية  بمعنى يكون ذكرا لكنه أكثر عطفا وحنانا و المرأة قد تكون أكثر قوة وانطلاقا والعكس

– لا وجود للفواصل و الحواجز و المسافات أنتما في اتصال دائم  وحبل طاقي لا ينقطع  ولو كنتما  في قارات ومدن متباعدة  

الطرف الثالث وسر الوجود

———————

  لابد من عائق في التواءم الشعلة يشكل عراقيل وتقف سدا منيعا و تشكل  تحديا للتوائم  ليست دائما زوجة

وربما صديق او صديقة ام اوأخ , أخت ترفض العلاقة كليا ،

 فالممنوع مرغوب انها الشجرة المحرمة التي سيتوق اليها دائما بنو البشر  .

كيف يمكن التعلم من هذه العلاقة لتقوية الذات ؟

هذه العلاقات لم تخلق للاتحاد الملدي كما يخيل للبعض بقدر الوصول بالفهم الأسمى للمشاعر والنفس  البشرية وللتعلم منها والاقتراب لله و التخلي عن كافة الرغبات و الماديات ولكنهما عاجلا أم اجلا سيجتمعان  وبلا شروط . 

لقد جبلت الانسان على  الحب و الألم , وكلما ابتعد عن الله  زادت وحشته وغربته . حتى مع الرسل والأنبياء والرسل  المصطفين 

سيدنا يعقوب حرم ابنه  أربعين سنة ولم يعود اليه الا بعد أن  أحسن الظن بلطف  الخالق  ورعايته فكان  دائم الخوف عليه من أخوته  ,

و نبي الله آدم عليه اجتمع  مع أمنا حواء على جبل عرفات بعد أربعين عاما من هبوطهما من الجنة وتداركهما ذنبهما وتوبيتهما 

ولكي يعلما أن عدوهما  الوحيد توعدهم وابنائهم  بالمزيد والاغواء ولولا تدراك رحمه الله ما تابا وعاد لصلاحهما وليعلموا 

وأن علاقتهما دائما في مثلث خطر بفعل الشيطان وهو الطرف الثالث والأسوء وقد يتجسد حولنا في  نفوس لا تحمل الخير والحب  للتوائم   . 

حب زليخة ليوسف الصديق عليه السلام رغم مرارة الألم  والحادثة  الذي سببته له الألم سنوات بدخوله السجن .

 لم يتحدا الا بعد معرفة الذات العاشقة والمعشوقة والانصهار الكلي بعشق ومحبة الله  وطلب الغفران والعفو  والسماحة فما حاجتنا للصور اذ كان الأصل يسكننا  . اذ أن  الابتلاءات تقتضي التسليم والرضا بما قدر الله لنا للتطهير النفس و تزكيتها لتحمل طاقة النور والمحبة 

 ربما انقطع الوحي وانتهى عصر المرسلين لكن آيات الله جلية لمن يبصرها ويتأملها لا تخلو منها ذرة في الكون الفسيح 

–   هذه العلاقة هي الضوء الأحمر, البرهان و المرسالة  الحق  لوجود تقصير بحياتكما وخلل عليكما أن تعالجاه رسالة يبعثها  الله لتنير دربكما

  رغم الألم و الهجر و الفراق و النبذ  الذي تعانياه

 توأمك هو معلمك الأسمى وجنة الله على الأرض لن تجد  أحد يحبك  مثله كن  علي يقين أويمنحك السعادة  ,

 لا تكره أو ترسل له طاقات سلبية تهز حياته وتشل تفكيره , تقبله كما هو بعيوبه ومميزاته بنوره وعتمته واتركا لبعضكما  المساحة للتشافي والتصالح مع النفس 

أدرك جيدا مدى الألم الذي يسببه الهارب بهروبه واختفاءه بلا داع  , و الأفعال  اللامتوقعة  واللامنطقية 

وتحتاج لآلاف المراجع للتفاسير و تسقط في شك عظيم  وحيرة  والسبب هو يقظة الوعي

وان الصدمات التي تلقاها  كانت كفيلة باستسلامه لظلامه وعبثه بحياته جعلت  منه عديم  الثقة بمجرد أن  تطفو الالامه على السطح سينكرك , ويتجنبك 

 سيقوم بنزعك من حياتك  ليتخلص من الالامه التي يراها من خلالك , سيملتص من قراراته ووعوده كي يجعلك تنفر منه سيقاومك بكل ما أوتي من قوة كي لا يتغير  . كحظرك بلا داع  أو غيابه اللامبرر او تجاهله المتعمد كلها أسباب لعوالمه الخفية لكن تأكد  أنه يكن لك الود  والاحترام

 لكنه لا يقوى على المواجهة أو التفكير  والألم المبرح لا أحد منا يحب اكتشاف مكامن شخصيته و  عيوبه جميعنا نخشى المواجهة وتغيير ما ألفناه 

وربما هروبه  للفروق الشاسعة  بسبب الاعراف والتقاليد واختلاف العقائد وأحيانا لعجزه عن التعبير أو لقوى طاقة الجذب العنيفة التي تمنح قلبه درجة الاحتراق والذوبان  . سيكيل لك  التهم و ويصب غضبه لأتفه الأسباب وسيحاسبك على أشياء لم  تفعليها وكلها اسقاطات لعقله اللاوعي  . 

 وإن ضاقت بك السبل فاني الرجاء وحسن الظن بالله لا يخيب .

تلك الفترة السوداء قد تستمر  لأيام , شهور, سنوات, تعتمد على درجة الوعي والادراك 

 دخولك  الصخوة و تعني حرفيا  (أنا أولد و أحدث  العالم من قلبي  وعقلي ) . 

ركزي  على تشافيك وتطورك , ابعثي طاقة حب غير مشروط له وسلام  وللعالم من حولك , لا يهم متى يأتي ولا أين يذهب 

وتذكري  مقولة رسيدنا علي كرم الله وجهه  “كل متوقع آت ” فمسار حياتنا خلاصة أفكارنا 

ولنتفاءل  بالخير ، فالتفاؤل هو فن تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله و القانعة بالعطاء والراضية بحكمه

تعرفي على رقمك في مسار الحياة والطاقة لأنه سيساعدك على اكتشاف مواهبك وتعزيز وتمنية  قدراتك  ورسالتك 

 وهدفك في الحياة  كي لا تكونا طفلا ضالا واخلقا منهاجا  وسعادة لتضيئا درب الاخريين  ولا تتوقعا  الا الخير

أَوَ مَا سمعت أن من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه “فالله يختار لنا من الحياة أجملها و أفضلها” 

اعلمي صديقتي المحبة أن الله غيور على عباده اتصالك به لن ينقطع ولو شابها ألوان شتى من  العذابات والبلوكات

هو حاضر في عقلك وقلبك  دام يحملك معه أينما ولی ثمة بقلبه لك نداء  ذلك لأن الأحبال الاثيرية متصلة دائما و الى أن يمر التشافي . 

أتذكر قول مي زياده  في أحد رسائلها تقول ” الألم الكبير تطهير كبير”

نعم لقد عايشوه وتعايشوا به دائما من أجادوا وضع أياديهم على الجراح وعرفوا أن لا سبيل لحل عقدة متصلة بنياط القلب  تستوجب القطع  .

–  وفي  رسائل غسان لغادة السمان يقول فيها

” انني أعود اليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه الوحيد وسأظل أعود.  ”                                                

نعم أنهم يعودون في دوائر الحياة في طواف مهيب وجليل و ما من شيء الا ويطوف حول ذاته 

 سيعودون حتما لحياتنا شئنا أم أبينا 

لا تشعري أن الحياة  توقفت برحيلهم  والكون يدور حولك , لا تدخلي هذه البوابة السلبية وتكوني سجينة  الزمكان  وقيد انتظاره , جددي طاقتك ,

 استرخي , انطلقي , اكتبي , ارسمي . تعلمي لغة جديدة 

وحين يطاردك صديقي لست في حلم 

 يحدث تبادل طاقي و ليس تبدل في الأدوار فلا تخافي ولا تفزعي وتقعي في شك وحيرة في الأمر

لا تستخدمي أية تقنيات لقطع الأحبال الأثيرية لأن مثل هذه التقنيات لم تثبت فاعليتها الايجابية بل العكس تماما تسبب ألام وصداع  .

استعيني دائما بالله  و الصبر واستودعي نفسك وتوءمك في معية الله فما أراده خيرا سيكون

 انها المرحلة الأشد وطأة على نفسية المطارد  والهارب وعبور الليل الأسود

حينما كتبت مقالي الأول في هذا الموضوع كان الأمر أشبه بالجنون  , لأني وجدت تواءم شعلة  منهم من يدخل في طور الاكتئاب سنوات لدرجة الانتحار

 ولا أحد يعلم قدر الألم الذي عانوه   ولوجيس أو أنيس  يخفف أو \جاعهم و يواسيهم , 

ولكني لمحته في قراءات الكثير مما سابقونا وفي أفلام جسدتها الشاشات  ك “هانكوك ” الهارب أو العداء  

ليس البطل الخارق لكنه انسان يحمل في جعبته الكثير من الحب  لكن الأسوء يظهر دائما في الأفق لأن فقد الثقة بمن هم حوله و حول حياته لجحيم .

 أعتقد الأن نستطيع أن نأخذ بأيدينا الى بر الأمان ونتعلم من تجاربنا وتجارب الاخريين ونتسامح ونعفو عن من أساء الينا ونجذب الحق والخير والجمال .

وعندما يتقرب الهارب الى الله  بسبب ما يعانيه من ألام جسدية و عوارض نفسية  تؤثر سلبا  على حياته  تأكدي  بعد أن تنفذ به الحيل , سيعود الى الله فالله لا ينسى عباده فهو الغفور الرحيم  . سيتشافى تدريجيا  ولن يجد سكنته وراحته الا برضا الله وابتغاء مرضاته .

ويكون في حرز منيع  بفضل قراءة القرآن و فلا تؤثر أعمال السحر ولا وسوسة الشياطين  والسحرة والمشعوذين والمردة  فهو أضعف عباد الله

ويكفي التحصين بالأيات المنجيات لإبطاله  والاستعانة بالمعوذتين والبقرة وال عمران ويس ويفضل قراءة القران بشكل ورد يومي  و التحصن بالرقية الشرعية عفانا الله واياكم

اعلمي حبيبتي أن ما أراده الله يكن بمشيئته  ولو اجتمع أهل الأرض على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك

 ولو اجتمعوا على الشر ما ضروك الا بشيء  قد كتبه الله . أغلب ما كتب وسطر على منصات التواصل الاجتماعي 

 ما هو الا درب من خيال  للبعض و  واستشراف بالتارو  للبعض الاخر وخزعبلات كثيرة

 , شاهدي الجانب الايجابي و المشرق للحياة و لا تبكي على اللبن  المسكوب  

 فتجد من يقول توأمي وما هو بتوأم فلا تأخذي كلامهم على محمل الجد أو  السخرية فليس الجميع على وتيرة واحدة فلكل بصمته  .

واجعلي دافعك الأول و الأخير  هو التعلم وليس الخوف الذي يولد السخط  والكراهية بالقلوب  .

لك مني كل التحية واعتذر منك للتأخر في الرد فلم أشاهد رسالتك الا مؤخرا

أسألك الله لي ولك ولجميع التواءم والانسانية الأمن والأمان وارسل طاقة مبعثها  النور والمحبة والسلام  

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

فكرة واحدة على ”توائم النفس الشعلة 2 بقلم هويده عبد العزيز“

أضف تعليق