ماذا أفعل مع الصديقة التي خانتني؟!
شكرا لجواهر الشروق على هذا الركن الذي يجمع همومنا ومشاكلنا ويعطي النصائح القيمة لنا، وشكرا كذلك لكل المعلقين الذين يراعون جراح غيرهم ويبدون رأيهم باحترام وتقدير، وحتى لا أطيل عليكم إخوتي أنقل لكم تفاصيل خيبتي:
عمري 35 سنة، متزوجة وأم لثلاث أطفال، هم كل حياتي، ومن جميع صديقاتي احتفظت بتوأم الروح ورفيقة الدرب من أيام الطفولة إلى ما بعد التخرج من الجامعة.. تلك التي كانت لديّ أعز إنسانة خانتني وطعنتني في الصميم ومن يوم اكتشفت تلاعبها أصبت بصدمة وما عدت أقوى على تصديق أحد..
تلك التي أسميتها يوما صديقتي وائتمنتها على كل أسراري راحت تحوم حول زوجي حين تقدم بها قطار العمر ولم تجد شريكا لحياتها.. راحت تغتنم فرص غيابي عن المنزل لتزوره وتحدثه عن أسراري مدعية البراءة في الطرح..
لقد أدخلتها بيتي وجعلت لها مقعدا على طاولة قهوتنا وغدائنا، بل وكنت ملاذها في أصعب أوقات حياتها فكافأتني بالنكران والخيانة.. كافأتني بمغازلة زوجي ومحاولة استمالته، ولحسن حظي ظن زوجي أني أنا التي طلبت منها مراودته كي أختبر وفاءه فثار في وجهها وطردها بعد أن تمادت في تحرشها وثار عليّ قائلا بأني لا أثق به وبأني أفسدت علاقة جميلة كانت طاهرة..
لقد صدمت أيما صدمة وبحثت عنها كي توضح لي ما جرى ولكنها أغلقت الهاتف وقطعت الاتصال بي نهائيا واختفت بلا مبررات.. اختفت وتركت في قلبي حرقة، فكيف أثق من جديد في النساء؟ بل كيف سأتخذ صديقة وأدخلها بيتي؟
توقعت أي شيء في الحياة عدا أن تأتيني الطعنة منها.. كنت لا أثق بالكثيرات أما هي فوثقت بها ثقة عمياء، فكيف هانت عليها سنوات الصداقة، لست أدري؟؟؟؟؟.. أنا أسترجع الماضي وأبكي.. أبكي على لحظات رائعة قضيناها معا.. على وعود قطعناها كي نظل سويا حتى يفرقنا الموت ولكن زارني الموت حين خانتني !!!!
سمراء خانها الوفاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد:
تحية طيبة أختي سمراء والله أسأل أن يوفقك إلى تجاوز محنتك وبعد:
إن ما تعرضت له من خيانة وغدر، تعرضت له الكثيرات قبلك، فالثقة العمياء في الصديقات وإدخالهن البيوت وتعريفهن على الأزواج تنتهي في الغالب بمأساة، لكن من حسن حظك أنت أن زوجك أعرض عنها حتى لو كان يظن بأنك أنت التي طلبت منها ذلك..
احمدي الله أختي أنك اكتشفت معدنها دون أضرار جسيمة، فمن الصديقات من تزوجت بزوج صديقتها، ومنهن من كانت سببا في طلاقها، ومنهن من شتت شملها وخربت بيتها، ومنهن من فعلت العجب العجاب وصديقتها نائمة على أذنيها..
أوافقك الرأي أن سنوات الصداقة التي ضاعت في لحظة تهور تؤلم في الصميم، لكن هو درس يا عزيزتي تتعلمين منه الاحتفاظ بأسرارك لنفسك، خاصة تلك المتعلقة بحياتك الخاصة وبعائلتك، وتتعلمين منه أيضا عدم جعل زوجك يختلط بالفتيات في منزلك، مهما بلغت معزتهن ودرجة قرابتهن ومحبتهن..
الشيطان يا أختي يجري من ابن آدم مجرى الدم، وكون صديقتك وحيدة وربما مطلعة على شخصية زوجك فمن الطبيعي أن يوسوس لها كي تراوده وتحاول استمالته، وكيف لا تفعل ذلك وأنت التي عبدت لها الطريق نحوه وفتحت لها الأبواب على مصراعيها؟؟؟
هي وحيدة مع آلامها وربما رأت كيف يعاملك بطيبة وكيف يحبك ويحترمك ويغدق عليك بالحنان فتحركت مشاعرها نحوه.. وربما في لحظات يأسها كان يواسيها معك ويقدم لها يد العون فأرادته لها، وكما نعلم فالمرأة ضعيفة في مثل هكذا مواقف..
المشكلة أنت سببها يا سيدتي، لو كنت تريدين الاحتفاظ بصديقتك لتركت علاقتك معها في حدود ما تتطلبه مثل هذه العلاقات.. حين تزورك تجلسين معها أنت فقط، ما الداعي لتجالس زوجك؟.. ما الداعي لإعطائها مكانا في العائلة؟.. صديقتك تخرجين معها تستقبلينها نعم، لكن أن تقتحم حياتك الخاصة فهذا غير مقبول بالمرة..
الآن وقد وقع الفأس على الرأس لن يجديك البكاء والنحيب شيئا.. انسي أمرها وافتحي صفحة جديدة مع زوجك ولك ما يشغلك عن ثرثرة النساء على ما أظن، فثلاث أولاد يملؤون عليك حياتك ولا وقت لديك للخوض في علاقات غير مأمونة الجانب.
للتواصل معنا: