أسأل الله أن يرزقك زوجة صالحة تكون لك سكنًا، وييسّر لك ما فيه خير دينك ودنياك.
ليس هناك دعاءً خاصاً لتسهيل أمور الزواج من فتاة معينة، وإنما شُرع لنا دعاء الاستخارة، وهو خير لك من دعاء الزواج بفتاة معينة -ولو كنت تحبها- لأنك لا تعلم أين يكون الخير، فكم من إنسان حرص على الزواج من فتاة معينة لتعلّق قلبه بها، لكن انقلب حبّه بعد الزواج بغضًا ومودّته كرهاً.
فالزواج لا يقوم لمجرد العاطفة، بل لا بد فيه من النظر في مؤهلات الفتاة والشاب، وأهليتهما لتكوين أسرة يرعى كل واحد منهما فيها حق الآخر، ويقوم بواجباته على أكمل وجه؛ فالحب المجرد دون مؤهلات للشركين لا يكفي لإكمال مسيرة الأسرة.
يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه: (تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك). أخرجه البخاري
فكما عليك الحرص على زوجة تحبها وتحبك وتسرها وتسرك، فعليك الحرص على زوجة تصلح أن تكون أماً لأولادك.
ولك أن تدعو الله أن ييسّر لك الزواج بهذه الفتاة، فقد تكون صالحة وفيها مواصفات الشريك المناسب لبناء أسرتك، ولكن عليك التروّي وعدم الاندفاع وراء عاطفتك فقط، بل توكيل أمرك إلى الله وسؤاله الخير، وتفويض الأمر إليه بدعائه واستخارته بشأن هذه الفتاة.
فإن كان فيها خيرًا لك في دينك ودنياك فاسأله تيسير أسباب ذلك، وإن كان فيها شرًا لك في دينك ودنياك فأساله أن يصرفها عنك ويقدر لك الخير، وارض بما قضي الله لك بعد ذلك واعلم أنه الخير، لأن الله لا يخيب من رجاه واستخاره بصدق.
جاء في صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ.يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛
فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ،
وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)
والله تعالى أعلم