الزوجة وأم الزوج .. علاقة محيرة

الزوجة وأم الزوج .. علاقة محيرة
* الزوجة والحماة:
"ما لا تعيه أن ابني يفكر فى كل يوم وكل دقيقة" – أم لزوجة ابنها.
"إنها تتضايق من الاهتمام الذي يوجهه ابنها لي، وتحاول أن تنتهز أى فرصة للحد من هذا الاهتمام الذي يعمق الرابطة بيننا" – رأى زوجة فى حماتها.

هكذا تكون العلاقة بين بعض الزوجات وأسرة أزواجهن المتمثلة فى الحموات!

الزواج من الكيانات الاجتماعية الهامة، وإطار العلاقة بين الزوجين لا يقتصر عليهما وإنما يمتد ليشمل أسرة الزوجة وأسرة الزوج .. لكننا كثيراً ما نسمع عن المشاكل بين الزوجة وأهل الزوج على وجه الخصوص!

الزوجة وأم الزوج .. علاقة محيرة

* العلاقة بأهل الزوج:
الزواج فى مضمونه لا يقتصر على علاقة الأزواج ببعضهم، وإنما يمتد ليشمل تفاعل الزوج مع عائلة زوجته ونفس الشيء بالنسبة لتفاعل الزوجة مع عائلة زوجها .. وفى أولى المحطات عندما يحدث نوع من الصدام فى هذه العلاقة فسرعان ما يتم نسيان مشاعر الحب والعاطفة التي كانت أيام الخطوبة وقبل حدوث مثل هذا الاحتكاك.
المزيد عن الزواج ..

تعاملات البشر مع بعضهم البعض وليس فقط العلاقة الزوجية تعكس بعض أنواع من الصراعات التي تتباين وتختلف باختلاف نوعية الصراع وباختلاف طبائع الأفراد .. فهناك الشخص الهادئ الطبع وهناك العصبي .. وهناك الشخص الأناني ونقيضه الشخص الذي يعطى، وهناك الغيور وآخر المحب لغيره.
وعلى الرغم من حتمية وجود الاختلافات فى وجهات النظر وطبائع الأشخاص، فهذا لا يمنع أن الاختيار الخاطئ قد يكون عاملاً وراء المشاحنات التى تمتد إلى نطاق الأهل .. ودائماً ما يشار إلى المرأة بأصابع الاتهام فى هذه العلاقة الاجتماعية لرغباتها لدائمة فى الاحتفاظ بزوجها وبيتها.
هناك بعض أنماط من النساء لا يصل الأمر بها إلى حد الصراع النفسي وهناك الأخريات التي تميل إلى حب التملك والسيطرة التامة بدون تعقل!
المزيد عن أخطاء الزواج ..

الزوجة وأم الزوج .. علاقة محيرة

فى البداية تستقبل زوجة المستقبل أهل الزوج بالترحاب واللطف وهكذا من جانب أهل الزوج، وشيئاً فشيئاً تبدأ الحقيقة فى الظهور بأن المرأة لا تحب أحد أن يشاركها فى زوجها أما الأهل فيشعرون بتقلص دورهم وأصبح لهم منافسة، ومن هنا نشوب حملة المقاومة من كلا الطرفين إذا شعروا بفقدان الزوج أو الإبن .. والذكاء مطلوب هنا كأمر ملح للتعامل مع هذا الصراع الأبدي.
كيف تكسب الحماة؟

هناك إحدى الدراسات أجريت فى عام 1954، والتي توصلت إلى أنه ما يقرب من امرأة واحدة لكل أربعة تستطيع العيش فى سلام مع أم الزوج وتجمعهما علاقة صداقة وحب.
وفى دراسة أخرى تم إجراؤها على مئات العائلات كشفت أن ما يقرب من ثلثي السيدات يشتكين من غياب السعادة عن حياتهم لفترة طويلة من الزمن ومعاناتهم من الضغوط بسبب الاحتكاك والشد مع أمهات أزواجهم.
المزيد عن السعادة ..
وأثناء هذا البحث الذي استمر على مدار عقدين من الزمن .. قد اتهمن هؤلاء الزوجات أمهات أزواجهن بحبهن لأولادهم الذكور الذي يملأه الغيرة، وعلى الجانب الآخر اتهمت الحموات زوجات أبنائهن بالعمل على إبعادهن وإلغاء لدورهن من حياة أبنائهن .. أى أن هناك تبادل للاتهامات من الجانبين.
المزيد عن مفهوم الغيرة ..

الزوجة وأم الزوج .. علاقة محيرة

وقد قامت الأخصائية النفسية الدكتورة/تيرى أبتر (Terri Apter) بعمل هذا البحث من أجل كتابها "ما الذي تريده منى"، حيث قامت بشرح التالى فيه: "ينشأ الصراع من افتراض أن كلا من الزوجة وأم الزوج تنتقد أو تحاول تقويض الأخرى .. وكل واحدة منهما تحارب من أجل إحراز نفس المكانة (مكانة السيدة الأولى) بل والعمل على حمايتها، فالأم تشعر بأن مكانتها مهددة من قبل الزوجة .. ونفس الشيء بالنسبة للزوجة".
وقد توصلت الدكتورة/ تيرى إلى نتائجها من خلال مقابلتها لما يقرب من 200 عائلة بينهما 49 من الأزواج، حيث شاركتهم تفاصيل المعيشة من أجل الملاحظة والمشاهدة الفعلية لما يحدث داخل الحياة اليومية، وما هو شكل العلاقة بينهم (علاقة الزوجة بأهل الزوج) من وجود توتر ومشاحنات.

فهناك السيدات اللاتي يشكون من تدخل أمهات الزوج فى شئون منزلها وفى مهارات إدارة العائلة أو فى طهيها وحتى فى تربيتها لأطفالها، مما يجعل الزوجة فى موقف دفاعي عن نفسها، ويصبح طابعاً لها عند التعامل مع حماتها أو عند الحديث معها فى أى أمر من الأمور (أى طبيعة العلاقة اتسمت بسوء النية) .. ويكون هذا التدخل من جانب الأمهات ما هو إلا رفض لاختيارات الزوجة لأنهم يفعلون الأشياء بطريقة مختلفة عن الزوجات.

الزوجة وأم الزوج .. علاقة محيرة

وتقول "تيرى" أن هؤلاء السيدات اللاتي خضعن للدراسة .. يشيرون إلى أن أم الزوج تكون على وفاق مع الزوجة (تكون حليفة لزوجة الابن) عندما لا تتفق الأم مع ابنها وتكون هناك نقاط للاختلاف بينهما وهذا فى حالات نادرة، لأنه لا ولن يكون هناك حب مشروط من الأمهات تجاه أبنائهم من أجل الفوز الدائم بالورقة الرابحة "الارتباط النسائي من جانبها" وبالتالى شحن سلبي للعلاقة الزوجية على الجانب الآخر.
شعور الأم ببعد ابنها بالزواج، يجعلها تبدأ فى انتهاز المواقف لتوجيه النقد وخاصة إذا كانت المرأة تعمل وتحاول تحقيق التوازن بين عملها ومسئوليات منزلها .. فمرحباً حينها لحياة مليئة بالمشاكل.
وتتعجب "تيرى" أيضاً من الموقف العدائى من زوجات الابن تجاه حمواتهن، ولماذا تأخذ الزوجة أى كلمة بمحمل السوء، وتفسر كل شىء بالطريقة الخاطئة ويرفضن أية محاولات للصداقة وإبرام معاهدة للعلاقة الإيجابية.
التوتر بين عائلة الزوجة الجديدة وعائلة الزوج لا يسبب احتكاكاً ومشاحنات فقط، وإنما يجعل الزواج عرضة للفشل وحدوث الطلاق.
المزيد عن أسباب الطلاق ..

وماذا عن الإقامة فى المنزل مع عائلة الزوج؟!
هنا المشاكل تصل إلى أقصى حد لها .. إذا كانت الزوجة تقيم مع عائلة الزوج فى نفس المنزل، والدليل على ذلك تلك الدراسة اليابانية التي توصلت إلى التالى: المرأة التي تعيش فى نفس المنزل مع عائلة الزوج يصبن بأمراض الشرايين القلب التاجية بنسبة تفوق 2 – 3 مرات نسبة إصابة السيدات اللاتي يقمن مع أزواجهن فقط فى منزل منفصل، ومن المثير للدهشة أن الرجل الذي يعيش مع عائلة الزوجة لا تتزايد احتمالات الإصابة لديه بأية أمراض متصلة بالصحة. والسبب فى وجود الفارق بين الرجل والمرأة فى ذلك، أن الرجال أفضل فى استراتيجيات تجنب المشاحنات، ويستخدمون مفارقات مرحة من أجل تخفيف توتر الحماة. أما المرأة التي يوجه لها الانتقاد بشأن طهيها أو سلوكها فى تربية أطفالها أو فى طريقة إعدادها لمائدة الطعام يؤثر على إحساسها بقيمة ذاتها.

الزوجة وأم الزوج .. علاقة محيرة

* كيفية التعامل مع أهل الزوج؟
إن العبء الأكبر يقع على عاتق زوجة الابن بما أنها الأصغر فى السن وهى الضيفة الجديدة على هذه العائلة (عائلة الزوج)، ولابد من الوضع فى الاعتبار المفاهيم التالية حتى تتمكن الزوجة من التعامل بسلاسة مع أسرة الزوج:
- التفكير فى أسرة الزوج على أنها أسرتها:
فبمجرد إتمام الزيجة تصبح عائلة الزوج هى عائلة الزوجة، وعائلة الزوجة هى عائلة الزوج .. لذا لابد وأن يتم التعامل مع كلا الأسرتين على أنهما أسرة واحدة والتي تتطلب أن تكون العلاقة الطيبة هى السائدة بين أفرادها، وهذا لا يمنع وجود ارتياح وارتباط بأفراد معينة داخل هذه الأسرة عن غيرهم لأن الشخص لا يختار أفراد الأسرة التي ينتمي إليه سواء عند المولد أو عند الزواج.

- كسر الحواجز:
وكسر الحواجز هو معناه التعرف على أفراد عائلة الزوج عن قرب وخلق نوع من الحميمة بينك وبينهم، ومن أمثلة ذلك دعوتهم على العشاء أو الخروج للتسوق معهم وشراء الطلبات، أو الاستعانة بآرائهم فى بعض الأمور التي لا تصل إلى حد التدخل.

الزوجة وأم الزوج .. علاقة محيرة

- الابتعاد عن طلب التحيز:
والتحيز هو معناه إحراج الزوج، فلا تلجأ المرأة عند وجود مشكلة ما بينها وبين أفراد عائلته أن يتحيز لها دونهم، وهناك فارق بين طلب "التخيير" وبين شرح وجهة النظر مع ترك الفرصة له بأن يفسر هو الآخر وجهة نظر أفراد أسرته حتى يتم الالتقاء .. وأن يكون ذلك ليس فى خضم ثورة الغضب وإنما بعد الهدوء، وعند سماعه لا يجب التسرع فى إصدار التعليقات.
المزيد عن الغضب ..
فالزوج يحب أسرته و يحب زوجته، وشعوره بالتمزق للدفاع عن أفراد أسرته أمامك أو الدفاع عنك أمام أسرته هذا معناه السلبية فى العلاقة بينك وبينهم وبالتالى الخسارة هى النتيجة النهائية.

- تجنب الشكوى المتكررة:
الشكوى المتكررة للأهل هذا معناه السماح لهم بالتدخل بين الزوج والزوجة، فكل جانب يتدخل بطريقته لأن همه الأول والأخير سعادة ابنه أو ابنته. وإذا عادت الأمور إلى مجاريها بين الزوج والزوجة وتبدد الخلاف فسرعان ما ينسيان هذه الأوقات الصعبة .. لكن الأب أو الأم لا ينسيان إساءة لحقت بالأبناء.
فالحفاظ على الخصوصية مطلوبة، هذه الخصوصية تعطى دفعة وثقة فى العلاقة الزوجية.

الزوجة وأم الزوج .. علاقة محيرة

- أهمية التنازل:
والتنازل المقصود به المرونة وعدم الوقوف على أسباب الخلافات كثيراً، وعدم الإفراط فى إصدار ردود الفعل التي تعبر عن الضيق والتبرم، مع عدم التصميم على رأى قد لا يتحقق معه راحة باقي الأطراف.
وإذا أظهرت المرأة هذه المرونة فسيقدم لها أهل الزوج بدورهم تنازلات من جانبهم لإسعاد زوجة ابنهم.

إذا حرصت المرأة على إسعاد زوجها وأسرته فهي تسعد بذلك نفسها، لأن المرأة بمرور الوقت ستصبح فى حماة فى يوم من الأيام .. فما العمل حينها!
ومن أجل ضمان السعادة الزوجية، فالزوجة بحاجة إلى أن تكون علاقتها جيدة بزوجها وبأسرته أيضا.
المزيد عن مقومات السعادة الزوجية ..
وأهم نصيحة للتعامل مع أسرة الزوج هو إبداء زوجة الابن التقدير لعائلته ولمن يكبروها فى السن .. فالتقدير هو القوة التي تمكن المرأة من الاحتفاظ بزوجها للأبد ومن العيش فى حياة خالية من المشاحنات.

* المراجع:
  • "Family and kinship relations" - "britannica.com".
  • "Relationships and Marriage" - "goodtherapy.org".
  • "Dealing with a mother-in-law...?" - "gotquestions.org".
  • "Caught in the Middle - Conflict Between My Wife and My Mother" - "chabad.org".

  • تقييم الموضوع:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - 2001 جميع حقوق النشر محفوظة للشركة العربية للنشر الإلكتروني