لا شيء يجعل الزوجة تعيش أصعب أيام زواجها أكثر من الإيذاء البدني الذي قد تتعرض له من زوجها، خاصة أنه من المفترض مصدر حمايتها وأمانها، ورغم أن الضرب في كل الأحوال شيء غير مقبول تمامًا، ولا يمكن التهاون فيه مهما كانت أسباب الزوج في ذلك، فإن ما يزيد الأمر سوءًا، عدم اعتذاره أو شعوره بخطئه والاعتراف به، ما يُصعب على الزوجة حل المشكلة، لذا قد تقع في حيرة، وتتساءل "زوجي يضربني ولا يعتذر كيف أتعامل معه؟"، و"هل هذا السبب كافٍ لطلب الطلاق؟"، تعرفي إلى الإجابة عزيزتي في هذا المقال.
زوجي يضربني ولا يعتذر كيف أتعامل معه؟
الزوج الذي لا يجد مانعًا من إيذاء زوجته بدنيًّا، يمكن أن يضربها ويعنفها على أي سبب، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، كالتأخير عن إعداد الطعام، أو المجادلة معه، أو الخروج دون إذنه، أو رفض الجماع معه، أو أي مشكلة تخص الأبناء، ورغم أن مبرراته ستكون أنها من تثير غضبه بأفعالها وكلامها، لكن بالطبع هذا التصرف غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن تتخذ الزوجة موقفًا حازمًا ضده، فإذا كنتِ واحدة ممن يتعرضن لهذه الإساءة، إليكِ ما يجب عليكِ فعله حيال هذا الأمر:
- تحدثي مع زوجكِ: الضرب فعل قاسٍ جدًّا نفسيًّا وبدنيًّا، ويصعب على أي امرأة تحمله وتقبله، لكن إذا كانت هذه المرة الأولى في التصرف معكِ بهذا الشكل، تحدثي معه بعد إبداء غضبكِ واستيائكِ، وأخبريه بأنكِ لن تقبلي هذا الأمر مرة ثانية مهما حدث، لكن احرصي على تكوني هادئة دون عصبية أو التلفظ بكلام جارح، ولا تنتظري حتى يعتذر لكِ، فالأهم من الاعتذار رد فعلكِ أنتِ.
- استشيرا اختصاصي علاقات زوجية: العنف بشكل عام يعكس دائمًا مشكلة شخصية سابقة تعرض لها الشخص في منزل والديه، ما يجعله يشعر بسهولة الأمر، وإمكانية تقبل الزوجة له، فإذا كان هذا هو الحال مع زوجكِ، اطلبي منه زيارة استشاري علاقات زوجية أو طبيبًا نفسيًّا قبل أن يتفاقم الأمر لديه، ويصبح عادة لديه، وهو ما قد يؤثر في أطفالكما وحياتكما معًا.
- استعيني بشخص مقرب له: إذا تكرر الأمر، تحدثي إلى شخص مقرب له تثقين فيه، حتى يتدخل لحل هذه المشكلة، وينصحه بالحفاظ عليكِ، ويشرح له غضبكِ الطبير منه، وأضرار ذلك على علاقتكما.
- اعرفي قيمتك جيدًا: إذا كان زوجكِ يؤذيكِ بدنيًّا أو يهدد بإيذائكِ، فقد يكون من الصعب عليكِ الحفاظ بعد ذلك على ثقتكِ بنفسكِ، ومشاعر تقدير الذات، بل يمكن أن تلومي نفسكِ على أشياء لستِ سببًا فيها. لذا تذكري دائمًا أنه مهما بلغ خطؤكِ، ليس من المقبول أبدًا أن يضربكِ زوجك أو يهدد بإيذائكِ، وكذلك يمكنكِ في هذه الحالة الحصول على بعض الدعم من أصدقائكِ أو عائلتكِ، لتشعري بحب الآخرين ورعايتهم ودعمهم لكِ.
لكن بعد كل ذلك إن ظل زوجكِ كما هو دون تغيير، هل يكون الطلاق أفضل حل لمشكلة الضرب؟ تعرفي إلى الإجابة في السطور التالية.
هل أطلب الطلاق لأن زوجي ضربني؟
الزواج أساسه الحب والمودة والاحترام والأمان، لكن الأمور لا تسير دائمًا كما نخطط لها، فقد تكتشفين بعد أن يجمعكِ بزوجكِ بيت واحد، أنه شديد العصبية، وقد يستخدم يده في التعبير عن ذلك، وبالطبع بعد أن تنفد كل الطرق في علاجه، قد تفكرين في الطلاق كحل لهذه المشكلة، لكن إذا اتخذتِ قرار الطلاق بشكل نهائي، لا بد أن تضعي في اعتبارك هذه الأمور:
- طلب الطلاق: يختلف كل موقف في الزواج باختلاف الزوجين والعلاقة التي تجمعهما، ومن الصعب مقارنة سلوك وفعل كل منهما مع طرفين في علاقة أخرى، لكن مع ذلك إذا كنتِ في علاقة تتعرضين فيها للأذى أو التهديد، فمن المهم أن تعرفي أنكِ لست مضطرة للاستمرار فيها.
- جدوى الطلاق: إذا تعرضت الزوجة للضرب من زوجها أو أي شكل من أشكال سوء المعاملة، فأول ما قد يتبادر إلى ذهنها الطلاق، ورغم أنه حل جذري للمشكلة، لكن الخطأ هنا هو أنه قد لا يناسب كل الزوجات، خاصة ممن ليس لديهن مصدر دخل، أو من يرغبن في الاستمرار من أجل الأطفال، أو أنها ترى استجابة من زوجها في العلاج، وهذا لا يعني أن عليها الاستمرار في هذا الوضع، وقبول الإهانة طوال حياتها، لكن إن فشلت في تغيير زوجها تمامًا، لا بد أن قبل تتخذ قرار الطلاق أن تخطط جيدًا لحياتها بعده.
لذا فالقرار قراركِ، أنتِ أفضل من يُقيم وضعكِ وحالتكِ، لكن قبل طلب الطلاق، حاولي أولًا مع زوجكِ بشتى الطرق، للحفاظ على أسرتكِ وأطفالك، دون الإضرار بنفسكِ في الوقت نفسه.
أجبناكِ عزيزتي عن سؤال "زوجي يضربني ولا يعتذر كيف أتعامل معه؟"، في كل الأحوال ومهما كان قراركِ كوني حذرة، فسيحاول زوجكِ السيطرة والضغط عليكِ، عن طريق التقليل من الإساءة التي يفعلها بكِ، لذا من المهم جدًّا حماية نفسك من الأذى وسوء المعاملة بموقف وتصرف حازم.
يحتاج الزواج لكثير من الحكمة لتخطي المشكلات، والحفاظ على الحياة الزوجية، تعرفي إلى مزيد من النصائح المفيدة لكِ في قسم العلاقة الزوجية.
