لصلاة الفجر رونق عظيم، لا يشعر به سوى من ذاق حلاوته، لكن كثيرين يتحججون بأن لا يستطيعون الصحيان في هذا الوقت من الليل، بل أنك قد تسمع أحدهم يقول لك: لقد سمعت أذان الفجر إلا أني لن أستطع القيام من النوم لأداء الصلاة، وهو أمر جد جلل.. فكيف لمؤمن يوحد بالله عز وجل، ويؤمن باليوم الآخر، ويتكاسل عن فرائض الله عز وجل، وخصوصًا صلاة الفجر.. فصلاة الفجر في وقتها لها فضل كبير جدًا.
وقد وردت كثير من الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على ذلك ومن هذه الفضائل: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله»، فصلاة الفجر غنيمة لا تعادلها غنائم الدنيا وكنوزها.. لكن كيف الاستيقاظ من النوم؟
كيفية الاستيقاظ للفجر؟
السؤال الأهم هنا هو كيف يستيقظ الإنسان لأداء صلاة الفجر في وقتها.. هناك منبهان.. أولهما المنبه الصناعي الاعتيادي، والذي يضبطه الإنسان على وقت صلاة الفجر، وقد يسمعه ويصحو ليغلقه ثم ينام مجددًا، وقد يصحو بالفعل ويؤدي صلاته.. إذن ليس بالتأكيد يصحو الإنسان لأداء الصلاة.. بينما هناك المنبه الآخر، وهو أكيد - أكيد لن يتركك إلا وأنت مستيقظًا وتؤدي الصلاة في وقتها بإذن الله.. أوتدري ما هو هذا المنبه؟.. هو المنبه الإلهي لكن للحصول عليه له بعض الشروط، ومنها الحفاظ على صلاة العشاء في وقتها، ثم النوم على وضوء، وعلى الشق الأيمن، ثم الدعاء بأن تردد: «اللهم إني بك وضعت جنبي، وبك أرفعه»، وبالتالي لا يمكن أن تضع جنبك بإذن الله، وتؤكد على أن الذي يرفعه إنما هو الله فقط، ثم يتركك نائمًا.. بالتأكيد سيوقظك، ويكتبك بإذن الله مع المصلين.
اقرأ أيضا:
ما يلزم المضحي تركه بدخول ذي الحجة وما يباح له.. تعرف عليها
سنة نبينا
أيضًا اتباع سنة نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، في الحفاظ على الصلاة المفروضة، وأيضًا النافلة، يجعلك من الذين يختارهم الله عز وجل لصلاة الفجر، ومن ذلك، تعلم وصية الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام لسيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه، حيث قال له: «يا معاذ، أوصيك ألا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك»، فأنت هنا استعنت بالله على الطاعات، وكيف تستعين بجبار عزيزي قادر على كل شيء ويتركك نائمًا؟!.. هذا محال..
فإن استعان المؤمن بالله، أعانه الله بملائكته، ففي البخاري ومسلم، عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر»، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: « وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً » (الإسراء: 78).