حتى تتمكني من إقناع الأهل لا بد أن تتحملي المسؤولية وبشكل كبير على الأهل أن يعوا ما لديك من قدرة على تحمل المسؤولية في مختلف المجالات، ويمكن أن تستغلي الفترة ما قبل بدء الدراسة في أن تظهري التصرفات التي فيها قدر كبير من المسؤولية، ولا بد أن تراعي ما في مجتمعاتنا العربية من المسؤولية على الأنثى بطرقة تتضمن الثقة، فأنت بحاجة إلى أن تقومي بالأعمال الموكلة إليك بطريقة فيها قدر كبير من الاستقلالية والأمان والثقة، فكلما كنت قادرة على إدارة أمور حياتك الخاصة بين الأم والأب كلما كنت أكثر قدرة على إكسابهم التوجه المساعد في الإقناع.
اعلمي أن رفض الاهل قائم أولا وأخيرا على الخوف، فأنت من وجهة نظرهم لا يمكن أن تقومي بما عليك من مسؤوليات وحدك وقد يواجهون الخوف من تعرضك لبعض المشكلات على المستوى الشخصي والعام، وهنا لا بد أن تكوني على علم تام بطبيعة المكان الذي ستكونين فيه حتى تقدمي المعلومات التي تساعدهم على الشعور بالأمن والطمأنينة، وأهم ما يمكن تقديمه للأهل من معلومات: طبيعة السكن، ومكانه، والإجراءات الأمنية المتخذة ويفضل أن يكون سكن جماعي ليزداد شعور الاهل بالأمان، وفي حال أرادت أحد الصديقات السفر للدراسة إلى نفس المنطقة يمكن تعريف الأهل عليها كعامل مشجع بأنك لن تكوني وحدك في بلاد السفر.
يمكن استخدام الاستراتيجيات التالية في عملية الإقناع:
- حاولي أن تجمعي المعلومات الكافي عن التخصص المراد دراسته خارجًا وأهمية الجامعة التي تودين الانتساب إليها، وحاولي إظهار جوانب الاختلاف ما بين الدراسة في الخارج والدراسة في البلد الذي أنت فيه، فغالبًا سيضع الاهل أمامك خيار الدراسة الداخلية لأنهم لا يملكون أي معلومة عن الجامعات الخارجية، وهنا يمكن جمع المعلومات عن اعتماد الجامعة في الدول المختلفة، وأفضلية التوظيف بعد التخرج، والامتيازات الممنوحة للطلبة المنتسبين.
- استخدمي أسلوب مناسب بعيد عن الانفعال والعنف، كوني هادئة حتى تتمكني من إرسال واستقبال المعلومات، قدمي الأسباب التي تجعلك ترغبين في الدراسة في الخارج واستمعي للأسباب التي تمنع الأهل من الموافقة، قدمي مقابل كل سبب ما لديك من مهارات وقدرات للتعامل مع الأهل، هنا أنت بحاجة لأن تظهري للأهل الثقة الكبيرة والعميقة فيما تقدمين عليه، ويمكن أن تقولي للأهل بأن التواصل أصبح أكثر سهولة ومرئي ويمكنهم متابعتك بشكل مستمر، كما يمكن هنا أن تأخذي على نفسك بعض الوعود والعهود التي تلتزمين فيها بجميع القيم والمبادئ والتي قد تكون سبب في خوف الأهل في حال تم فقدانها في الدول الغربية خاصة، والتي تختلف عن الدولة العربية بدرجات كبيرة.
- في فترة ما قبل الدراسة لا بد أن تعملي وبدرجة كبيرة على ما لديك من شخصية مما يساعد الأهل على رؤية مدى ما لديك من نضوج، بعيدًا عن الطيش وغيره، وهنا ومن الأمور التي تساعد الأهل على رؤية نضوجك الفكري، محاورة الأهل في ما لك من مستقبل عملي يؤثر عليك بشكل خاص وعليهم بشكل عام، كما على الأهل أن يعلموا أن ما سيقوله الناس سيتلاشى بمجرد امتلاكك الشهادة الجامعية ذات الامتيازات الكبيرة المساعدة على تحسين الوضع المادي والاقتصادي والاجتماعي في بعض الأحيان، انظري للمدى البعيد في الحوار ووضحي وجهة النظر هذه للأهل، واطرحي عليهم فكره أن تبدئي الدراسة في هذه الدولة بأن يكون معك والدك مثلاً للاطمئنان والشعور بالراحة. أو أحد الأقارب.
- في حال كانت الدولة التي ستسافرين إليها فيها أحد الأقارب من أعمام أو أخوال أو أبناء عمومه،.... إلخ يمكن أن تستغلي هذا الامر لإقناع الاهل حيث أنه وفي حال احتجت أمر ما ستستعينين بهم، لكن هنا لا بد أن تثبتي ثقتك بنفسك وأنك قادرة على تأمين أمورك بطريقة فردية.
- قدمي مثال تقريبي للأهل مثل الدراسة في منطقة بعيدة داخل الدولة التي تقطنين بها، ففي مثل هذه الحالة ستضطرين للمكوث في السكن الجامعي وتعودي للأهل في العطل الرسمية، وهذا الأمر لا يختلف عن الدولة الأخرى إلا في وسيلة التنقل، فالثقة الممنوحة في البلد لا تختلف عن خارج البلد، وهنا اكدي وبشكل كبير على احترامك لتعليماتهم مهما كانت، وكوني فعلًا قادرة على الالتزام بها.
- يمكن الاستعانة بأحد الأقارب والذين لهم تأثير على الأهل لمساعدتك على إقناعهم، وبيان وجهة النظر بطريقة فيها قدر من الإقناع، خاصة إن كان هذا الشخص مع فكره السفر ومصدر موثوق بالنسبة لهم، هذا الشخص وفي كثير من الأحيان قادر على قلب التصورات والتوجهات بطريقة كبيرة.
26 مشاهدة
