الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يطالبها والدها غير المحتاج أن تعطيه من مالها

السؤال

أنا فتاة متزوجة وعاملة، وراتبي يذهب لبيتي وسداد ديون زوجي عن رضى مني، ولنعيش حياة جيدة بعد سداد الديون التي علينا، لا نملك منزلا بل نسكن بالإيجار، وزوجي يعاني من مشاكل في الإنجاب، إذ لنا 5 سنين متزوجين ولم يرزقنا الله بأولاد، وننفق الكثير على علاجه أملا أن يهبنا الله الذرية الصالحة، والله لا نملك أي قرش للتوفير، وبدأ والدي يلمح أنه يريد أن أعطيه جزءا من راتبي، وهو بالكاد يكفي بيتي إذ إنه من حقي أن أجمع بعض المال للمستقبل، لو لا سمح الله احتاج أحدنا المستشفى بظرف طارئ نبدأ بطلب النقود من الناس، ثم سدادهم، يؤسفني أن أقول إن والدي مادي جدا إذ إنه منذ كنت اعمل وأنا غير متزوجة كان يأخذ 90% من راتبي، وأمي ورثت عن والدها 10000 دينار أردني وأخذها دون رضاها ولم يعطها أي قرش حتى أنها بحاجة ماسة للثياب ولا يعطيها شيئا، بل يعطي الأغراب من نقود والدتي ولا ينفع أهل بيته بشيء، ولا يعامل إخوتي الذكور جيدا، ويتكلم عليهم بالسوء أمام الناس، ويطالبهم بما لا طاقة لهم به من النقود ويغضب عليهم لدرجة التبرؤ منهم إن لم يعطوه النقود. هل أنا ملزمة بإعطائه من راتبي إذا طلب ذلك؟ مع أننا بحاجة لمنزل ملك نسكن فيه ولسداد الديون، مع العلم أنني أعطي أمي أحيانا نقودا بسيطة لتكفي حاجتها دون علم والدي لأنه لو علم يأخذ هذه النقود منها. فهل أنا ملزمة بإعطائه من راتبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان أبوك يطلب منك بعض المال لحاجته إليه، وكان بإمكانك أن تعطيه من غير ضرر عليك، فيلزمك أن تعطيه حينئذ، وأما إذا لم يكن محتاجاً لهذا المال فلا يلزمك إعطاؤه، وانظري الفتوى رقم: 57870.

وعلى كلّ الأحوال يجب عليك برّ أبيك والإحسان إليه مهما كان حاله، مع مناصحته برفق وأدب فيما يقع فيه من محرمات وما يفرط فيه من واجبات، فإن ذلك من البر به وهو من أفضل القربات عند الله، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني