هل يجيزه علماء الدين؟ الطلاق بسبب البخل العاطفي!

هل يجيزه,علماء الدين,الطلاق,بسبب البخل العاطفي,نصيحة,الدكتورة عبلة الكحلاوي,زوج ناشز,الدكتورة سهير الفيل,مخالف للفطرة,الدكتورة أماني عبدالقادر,التعميم مرفوض,الدكتور صابر طه,التعمد,الدكتور أحمد حسني,الأفعال والأقوال,المنظور الاجتماعي,تنشيط العواطف,التحليل النفسي,ظاهرة

أحمد جمال - (القاهرة) 23 أكتوبر 2016

تحتاج الزوجة إلى أن تسمع كلمات طيبة من زوجها، ولو بين الحين والآخر، لكن بعض الزوجات يعانين من بخل أزواجهن العاطفي، سواء كان هذا البخل متعمّداً من الزوج أو غير مقصود.

ووصل الأمر بإحدى الزوجات في مصر لرفع دعوى خُلع من زوجها بسبب بخله العاطفي، وذلك بعدما رفض تطليقها! فماذا يقول علماء الدين عن مثل هذه القضية المثيرة؟ وهل يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق إذا كان زوجها بخيلاً عاطفياً؟


أقامت «ليلى»، ربة منزل، في العقد الثالث من عمرها، دعوى خلع ضد زوجها في محكمة الزنانيري، لبخله الشديد في العواطف، وقالت أمام المحكمة: «جميع أقاربي وأصدقائي هاجموني لأنهم يرون في زوجي مواصفات كثيرة تحلم بها أي زوجة، فهو ناجح في عمله وله مكانته الاجتماعية، وأنا لا أختلف معهم في كل المميزات التي يذكرونها، لكنّ هناك شيئاً لا يشعر به غيري، فأنا تزوجته عن حب، واعتبرت أن قربه مني سيكون مصدر سعادتي، وبعد زواجنا أصبحت حياتي معه جحيماً، لأنه يفتقد الحنان، وطوال عمره ما قال لي كلمة حب واحدة تُشعرني بأنوثتي».
 وتابعت: «للأسف هو يعتبر هذه الأمور تفاهات، ويرى أن مهمته الأساسية تقتصر على نجاحه في عمله وتوفير حياة كريمة لنا، ولهذا السبب افتقدت الإحساس بحياتي وبأنوثتي، وشعرت في الفترة الأخيرة بآلام في جسدي، لكن الأطباء أجمعوا على أن السبب نفسي وليس عضوياً».
وتستكمل ليلى حديثها قائلة: «رزقني الله بالتوأم «عمرو ومريم»، وظننت أن انشغالي بهما وبتربيتهما سينسيني الحاجة الى حنان زوجي، لكن ظهر العكس، فبعد تعبي معهما طوال اليوم، أصبحت احتاج أكثر لحنان زوجي ووجوده الى جانبي، ومع ذلك تحملت ثلاث سنوات على أمل أن يشعر بي ويتغير في تعامله معي، حتى عثر ابني عمرو بمحض الصدفة على رسالة في هاتف والده، علمت من خلالها أن زوجي يخونني مع أكثر من سيدة، فغضبت منه، وواجهته بالأمر، لكنه لم ينكر، وقال لي إنها تسالٍ خلال أوقات فراغه في العمل، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يجرؤ على أن يُسمعني الكلمات التي يقولها لهن لأنني زوجته ويحترمني كثيراً... وبعد سماعي هذا الكلام لم أعد أطيق العيش معه، وطلبت منه الطلاق، فرفض، واضطررت لرفع دعوى خلع ضده».

نصيحة
تنصح الدكتورة عبلة الكحلاوي، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، زوجة البخيل عاطفياً بالصبر على هذا الابتلاء، خاصةً إذا كان لديها أولاد، ولها جزاء الصابرين الذين بشّرهم الله بالثواب العظيم، جزاء الصبر والعفة والمحافظة على بيتها، فقال الله تعالى: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» (الآيات 155-157) سورة «البقرة».
وتحذّر الدكتورة عبلة الزوجات من الانخداع بالكلام المعسول من زوج قد يكون عديم الأخلاق، بالمفهوم الواسع، فيكون ممن قال فيهم الإمام الشافعي:
«لا خير في ود امرئ متلون... حلو اللسان وقلبه يتلهب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة... ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
يلقاك يحلف أنه بك واثق... واذا توارى عنك فهو العقرب».
وتنهي الدكتورة عبلة كلامها، مؤكدةً أن على الزوجات ألا يفكرن في الطلاق أو الخلع من أزواجهن لمجرد البخل العاطفي فقط، إذا كانت هناك جوانب إيجابية أخرى في شخصياتهم، لأن هدم البيوت كارثة يدفع الجميع، خاصة الأولاد، ثمنها غالياً.

زوج ناشز
أما الدكتورة سهير الفيل، وكيل كلية الدراسات الإسلامية في القاهرة- جامعة الأزهر، فتصف الزوج البخيل عاطفياً، مع تعمّده ذلك، بالزوج الناشز الذي وضع الشرع طرقاً إيجابية للتعامل معه قبل التفكير في الخلع أو طلب الطلاق، الذي يؤدي الى خراب البيوت، ومن أهم طرق إصلاح الزوج الناشز ما جاء في قول الله تعالى: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا» (الآية 128) سورة «النساء»، فإذا فشلت محاولات الصلح، فإن الطلاق أو الخلع يكون المخرج الشرعي، بدليل قوله تعالى بعد الآية السابقة بآية واحدة: «وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا» (الآية 130) سورة «النساء».
وتوضح الدكتورة سهير أن البخل، بكل أنواعه، دليل على قلة العقل وسوء التدبير، بل إنه أصل لنقائص كثيرة ويؤدي إلى خصال ذميمة، ولا يجتمع مع الإيمان إذا كان بخلاً مادياً، كما لا يجتمع مع الاستقرار الأسري إذا كان عاطفياً، ولهذا فإن البخل، سواء العاطفي أو المادي، يهلك الإنسان ويدمر الأخلاق، والبخيل محروم في الدنيا ومؤاخذ في الآخرة، ومكروه من الله ومبغوض من الناس، ولهذا جاء في الأقوال المأثورة: «جود الرجل يحببه إلى أضداده، وبخله يبغضه إلى أولاده».

مخالف للفطرة
تؤكد الدكتورة أماني عبدالقادر، الأستاذة في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، أن البخل العاطفي يمحو الصفات الإنسانية، لأن الإنسان هو أفضل الكائنات القادرة على التعبير عن عواطفها لبعضها بوجه عام، ولشركاء الحياة الزوجية بوجه خاص، ولهذا فإن البخل العاطفي، سواء كان من الزوج أو الزوجة، ينفي عن صاحبه صفة الانسانية، بل إنه ينفي صفة الخير عن صاحبه، خاصة إذا لازم البخل العاطفي بخل مادي، وقد مُدحت امرأة عند رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فقالوا: «صوّامة قوّامة، إلاّ أن فيها بخلاً. قال: «فما خيرها إذن».
وترفض الدكتورة أماني سيطرة العواطف فقط على الحياة الزوجية، لأنها أوسع وأشمل من مجرد كلام معسول، وقد أمر الإسلام الزوجين بحسن المعاشرة، فإن لم يستطيعا التوافق ونفد صبرهما فليكن التسريح بإحسان وبدون فضائح وانتقامات، فقال الله تعالى: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (آية 229) سورة «البقرة».
وتختتم الدكتورة أماني كلامها، موضحةً أنه إذا كان «البخل العاطفي» هو العيب الوحيد في الزوج، ويمكن علاجه، ولو على المدى الطويل، فلا يجوز شرعاً طلب الطلاق أو الخلع، أما إذا كان لا أمل فيه، فإن القرار النهائي يكون للزوجة وهي تتحمل تبعات قرارها، لأن الله لا يكلف نفساً ما فوق طاقتها.

التعميم مرفوض
يؤكد الدكتور صابر طه، العميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية في جامعة الأزهر، أن البخل العاطفي صفة مكروهة من جميع الناس، إلا أنه بين الزوجين يكون أشد كرهاً، لأنه يساهم في قتل الحب والمودة والرحمة التي وصف الله بها الزواج الشرعي السعيد، حتى وصفه الله بأنه آية من آياته، فقال سبحانه: «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (آية 21) سورة «الروم».
ويوضح الدكتور صابر، أن قرار الزوجة بالخلع أو الطلاق للضرر أو الصبر يرجع إلى الزوجة نفسها، لأنه لا يمكن التعميم محافظةً على البيوت... ويضيف: «وهنا تحضرني قصة مفيدة، فقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يستشيره في طلاق امرأته، فقال له عمر: لا تفعل، فقال الرجل: لكني لا أحبها، فقال له عمر: ويحك ألم تبنَ البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟»، والفاروق عمر يقصد أن البيوت إذا عز عليها أن تُبنى على الحب، فيمكن أن تبقى وتستمر على ركنين آخرين، أولهما الرعاية التي تكون بين الرحم والتكافل بين أهل البيت وأداء الحقوق والواجبات، وثانيهما التذمم، أي التحرج من أن يصبح الرجل مصدراً لتفريق الشمل وتقويض البيت وشقاء الأولاد، وهذا ما نقوله للزوجة التي تشكو بخل زوجها العاطفي، فعليها التسلح بالرعاية والتذمم.
وينهي الدكتور صابر كلامه مُبيناً أن لا أحد ينكر أهمية الحب في الحياة الزوجية، لكن إذا تعذر وجوده أو تغيرت القلوب بعد الزواج، فليس الحل في هدم البيت على من فيه بالخلع أو الطلاق، خاصة إذا كان هناك أولاد، ولهذا يمكن أن يستمر الزواج لاعتبارات أخرى غير الحب العاطفي أو الرومانسي، الذي قد يكون أمراً صعباً على الأزواج في ظل متطلبات الحياة ومشكلاتها الكثيرة.

التعمد
يؤكد الدكتور محمد المنسي، أستاذ الشريعة في كلية دار العلوم- جامعة القاهرة، أن البيوت تستمر بالمعاشرة بالمعروف، إذ إنه ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من ليس من معاشرته بد، مثل الزوج لزوجته، أو الزوجة لزوجها، ولهذا نجد الحكمة الإلهية في أنه قد يكون في الزوجة خير للحياة الزوجية، رغم أن زوجها يكرهها، فقال الله تعالى: «... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (آية 19) سورة «النساء».
ويوضح الدكتور المنسي أن الحكم الشرعي نفسه في الآية السابقة يمكن أن ينطبق على المرأة، في أنها إذا كرهت زوجها، لأي سبب مثل البخل العاطفي، قد يجعل الله فيه خيراً كثيراً، إذا كان مؤمناً ويتقي الله فيها، ومع احترامنا لقيمة العواطف بالنسبة الى النساء، لكن يجب ألا يكنَّ كما وصفهنَّ أمير الشعراء أحمد شوقي: «خَـدَعوهـا بقـولـهم حَسْناءُ... والغَواني يَغُرُّهُـنَّ الـثَّناءُ».
وينهي الدكتور المنسي كلامه، مشيراً إلى أن البخل العاطفي، خاصةً إذا لم يكن متعمّداً من الزوج، ليس مبرراً لطلب الخلع أو الطلاق، بل يجب استبدال ذلك بما يطلق عليه «العِشرة الطيبة» بين الزوجين، وهي كفيلة بتعويض أي تقصير عاطفي.

أخف الضررين
يرفض الدكتور أحمد حسني، نائب رئيس جامعة الأزهر، اعتبار «البخل العاطفي» للزوج مبرراً للطلاق أو الخلع بوجه عام، إلا إذا كانت الزوجة رومانسية جداً، ولا تستطيع أن تصبر على هذا البخل العاطفي وتخشى على نفسها الفتنة، فهنا يكون طلب الطلاق أو الخلع لها أخف الضررين، مع العلم أنها قد تدخل زيجة جديدة تعاني فيها من زوج بخيل مادياً وعاطفياً، ولهذا فإن هدم البيوت من أجل العواطف فقط ليس بالأمر الهين أو السهل، فليكن الصبر والمثابرة هو السلاح الذي يجب أن تتسلح به الزوجة ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، خاصةً في حال وجود أولاد لا يجوز التضحية بمستقبلهم من أجل البخل العاطفي فقط، ما لم تكن هناك أسباب أخرى خفية لا تريد الزوجة الإفصاح عنها.

 ويشير الدكتور أحمد حسني، إلى أن لكل مقام مقالاً، ولكل حالة ظروفها التي لا ينبغي تعميمها على الجميع، بإباحة طلب الخلع أو الطلاق أو رفضه، بسبب البخل العاطفي، ففي بعض الحالات ننصح الزوجة بالصبر قدر استطاعتها، فإن كان فوق قدرتها وتحمّلها وتخشى على نفسها الفتنة، فيباح لها اللجوء إلى الخلع أو الطلاق للضرر،
بالتالي فهي مسألة قدرات شخصية وظروف خاصة بكل زوجة، والضرورة تقدّر بقدرها، كما يقول الفقهاء.
ويختتم الدكتور أحمد حسني كلامه، مؤكداً أن لا إثم شرعاً على الزوجة إذا لم تستطع تحمل البخل العاطفي لزوجها وخافت الفتنة، فلها أن تطلب الخلع أو الطلاق، ويكون حكمها ضمن من قال الله فيهم: «... فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (آية 173) سورة «البقرة».

الأفعال والأقوال
عن تحليل القضية من المنظور الاجتماعي، تؤكد الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، أن الحب هو إكسير الحياة الزوجية السعيدة، لكن تخطئ من تظن أن الحب مجرد كلمات تقال، حتى ولو من زوج خائن، لأن ليس هناك أسهل من الكلمات، وما أكثر الأزواج الذين يبيعون الكلام المعسول، ولهذا فإن الحب بالأفعال أكثر دواماً وتأثيراً من حب الأقوال، وقال وليم شكسبير: «ما أتعس الحب الذي يقبل أن يُقاس».
وتشير الدكتورة سامية الساعاتي الى أن المشكلات العصرية بكل همومها وتعقيداتها أثرت سلباً في الرومانسية الزوجية، سواء من الزوج أو الزوجة، ولهذا يجب التوصيف الدقيق لمصطلح «البخل العاطفي»، لأن العواطف الإيجابية أو السلبية، لا يكون اللسان فقط وسيلة التعبير عنها، بل إن هدية بسيطة، ولو وردة، أبلغ ألف مرة من ديوان شعر في الغزل مع معاملة سيئة.
وتطالب الدكتورة سامية الزوجات اللواتي يعشن مع أزواج غير رومانسيين، بالبحث والتنقيب عن جوانب إيجابية أخرى في شخصياتهم، بدلاً من التركيز على نقطة الرومانسية فقط واختزال الحياة الزوجية بها، وكأنها نهاية المطاف، رغم أن «حسن المعاشرة» مفهومه أوسع بكثير من مجرد كلمات رومانسية ليس أسهل من أن تقال، أما المعاشرة الطيبة بمفهومها الشامل فأفضل ألف مرة من رومانسية قد يصحبها كذب وخداع.

تنشيط العواطف
عن التحليل النفسي لظاهرة «البخل العاطفي»، تؤكد الدكتورة إيمان شاهين، مديرة مركز الإرشاد النفسي في جامعة عين شمس، أن هذا المصطلح مطاط، وإذا طلبنا من الزوجات تعريفه بدقة سنجد هناك اختلافاً بينهن، ومن الخطأ قصره على الزوج الذي لا يجيد التعبير عن عواطفه بالكلام، ومن الكلمات الجميلة في هذا ما قاله الفيلسوف الفرنسي: «الحب ليس القيام بأشياء بطولية خارقة للعادة، وإنما ممارسة الأشياء الاعتيادية بحنان، وليس حب إنسان مجرد أن نفعل من أجله شيئاً، بل هو أيضاً مساعدته على أن يفعل ذلك الشيء بنفسه».
وتنصح الدكتورة إيمان شاهين الزوجات اللواتي يعانين من بخل أزواجهن عاطفياً، أن يحاولن مراراً وتكراراً تنشيط عواطفهم نحوهن، لتكون المبادرة من الزوجة، حتى لو كان هذا عكس الفطرة، وكل امرأة تملك القدرة على تحريك العواطف الكامنة لدى زوجها، ليعبّر عنها بما يستطيعه، سواء بالأقوال أو الأفعال، ومع الاستمرار يتحول الزوج تدريجاً من بخيل عاطفياً إلى كريم عاطفياً، وكل زوجة أعلم بمفاتيح شخصية زوجها