كيف تعلم أن الله غاضب عليك

صورة مقال كيف تعلم أن الله غاضب عليك

كيف تعلم أن الله غاضب عليك

يجدر بالذّكر في البداية أنّه لا يجوز أن يُقال لأحدٍ بعينه هذا ممّن يحبّه الله، أو هذا غاضب عليه الله ويُبغضه، إذ الجزم في ذلك مآله عند الله -تعالى-، والذي يكون دأبه في الحياة العمل الصالح والطاعات ومات على ذلك؛ فهذا ممّن يحبّه الله، ومن كان دأبه في الحياة الظلم والعصيان والفساد وبقي على ذلك إلى أن مات؛ فذلك ممّن يبغضه الله، لكن لا نقطع لفلانٍ بعينه أنّه كذلك، فقد يُبغض الله شخصاً ثمّ يحبّه في موضعٍ آخر لأنّه تاب وأحسن عملاً ورجع إلى الله،[١] وذكر العلماء العديد من العلامات والأمارات التي تدلّ على حلول غضب الله -تعالى-، ومن هذه العلامات ما يأتي:[٢][٣]

  • قسوة القلب، وذلك نتيجةً لِكثرة الذُنوب والمعاصي، وكثرة اللّهو والكلام بغير ذكر الله -تعالى-، وجاء عن بعض العُلماء قوله: "ما ضُرِب عبدٌ بعقوبةٍ أعظم من قسوة قلب، وما غضِب الله على قوم إلا نَزع الرحمة من قلوبهم".[٤]
  • ذهاب البركة ومَحْقِها، وتَسليط الأعداء، وحَبس المطر، وقِلة الرزق، لِقولهِ -تعالى-: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)،[٥] وكذلك قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (وإنَّ العبدَ ليحرمَ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ).[٦][٧]
  • السخط والغضب عند نُزول البلاء، فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في البلاء الذي يقع على الإنسان قوله: (إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ).[٨][٩]
  • اتّصاف الإنسان بالظُلم والكُفر والشرك والطُغيان، وتَرْكه للواجبات الشرعيّة، لِقولهِ -تعالى-: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ).[١٠]
  • رزقُ اللهِ -تعالى- الإنسانَ النّعمَ مع حرمانه شُكرَها، لِقولهِ -تعالى-: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ).[١١]


أسباب غضب الله على العبد

تُوجد العديد من الأسباب التي تُؤدي إلى غضب الله -تعالى- وسخطه، والتي ينبغي على الناس الابتعاد عنها، ومنها ما يأتي:[١٢]

  • الشرك بالله -تعالى-، والكُفر به، فقد أخبر الله -تعالى- نَبيّه بأن يُخبر قومه بغضبه عليهم؛ بسبب شركهم وكُفرهم بقوله: (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ)،[١٣] وكذلك قولهُ -تعالى-: (وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).[١٤][١٥]
  • قتل المؤمن بغير وجه حقٍّ، وقد ذكر الله -تعالى- ذلك صراحةً بقوله: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).[١٦]
  • الحلف كاذباً بالله -تعالى-، لِقولهِ -تعالى- في آيات اللّعان بين الزوجين: (وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ).[١٧]
  • المعاصي والذُنوب،[١٨] فقد قال -تعالى- بعد ذكره للعديد من الذُنوب والمعاصي: (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً).[١٩][٢٠]
  • الكِبر والغرور يؤدّي لغضب الله -تعالى- على صاحبه، كما يؤدّي لبغض وكره الناس لمن يتّصف بذلك.[٢١]


كيف تطفئ غضب الله

تُوجد العديد من الأعمال التي تدفع وتُبعد غضب الله -تعالى- عن العبد، ومنها ما يأتي:[٢٢]

  • التقرّب إلى الله -تعالى- بالعمل الصالح، مع إحسان الظَّنِّ به، فالأعمال الصالحة سببٌ لِرفع البلاء عن العبد، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ)،[٢٣] والمقصود بالإطفاء ذهابه بالكُلية.[٢٤]
  • الإكثار من الدُعاء وسؤال الله -تعالى-، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن لم يَسألِ اللَّهَ يغضبْ عليْهِ).[٢٥][٢٦]
  • التوبة والرُجوع إلى الله -تعالى-، والإكثار من الاستغفار.[٢٧]


المراجع

  1. "عرفنا علامات حب الله لعبده، فما هي علامات بغض الله لعبده؟"، www.islamqa.info، 15-2-2013، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2021. بتصرّف.
  2. محمد صديق الحسيني (1992)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن، صيدا - بيروت: المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صفحة 104، جزء 12. بتصرّف.
  3. إسلام ويب (16-10-2014)، "علامات ومظاهر سخط الله تعالى على عبده"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2021. بتصرّف.
  4. محمود محمد الخزندار (1997)، هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا (الطبعة الثانية)، الرياض: دار طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 462، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة العنكبوت، آية: 40.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 4245، صحيح.
  7. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 130، جزء 41. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2396، حسن.
  9. محمد حسن عبد الغفار، شرح كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد، صفحة 10، جزء 6. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية: 61.
  11. سورة الأعراف، آية: 182.
  12. محمد حسن عبد الغفار، شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة، صفحة 7-9، جزء 30. بتصرّف.
  13. سورة الأعراف، آية: 71.
  14. سورة النحل، آية: 106.
  15. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، نور الإسلام وظلمات الكفر في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 40، جزء 1. بتصرّف.
  16. سورة النساء، آية: 93.
  17. سورة النور، آية: 9.
  18. عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 295، جزء 1. بتصرّف.
  19. سورة الإسراء، آية: 38.
  20. سعود بن عبد العزيز الخلف (2004)، المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا (الطبعة السادسة والثلاثون)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 55. بتصرّف.
  21. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف (1433هـ)، موسوعة الأخلاق الإسلامية، السعودية: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 475، جزء 2. بتصرّف.
  22. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 315، جزء 94. بتصرّف.
  23. رواه ابن حبان، صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3309، أخرجه في صحيحه.
  24. محمد الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 9، جزء 255. بتصرّف.
  25. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2178، صحيح.
  26. ماهر بن مقدم، شرح الدعاء من الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 23، جزء 1. بتصرّف.
  27. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 158، جزء 7. بتصرّف.
للأعلى للأسفل