ديني

كيف تعلم ان الله غاضب عليك

كيف أعرف أن ربي غاضب علي

لا شكّ بأنّ المسلم الملتزم بدينه يكون حريصاً على إرضاء الله تعالى و اجتناب ما يغضبه ، فرضا الله سبحانه و تعالى غايةً للمسلم ، فهو حين ينال رضا الله يكون قد نال خير الدّنيا و الآخرة ، و على النّقيض من ذلك فإنّ غضب الله تعالى على الإنسان قد يؤدّي به إلى النّار ، و إنّ الله سبحانه و تعالى قد بيّن لعباده طريق الخير الذي به يتحصّلون على رضوانه ، كما بيّن لهم طريق الشّر الذي بسلوكه يستحقّون غضب الله و سخطه ، فالمسلم يسعى دوماً لعمل الطّاعات و الأعمال الصّالحة و يجتهد في ذلك ، و يتجنّب عمل المنكرات و المعاصي ، و إنّ أوّل مخلوقٍ نال غضب الله تعالى بعصيانه لأمر الله هو إبليس لعنه الله ، فقد رفض السّجود لآدم تكبّراً منه و اعتقاداً بأفضليّة خلقه على خلق آدم ، فكان جزاؤه أن غضب الله عليه و لعنه ، و من بين الأقوام الذين غضب الله عليهم قومٌ من بني اسرائيل حين كفروا بنعمة الله و اتخذوا العجل ليعبدوه من دون الله و عصوا أمر ربّهم ، قال تعالى ( قل هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) ، و يتساءل الإنسان أحياناً كيف أعرف أنّ الله غاضب علي ، و الحقيقة بأنّه قد يدرك الإنسان ذلك و قد لا يدركه ، بمعنى أنّ الله سبحانه و تعالى يملي للظالمين أحياناً و يمدّهم في طغيانهم يعمهون و بالتّالي من فتنة الله لهم أنّهم لا يشعرون و هم يظلمون أنفسهم و يظلمون النّاس أنّهم يرتكبون جرماً ، و هذا من الضّلال الكبير و العياذ بالله .

و حتى يعلم الإنسان هل الله تعالى راضٍ عنه أو غضبان يجب أن ينظر إلى حاله و مقامه ، فإن كان مقيماً على الطّاعة بعيداً عن المعاصي و الكبائر ، فهو بلا شكٍّ يعمل ما يرضي ربّه عنه ، و إذا كان مقيماً على المعاصي و الذّنوب مصرّاً عليها ، يجب أن يعلم أنّ ذلك ممّا يستوجب غضب الله تعالى و سخطه .

كيف تعرف أن الله يكرهك

كيف أعرف أن الله قريب مني

قد يتساءل المسلم أحياناً عمَّا إذا كان الله تعالى راضياً عنه أم لا، وقد يفكِّر فيما يؤدِّيه من طاعاتٍ وقرباتٍ هل قُبِلت عند الله تعالى، ويمكن إجمال بعض العلامات التي قد يستدلُّ بها على رضا الله تعالى عن العبد، وقد يعرف بها أنَّه مقبولٌ عنده تعالى، ومن هذه العلامات:

  • الإعانةُ على الطاعات، فمن علامات رضا الله تعالى عن العبد أن يوفِّقه إلى فعل الطَّاعات وأداء القربات وييسِّر له أسبابها.
  • التَّصبير عند المصائب والشَّدائد، فيصبَّر الله تعالى من رضي عنه من عباده ويلهمه الصَّبر وينزل عليه الرِّضا عند المصائب، وما قد يحلُّ به من الكروب، فلا يجزع ولا يضجر بل يصبر في كلِّ حالٍ، ومنه قول الله تعالى: (…وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
  • الاطمئنان بالله تعالى، فيجعل الله عباده الذين رضي عنهم مطمئنين به، فيثقون بوعده بالعون والنَّصر والتمكين، ولا ينشغلون بالتفكير بالرِّزق، لأنَّهم مطمئنون بالله تعالى ومتوكّلون عليه وواثقون بما عنده.
  • يحبِّب الله تعالى إلى من رضي عنهم من عباده الخلوة به -سبحانه وتعالى-، وتخصيص الوقت لمناجاته، والتَّقرُّب إليه بالذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم.
  • يحبِّب الله تعالى إلى من رضي عنهم من عباده مجالسة الصالحين ومخالطتهم.
  • الإعانة على العلم، فيعين الله تعالى من رضي عنهم من عباده على العلم، ويحبِّب إليهم طلبه، ويسهِّل عليهم طرقه وسُبله.
  • التَّوفيق إلى التَّوبة، فيوفِّق الله تعالى من رضي عنهم من عباده إلى التَّوبة والمسارعة إليها حال الذَّنب وعدم البقاء عليه؛ لأنَّ الله تعالى يحبُّ التَّوابين، ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
  • حفظ الله تعالى لمن رضي عنه من عباده جوارحهم كلِّها، كما جاء في الحديث القدسيّ: (من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه)
  • رضا النَّاس عمَّن رضي الله تعالى عنه ومحبَّتهم له، كما روي عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (إذا أحبَّ اللَّهُ عبدًا نادى جبريلَ: إنِّي قد أَحببتُ فلانًا فأحبَّهُ، قالَ: فيُنادي في السَّماءِ، ثمَّ تنزلُ لَهُ المحبَّةُ في أَهْلِ الأرضِ، فذلِكَ قولُ اللَّهِ: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا”)

كيف أعرف أن الله غير راض عني

هناك علامات لو وجدها أينا في نفسه فإنه في مرمى غضب الله وهي :-

كثرة مشاحناته مع الناس

يشكو هذا ويشاكل ذاك ويقاضي ذلك ويختصم تلك تجده دائماً مشغولاَََََ بالمشاحنات وأذية الخلق فلا يسلمون منه

البعد عن أوامر الله وفعل نواهيه 

فتجده لا يلتزم المعروف من أوامر الله ورسوله ولا يلزم حدوده ونواهيه

كراهية الناس له فيشيع ذكره بالسوء

فتجد الناس لايذكرونه بخير حتى أننا نجد الطغاة والظالمين السابقين  ملحوقين باللعنات والسيرة السيئة حتى بعد وفاتهم  بمئات السنين والله عز وجل ينادي جبريل فيقول يا جبريل إني أبغض عبدي فلانا فابغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي جبريل الملائكة فيقول يا ملائكة السماء والأرض إن الله يبغض فلاناً وأنا أبغضه فأبغضوه فيبغضونه  ثم يزيع بغضه بين الناس.

عدم قبول النصح

فتجهده ينصح له ويتكبر على النصح وتأخذه العزة بالإثم.. يقول تعالى في سورة البقرة الأية 206{وإذا قيل له إتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المصير}

الإصرار على المعاصي والذنوب. 

فتجده يفعل الذنب بلا مبالاة ولاتأنيب ويصر عليه ويداوم على تكراره فالكثيرون حين يفعل الإثم أو الذنب يضيق صدرهم لما إقترفوه ولكن هو فلا يبالي.

يجمع الصفات الذميمة.

فتجده فاجر في الخصام، كذاب، خائن، نمام  لا يفي بالوعود ولا يلتزم العقود مفش للسر مبدل للكلام.

يأكل الحرام 

لايعنيه من أين مطعمه ولا يهمه كيف مشربه سواء كان مصدره حلالاً أو حراماً فيستحل الحرام ويأكل السحت.

لا يسأل الله 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لا يسأل الله غضب عليه”.

صحبته خبيثة 

فتجد رفقاءه من المنبوذين والأشقياء وأصدقاء السوء الذين يفتحون له أبواب المعصية ويشجعونه عليها فلا يلازم إلا من على شاكلته ولا يلازم جلسات الصالحين ويبعد عنهم.

مصاب بالغرور والكبر 

يتعالى على الناس ويسهزيء بهم ويسخر منهم.

لا يسعى للتعلم ولاتجده يذكر الله

فلا تجده يسعى لحفظ القرآن ولا تعلم الشريعة ولا الأخذ منها ما يفيه لدينه ولكن تجده مشغولا في اللهو وفحش الحديث

يسوف التوبة 

يخشى عليه من تسويفه للتوبه ألا يدركها ويبقى في غضب الله.

علامات تعرف بها أن الله يحبك

من علامات حب الله لك

  • يحبّب التقرب إلى الله إلى قلبك، وييسر لك عمل العبادات والطاعات وأداء الصلاة في جماعة، وأداء الفرائض في أوقاتها.
  • ينزّل على قلبك الشعور بالراحة والسكينة. يلهم قلبك الصبر على الابتلاء والمصائب، حيث يعتبر الإبتلاء اختباراً لقوّة تحمّل العبد وصبره.
  • يجعلك محبوباً ومقبولاً بين الناس وفي الأرض، فالله إنْ أحبّ عبداً أمر أهل السماء أن يحبّوه، فإن أحبّوه أمر أهل الأرض أن يحبوه.
  • يبعد عنك المحرمات والمعاصي، ويحبّب ذكر الله وتلاوة القرآن إلى قلبك.
  • يوفّقك للعمل الصالح، سواء كان بدنياً، أو قولياً، أو مالياً.
  • يلين قلبك ويبعد عنك القسوة، ويمنحك صفة الرحمة عند التعامل مع الآخرين.
  • يوفقك للتوبة. يوفقك لنفع الناس وقضاء حوائجهم.
  • يوفقك للإحسان إلى أهل بيتك، ويحسِن عشرتك.
  • يلهمك الصواب والسداد والحكمة في الأقوال والأفعال والمواقف.
  • يغفر لك ذنوبك. يستجيب لدعائك؛ فالله إذا أحبّ عبداً لا يردّ له دعاءً أو يخيّب له رجاء، وإن لم يستجب له في الدنيا يعوّضه خيراً في الآخرة.

آثار غضب الله على العبد

إنّ ارتكاب المسلم للمعاصي من أسباب غضب الله على عبده، ولغضب الله العديد من الآثار، منها:

  • الحرمان من العلم الذي يعدّ نوراً للقلب.
  • الحرمان من الرزق، وانعدام بركته.
  • ظلمة القلب.
  • تعسير الأمور، فكلّ أمرٍ يسعى لتحقيقه العبد يُمنع منه بسبب ارتكابه للمعاصي التي تُغضب الله تعالى.
  • الحرمان من الطاعة.
  • الوِحشة والبُعد الذي يشعر به المسلم بينه وبين الله -عزّ وجلّ- بسبب غضب الله عليه.
السابق
فوائد بذور الشيا للتنحيف
التالي
فوائد الشاي الاخضر للتخسيس

اترك تعليقاً