فضل سورة الزلزلة

فضل سورة الزلزلة
فضل-سورة-الزلزلة/

فضل سورة الزلزلة

ما درجة الأحاديث الواردة في فضل سورة الزلزلة؟

لقد ورد في فضل سورة الزلزلة أحاديث كثيرة، فيها حديث واحد صحيح والباقي إمّا ضعيف وإمّا مُنكر، فالحديث الصحيح هو ما أخرجه غير واحد من الأئمّة ولا سيّما الإمام جلال الدين السيوطي في جامعه الصغير من حديث عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه وعن أبيه- الذي يقول فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إِذَا زُلْزلَتُ تَعدِلُ نصفَ القُرآنِ، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنَ، وَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنَ".[١][٢]


وورد في فضلها كذلك حديث صحيح يرويه ابن عبّاس -رضي الله عنهما- عن رجل أتى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فطلب إليه أن يقرئه القرآن، فكلّما قال له على سورة أو سُوَر يقول غنّه لا يستطيع لفظها لثقل لسانه وتقدّمه في السن، وأخيرًا طلب الرجل من النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أن يقرئه سورة جامعة، "فأقرَأه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} حتَّى بلَغ : {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} قال الرَّجُلُ: والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أُبالي ألَّا أزيدَ عليها حتَّى ألقى اللهَ".[٣][٤]


وأمّا ما بقي فهو ضعيف أو موضوع أو منكر، مثل الحديث المزعوم الذي يقولون إنّه مروي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الذي يقول: "من قرأَ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} أربعَ مراتٍ كان كمن قرأَ القرآنَ كلَّهُ"،[٥] وقد حكم بعض أهل الحديث أنّه موضوع، وأيضًا هنالك حديث يزعمون أيضًا أنّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قد رواه وذلك الحديث يقول: "يا عليّ من قرأَها فله من الأَجر مثلُ أَجر داود، وكان فى الجنَّة رفيق داود، وفتح له بكلّ آية قرأَها فى قبره باب من الجنَّة"، وقد ذكره الإمام الفيروز آبادي في كتابه "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" وقال عنه إنّه حديث منكر.[٢]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الزلزلة وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الزلزلة


فضل سورة الزلزلة في التأثير إيجابًا على حياة المسلم

كيف تؤثّر سورة الزلزلة إيجابًا في مسيرة الإنسان المسلم؟


إنّ لسورة الزلزلة وقعًا شديدًا في نفس الإنسان المسلم، وممّا يمكن للمسلم أن يأخذه من دروس من سورة الزلزلة:[٦]

  • إنّ هذه الأرض التي يعيش الناس عليها ستزول ذات يوم وتُدمّر حين يحين موعد يوم القيامة، فعلى المسلم أن يعلم أنّ عابر سبيل فيها لا أكثر.
  • إنّ على المسلم أن يعلم أنّ كلّ ما يفعله من خير أو من شرّ سيُجزى به يوم الحساب، فيجب عليه إن علمَ ذلك أن يستكثر من أعمال الخير وأن يدّخرها ليوم الدين، وأن يبتعد عن المنكرات وأعمال الشر والظلم وما شابهها فمرتعها سيكون وخيمًا.
  • إنّ يوم القيامة قادم لا ريب فيه، فعلى المسلم أن يوقن بهذا اليوم ولا يلتفت لأقوال من ينكرون البعث والنشور، فبذلك يعلم أنّ الله -تعالى- لا يخلف ميعادًا قد وعده.
  • إنّ المسلم إن علمَ أنّ هنالك يومٌ سيأتي ويحاسَب فيه الناس على أعمالهم فإنّه سيستطيع احتمال أعباء الحياة الدنيا ويصبر على ما يلقى فيها من أذى وظلم؛ إذ سيأخذ حقّه ممّن آذاه وظلمه عند الذي لا يُظلم عنده أحد.


وللاستزادة حول سورة الزلزلة وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الزلزلة


كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة الزلزلة بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة الزلزلة

المراجع[+]

  1. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:654، حديث صحيح.
  2. ^ أ ب الفيروز آبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 535. بتصرّف.
  3. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6188، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
  4. سعيد حوى، الأساسُ في التّفسير، صفحة 6631. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:6756، حديث موضوع.
  6. سعيد حوَّى، الأساس في التفسير، صفحة 6632. بتصرّف.