أبي‮ ‬يرفض زواجي‮ ‬ممّن أحبّ‮ ‬ولا أدري‮ ‬ما العمل‮

أبي‮ ‬يرفض زواجي‮ ‬ممّن أحبّ‮ ‬ولا أدري‮ ‬ما العمل‮

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدتي،‮ ‬بعد أن ضاقت بي‮ ‬الحياة بما رحبت،‮ ‬قررت أن أراسلك علّني‮ ‬أجد عندك وسيلة أو سبيلا أرى من خلاله الأمل،‮ ‬وأتنفس به الصعداء بعد الضيق،‮ ‬فأنا في‮ ‬حيرة من أمري،‮ ‬وقد فقدت تماما راحة البال‮.سيدتي‮ ‬نور،‮ ‬أخبريني‮ - ‬بالله عليك‮ – ‬متى كانت طبيعة العمل سببا لرفض شاب في‮ ‬غاية الأخلاق والتدين زوجا،‮ ‬نعم سيدتي‮ ‬إنه تفكير أبي‮ ‬الذي‮ ‬رفض من تقدم لي‮ ‬منذ حوالي‮ ‬سنتين خاطبا،‮ ‬حيث كنتُ‮ ‬طالبة في‮ ‬السنة الثانية جامعي‮.‬حاولت إقناع أمي‮ ‬وقتها،‮ ‬وتكلمت إلى أبي‮ ‬الذي‮ ‬اقتنع نوعا ما بالموضوع فقبل قدومه مع أهله،‮ ‬ولكنه رفض ترسيم الأمور إلى ما بعد التخرج،‮ ‬لا أنكر أني‮ ‬بقيت على اتصال بالشاب،‮ ‬وهذا الأمر الذي‮ ‬زادنا شغفا وحبا وتمسكا‮ ‬يبعضنا البعض،‮ ‬ولمَّا علم أبي‮ ‬بأمر علاقتنا رفض إتمام مراسيم هذا الزواج جملة وتفصيلا،‮ ‬وأنا الآن على وشك التخرج‮.‬سيدتي‮ ‬نور،‮ ‬لا أرى أي‮ ‬تفسير لما‮ ‬يفعله أبي،‮ ‬وفوق كل هذا وذاك فقد أخبرني‮ ‬بأنه ليس من حقي‮ ‬أن أقبل فلانا وأرفض آخر،‮ ‬فالقرار الأول والأخير له وحده،‮ ‬وقد وبّخني‮ ‬واصفا إياي‮ ‬بأن تربيته لي‮ ‬لم تثمر‮.‬موقف أبي‮ ‬هذا أزعجني‮ ‬كثيرا وأشعرني‮ ‬أني‮ ‬حقيقة فتاة‮ ‬غير أصيلة،‮ ‬وأن الذنب الوحيد الذي‮ ‬اقترفته أنني‮ ‬أحببت موظفا بسيطا رأس ماله التواضع،‮ ‬فأصبحت بعد ذلك تحت الحصار والرقابة الدائمة‮.‬أرجوك سيدتي‮ ‬كيف أخرج من هذه الورطة؟ وكيف أقنع أبي‮ ‬بمن لا أرى سواه في‮ ‬الدنيا رفيقا،‮ ‬فأنا لا أستطيع أن أعيش بدونه،‮ ‬فنحن نحب بعضنا كثيرا وأبي‮ ‬يرفض أي‮ ‬نقاش في‮ ‬الموضوع ولو كان ذلك بالتلميح‮.‬
سلمى من الغرب
الرد‮:
صدقيني‮ ‬عزيزتي‮ ‬واسمحي‮ ‬لي‮ ‬على ما أقوله لك،‮ ‬لأنني‮ ‬حين بدأت أقرأ الرسالة وقبل الوصول إلى تساؤلاتك التي‮ ‬طرحتها كنت أظن أنك ترغبين في‮ ‬إيجاد سبيل أو حل تستعيدين بها رضى والدك وليس طريقة تقنعينه بها بذاك الشاب الذي‮ ‬رفضه والذي‮ ‬كان سببا في‮ ‬خلق هوّة بينك وبينه،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬جعلني‮ ‬أقرأ رسالتك أكثر من مرّة‮.‬عزيزتي‮ ‬سلمى،‮ ‬أنا متفهمة جدا لما تمرّين به،‮ ‬فليس من السهل أن‮ ‬يقف أحد بيننا وبين من نحب ومن وهبناه قلبنا،‮ ‬لكن من‮ ‬غير اللائق أن تقفي‮ ‬في‮ ‬وجه أبيك وتحاولين فرض ذاك الرجل عليه،‮ ‬عزيزتي‮ ‬ألا تدركين أنّ‮ ‬والدك الآن‮ ‬غير راضٍ‮ ‬عنك؟ فالأجدر بك أن تكسبي‮ ‬رضاه في‮ ‬الأول واعلمي‮ ‬أن رضا الوالدين من رضا الله،‮ ‬لمَ‮ ‬لا تحاولين التودد لوالدك وكسب من جديد الثقة التي‮ ‬افتقدتها منه،‮ ‬عوض العناد والتمسك بذاك الشاب،‮ ‬ثم لمن الأولوية‮ ‬يا عزيزتي؟ لشاب قد‮ ‬يرزقك الله بأحسن منه؟ أم لوالدك الذي‮ ‬تعب لأجل سعادتك ونجاحك وتألقك،‮ ‬وأب لن تعوضيه أبدا‮.‬عزيزتي‮ ‬ليكن تصرفك تصرف الفتاة العاقلة الحكيمة،‮ ‬ولتستغلي‮ ‬علمك فيما‮ ‬يرضي‮ ‬الله وليس في‮ ‬محاولاتك المتكررة لإغضاب والدك،‮ ‬ثم لو كان هذا الشاب حقا‮ ‬يقدّرك لَما وضعك في‮ ‬هذا الموقف المحرج أمام العائلة إلى درجة أنه أفقدك ثقة وحنان والدك،‮ ‬وعليه فأنا أنصحك بدايةً‮ ‬أن تكوني‮ ‬في‮ ‬صف والدك مهما كانت أسباب رفضه له حتى تنالي‮ ‬حب الله ورضاه،‮ ‬واصبري‮ ‬وتضرعي‮ ‬إلى الله بالدعاء والإستخارة،‮ ‬واكثري‮ ‬من الإستغفار والله وليّ‮ ‬التوفيق‮.‬
ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/lneqq