رؤية تحليلية من سورة طه لمفهوم السحر…

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل علي حبيبنا المصطفي بعدد قطرات المطر وعدد انفاس البشر عليه الصلاة والسلام …
اما بعد :
ان من المفاهيم الخاطئة التي توارثها الناس عبر القرون هو ذلك المفهوم الخاطيء للسحر . علي الرغم ان الله عز وجل قد بين لنا في سورة طه هذا المفهوم ببلاغة عجيبة وبيان فصيح لكي يزيل تلك الافهام الخاطئة من عقول الناس الا ان الناس للاسف الشديد تناقلت الموروث بغير تدبر ولا تفكر . كما انهم هجروا القران الكريم ولم يتدبروه فكانت النتيجة انهم يؤمنون بان هناك من يقلب الارنب فيل او يقلب العملاق قزما وما الي ذلك . وكثرت كتب السحر وافلام الخرافات والخزعبيلات وترسخت في جذور قلوب الناس . الامر الذي جعلهم يرفضون حتي مناقشة الامر ولو في ضوء كلام الله عز وجل الواضح البين المبين . هذا الموضوع من المواضيع التي اشغلت ذهني كثيرا خصوصا وانني اثق تماما ان السحر المتوارث ما هو الا فن فيه من الحيلة والمهارة مالا يدركه الكثيرون خصوصا في ظل التقدم التكنولوجي المذهل اليوم . الامر الذي دفعني دفعا الي محاولة فهم المفهوم القراني للسحر وقد وجدت ضالتي واضحة امامي بكل جلاء في سورة طه … فتعالوا بنا نقرا معا في بعض ايات من هذه السورة العظيمة .
بسم الله الرحمن الرحيم ( اذهب انت واخوك باياتي ولا تنيا في ذكري * اذهبا الي فرعون انه طغي * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشي * قالا ربنا اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغي * قال لا تخافا انني معكما اسمع واري * فاتياه فقولا انا رسولا ربك فارسل معنا بني اسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك باية من ربك والسلام علي من اتبع الهدي * ) طه 42–47
ولنتوقف هنا وقفة صغيرة امام الاية الاخيرة وقوله تعالي ( قد جئناك باية من ربك ) وارجو ان ينتبه الاخوة الي مفهوم ( الاية ) . هنا فسوف يسرد موسي عليه السلام في الايات القادمات . ولنكمل معا ..
( انا قد اوحي الينا ان العذاب علي من كذب وتولي * قال فمن ربكما يا موسي * قال ربنا الذي اعطي كل شيء خلقه ثم هدي * قال فما بال القرون الاولي * قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسي * الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من نبات شتي * كلوا وارعوا انعامكم ان في ذلك لايات لاولي النهي * ) 48 — 54
هذه هي الايات التي قدمها موسي عليه السلام لفرعون ايات بينات نراها في كل لحظة في كل ما حولنا من خلق الله كلها تنطق باسم الله .الا ان الناس لا يريدون ان يؤمنوا بهذا الخالق العظيم سبحانه . وانها لايات لاولي العقول الذين يستخدمون عقولهم في ادراك الله والايمان به تعالي من خلال اعترافهم بان هذا الكون بكل مافيه لهو اكبر دليل علي ان من ورائه خالق عظيم . سبحانه وتعالي .
ولنكمل معا ..
( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخري * ولقد اريناه اياتنا كلها فكذب وابي * ) 55 — 56 هذه هي الايات الالهية التي قدمها الله عز وجل علي لسان موسي وهارون عليهما السلام . هل بها سحر او دجل او شعوذة يا اخواني ؟ هل بها شيء خارج عن نطاق العقل والمعقول .؟ ان فرعون يسال وموسي عليه السلام يجيب . ولكن ماذا قال فرعون لموسي بعد هذا النقاش ؟ نكمل معا .
( قال اجئتنا لتخرجنا من ارضنا بسحرك يا موسي ) 57 . وهنا نلاحظ ان موسي عليه السلام ما قدم هذا السحر المتصور في اذهان الناس . فقط كان فرعون يسال وموسي عليه السلام يجيب . اذن ما هي الايات التي قدمها موسي لفرعون ؟ هل كانت خوارق ؟ وما هو السحر الذي نسبه فرعون لموسي ؟ هل حول موسي الاشياء بعيدا عن طبيعتها المعروفة ؟ لا والف لا …
لقد قدم موسي عليه السلام ايات بينات واضحات في هذا الكون يدرك من خلالها اولي النهي عظمة الخالق سبحانه وتعالي . الشمس اية والقمر اية والارض اية والانسان اية والمطر اية والسحاب اية كلها تنطق بعظمة الخالق ….. وحينما لم يستطع فرعون رد هذه الايات استكبر واتهم موسي بانه ساحر والسحر الذي عنيه فرعون هنا هو سحر البيان وقوة البرهان وليس السحر الذي يتخيله ويعتقد به الناس بناء علي ميراث لا يقوم عليه بيان . فحينما سحر موسي عليه السلام فرعون بقوة بيانه وجميل لسانه وقوة برهانه عجز فرعون عن مواصلة السؤال لعجزه عن الرد فماذا فعل ؟؟؟؟؟
نكمل معا …..
( فلناتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لانخلفه نحن ولا انت مكانا سوي * قال موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحي * فتولي فرعون فجمع كيده ثم اتي *) 58 __ 60 بعد ان ادرك فرعون عجزه عن مجاراة سيدنا موسي عليه السلام في قوة حججه وعظيم بيانه وسحر لسانه قرر ان ياتي لموسي بعلماء عندهم قوة في البيان وسحر من مثل ما اتي به موسي من سحر . وضرب موعدا لتقام فيه مناظرة بين علماء فرعون وحاشيته وبين موسي عليه السلام وقرر لهذه المناظرة يوم عيد الزينة وان ياتي موسي وعلماء فرعون وكهنته ضحي . اي صباحا حتي تكون هناك يقظة ذهنية وحضور . واختار فرعون يوم العيد لحشد اكبر عدد من الناس للاستماع … ثم جمع فرعون كيده واتي في الموعد المحدد فماذا حدث ؟
نكمل معا ….
( قال لهم موسي ويلكم لا تفتروا علي الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افتري * فتنازعوا امرهم بينهم واسروا النجوي * قالوا ان هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلي * فاجمعوا كيدكم ثم اتوا صفا وقد افلح اليوم من استعلي * قالوا يا موسي اما ان تلقي واما ان نكون اول من القي * ) 61 — 65 نجد هنا انه في يوم العيد والمناظرة قد تقابل موسي عليه السلام مع سحرة فرعون ( العلماء والكهنة ) فقال لهم ويل لكم لا تفتروا الكذب علي الله. فانه خائب من كذب وافتري علي الله . وواضح ان موسي عليه السلام لم يقل لهم دعكم من الخزعبيلات واعمال الحواة ولكن قال لهم لا تفتروا الكذب . فتجاذب سحرة فرعون الحديث فيما بينهم في اشارة انهم قد خافوا من الله عز وجل غير انهم نكصوا علي اعقابهم سريعا وقالوا فيما بينهم ان هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم بسحرهما ( اي بسحر بيانهما وقوة برهانهما ) ويذهبا بما كنتم تقولونه لعوام الناس … فاليوم عليكم ان تجمعوا كيدكم لان الغالب اليوم ستكون له الغلبة .. فقالوا يا موسي اما ان تبدا انت بما عندك واما ان نبدا نحن بالقاء ما عندنا ( والالقاء هنا لا تعني الرمي علي الارض ) ولكن القاء حججهم ….
( قال بل القوا فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعي ) 66 وهنا وجب التوضيح حيث ان التفاسير التقليدية في مجملها قالت بان هذه حبال وعصي علي الحقيقة وتحولت الي ثعابين او انها حبال وعصي وضع عليها الزئبق الاحمر الذي جعلها وكأنها تتحرك امام عيون الناس . وهذا مفهوم خرافي جدا ولا يتماشي مع عظمة البيان القراني علي الاطلاق … ذلك ان فرعون قد اتهم سيدنا موسي عليه السلام بانه ساحر بناء فقط علي تقديمه الحجج والبينات ومعلوم ان البينات هي الحجج الواضحات والادلة المقنعات وليس كما توهم المفسرون انها خزعبيلات … ولذلك بعد عجزه عن الرد علي حجج سيدنا موسي قال ساتيك بسحر مثله . اي ساتيك بعلماء بارعون في اقامة الحجة عليك . اذن فما هو المفهوم من الاية 66 وما قصة الحبال والعصي ؟؟؟؟؟؟؟؟ هذه هي بلاغة القران الكريم وعظمة بيان الله عز وجل حينما رمز بالحبال والعصي لما قام به علماء وكهنة فرعون من خلط للحق بالباطل .. اذ انهم استخدموا كلاما صحيحا ودمجوه بكلام باطل اذ ان الحبال هي رمز الالتواء والعصي ترمز للاستقامة .. فظن موسي عليه السلام ان كلامهم هذا الذي يحتوي علي حق مدموج بباطل يسعي ويصبح له تاثير في المستمعين …… ( فاوجس في نفسه خيفة موسي * قلنا لا تخف انك انت الاعلي ) 67 — 68 هنا يبين لنا الله عز وجل ان موسي عليه السلام خاف مما فعله هؤلاء العلماء والكهنة بخلطهم الحق بالباطل ( حبالهم وعصيهم ) فقال له الله تعالي لا تخف انك انت الاعلي ….. ( والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتي * فالقي السحرة سجدا قالوا امنا برب هارون وموسي * قال أءمنتم له قبل ان اذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر فلاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن اينا اشد عذابا وابقي * ) هنا لابد من الانتباه الي ان اليمين ترمز الي الحق المطلق وليس كما ظن الكثيرون ان موسي كان في يده شيء القاه علي الارض فتحول الي شيء اخر اكل الحبال والعصي … ان ايات سورة طه لايات عظيمة مبينة فلم يذكر في الايات السابقات ان موسي كان يحمل شيئا في يديه خصوصا ان الله عز وجل يقول انما صنعوا كيد ساحر ( كيد ) وان الساحر لا يفلح حيث اتي … وهذا يؤكد ان المسالة لا تعدو ان تكون ان كذبهم مهما كان محبوكا الا انه لن يكون له اثر امام ما سيلقيه موسي عليه السلام من ادلة وبراهين واضحات … فلو ان ما صنعه موسي عليه السلام كان من قبيل السحر المتصور في اذهنة الناس لقال السحرة ان موسي اتي بسحر عظيم كما قال فرعون ( انه لكبيركم الذي علمكم السحر ) فتوعدهم فرعون بعذاب شديد … وكان يمكن لهؤلاء السحرة ان يردوا هذا العذاب الذي توعدهم به فرعون بسحرهم ( اقصد السحر بالمفهوم المتوارث ) ولن يقع عليهم وزر من الله عز وجل جراء دفاعهم عن انفسهم … ولكنهم ما فعلوا ذلك لان هذا المفهوم للسحر مفهوم خاطيء … ولكنهم قالوا قولا يدل بوضوح علي ان ما جاء به موسي عليه السلام لم يكن الا ادلة واضحات وبراهين ساطعات .. فانظر ماذا قالوا ( قالوا لن نؤثرك علي ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا * انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وابقي ) 72 — 73 لقد امن سحرة فرعون ( العلماء والكهنة اصحاب اللسان والمتكلمون بطلاقة ) بموسي عليه السلام وبالله عز وجل بعدما رأوا منه البينات ( لن نؤثرك علي ما جاءنا من البينات ) فهل يا اخواني الاعزاء الخزعبيلات تسمي بينات ؟ اذن امن العلماء والكهنة ببينات موسي عليه السلام التي جاءته من الله عز وجل . الامر الذي جعلهم يضحون حتي بانفسهم مهما تعرضوا لعذاب شديد . فالامر عندهم لا يعدو انقضاء هذه الدنيا ولو حتي بقتلهم فمرجعهم لله عز وجل اصبح عندهم اهم من التواجد في هذه الحياة الدنيا . لقد تبين لهؤلاء العلماء ان فرعون ليس هو الاله الذي ينبغي عبادته بل هو الطاغوت بعينه وان الايمان لا يكون الا برب السموات والارض.. ذلك ان الفطرة التي فطر الله الناس عليها تدعوهم بعد ان تتجلي لهم الادلة البينات الا يؤمنوا بغير الله سبحانه وتعالي … ثم قالوا انا امنا بربنا ونساله ان يغفر لنا ما كنا فيه من ضلال واضلال للناس وان هذا كان بناء علي ما اكرههم عليه فرعون واجبرهم علي القيام به فرعون … فقد تبين لهم الان ان الله عز وجل هو الباقي وما دون الله تعالي فهالك ولا يصح ان ندعوه الها من دون الله تعالي …..
ايها الاخوة الاحبة هذا هو السحر الذي جاء به جميع الانبياء ( سحر البيان ) اما السحر المتوارث في عقول الناس فهو ينسب الخرافة لله عز وجل وحاشاه كما ينسب الخرافة للقران الكريم وهذا لا يصح القول به .. نعم اعلم ان هذا المفهوم قد يسبب صدمة للكثيرين في اول قراءة له ولكنني ادعوكم الا تبنوا احكامكم الا بعد التدبر في هذه الايات العظيمة والاجابة علي الاسئلة التي تم طرحها اثناء التفسير . ولا مانع من التذكير بها الان مرة اخري ….
1— ما هو السحر الذي جاء به موسي عليه السلام حينما قال له فرعون ( اجئتنا لتخرجنا من ارضنا بسحرك يا موسي ) ؟
2 — هل السحر الذي هو خزعبيلات يسمي بينات ؟ لن نؤثرك علي ما جاءنا من البينات
3 — لماذا لم يستخدم سحرة فرعون السحر المزعوم ضد فرعون حينما توعدهم بالموت ؟ اليس من حقهم الدفاع عن انفسهم ؟
اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم وادعو الله عز وجل باكيا ان نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه …..

ضع تعليـقـكِ..~

  1. تسعى ) في الأيه لا تعني الى الشيء المادي أذا العصي والحبال ماديه وليست من البيان بمعنى الأستقامه والأنحناء أيه (فلما بلغ معه السعي ) أي سن المشي والتحرك على الأقدام أذا هي عصي وحبال حقيقيه وتحولة لزواحف

  2. بارك الله بك كلامك صحيح 100% .. وهذه فتنة للناس لكن اصحاب العقول المريضه لاتدرك هذا فبعضهم زاد بهم المرض إلى ان ادعوا انهم سحره وبعضهم ذهب إليهم لكن الخير والفتنه من الله ليميز عباده الصالحين من المرضى ولاشيء بيد الانسان ابداً
    بسم الله الرحمن الرحيم
    فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ البقرة (10) –
    صدق الله العظيم
    جزاك الله خير

  3. اسأل الله لي ولك الهداية ،،،،،،،،، فقط شطحت بعيدا واغررت برأيك لتعتبر كلام المفسرين مفهوم خرافي والذي يبدو انك لم تلم مطلقا بتفاصيل القصة ولا بمدلول اللفظ ………..يا اخي فرعون قال لموسى ان ما جاء به السحر بعدما رأى آية العصا واليد ليس بعدما سمع جواب موسى عن اسئلته عن القرون الأولى وعن ربه……..يا اخي القاء العصا والحبال ظاهر لا يقبل تأويل ….هو القاء وهي عصا وهي حبال ……..اللفظ واضح لا تشطح به بعيدا فشطحاتك قد ذهبت بعيدا …..يا اخي هدانا الله واياك ….اقرأ القصة جيدا قبل ان تسوق براهينك من وحي خيالك

    كيف يستقيم هذا الكلام (( هذه هي بلاغة القران الكريم وعظمة بيان الله عز وجل حينما رمز بالحبال والعصي لما قام به علماء وكهنة فرعون من خلط للحق بالباطل .. اذ انهم استخدموا كلاما صحيحا ودمجوه بكلام باطل اذ ان الحبال هي رمز الالتواء والعصي ترمز للاستقامة .. فظن موسي عليه السلام ان كلامهم هذا الذي يحتوي علي حق مدموج بباطل يسعي ويصبح له تاثير في المستمعين … )) هل كان الكلام عند العرب عصا …….اليس هو قرآنا بسان عربي مبين ،،،، من أين اعتبرت ان العصا كلام مستقيم والحبال كلام ملتوي

  4. قد يكون تحليلك لما جاء في سورة طه مجرد خواطر شخصية . لكن انتبه بارك الله فيك الاية صريحة (ما تلك بيمينك يا موسى .قال هي عصاي………………قال القها يا موسى فالقاها. فاذا هي حية تسعى )
    اما عن الحبال رمز الالتواء و العصي رمز الاستقامة .
    فاي صنف عصي السحرة (….حبالهم وعصيهم….. ). (من فسر القران برايه فقد اخطا و ان اصاب )
    اسال الله ان يرزقك علما نافعا و يجازيك على حسن نيتك و يريك الحق حيث كان .
    غفر الله لنا ولكم . نسال الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

  5. مرحبا عندي ملاحظه دخلت اشوف المنشور بس للاسف وجدت اعلان عليه فتاة عارية بقرب بقرب المنشور والذي يحتوي على ايات وذكر