profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٤ يناير ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
 
الدعاء هو العبادة، وأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، فيدعو بما شاء.
- ومعنى الدعاء عبادة: أن المسلم بمجرد الدعاء فهو في طاعة لله تعالى ويحصل على الأجر والثواب سواء تمت إجابة دعائه أم لا، يكون الدعاء عبادة فهذا يشجع المسلم على أن يدعو ربه في كل وقت وحين.
1-  - فالدعاء بحد ذاته هو عبادة! فلو لم يستجب الله تعالى للعبد فقد أخذ الأجر بهذا الدعاء كالصلاة والصوم. قال تعالى: (وَقَالَ ربكمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) سورة غافر (60)، فقد سمى الله تعالى الدعاء بالعبادة.
- والدعاء كله خير والله تعالى يستجيب لكل من يدعوه شرط أن لا يستعجل أو أن يدعو بإثم أو قطيعة رحم، واستجابة الدعاء تكون بإحدى أمور ثلاث هي:
1- إما أن يستجب الله تعالى للعبد فوراً أو بعد حين.
2- وإما يصرف عنه من السوء بقدر الدعاء وأكثر. - وإما يدخر له هذا الدعاء يوم القيامة. 

2- والحكمة من تأخير استجابة الدعاء قد تكون مصلحة للداعي.

3- قد يكون في استجابة الدعاء بلاء للداعي وضرراً له، كمن يدعو الله تعالى بأن يكثر رزقه، والله تعالى لا يستجيب له لأن الله تعالى يعلم أن كثرة المال لهذا الشخص قد يطغيه!! (فالله تعالى يعلم ما كان وما لم يكن وما لم يكن لو كان كيف يكون) 

4- إن ما يختاره الله تعالى لعبده، أفضل مما يظن العبد أنه خيراً له، فقد يكون من الخير عدم استجابة الدعاء في هذا الوقت، ومن الخير أن يكون في وقت آخر وقد تكون المدة طويلة حسب حكمة الله تعالى. -
5- وقد تكون المشكلة في تأخير استجابة الدعاء، هو الداعي نفسه (فقد يكون مستعجلاً، أو قد يدعوا بقطيعة رحم، أو قد يكون مطعمه ومشربه أو ملبسه حرام، أو قد يكون غير متيقن بالإجابة).
6- وقد يكون من الحكم حتى يتعلق الإنسان بالله تعالى أكثر ويدعوه بشكل أكثر فالله تعالى يحب العبد اللحوح ويحب سماع صوت المسلم. قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام/ 42، 43

7- وفي جميع الأحوال وكما قلنا فثمرة الدعاء مضمونة وأكدها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بقوله: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخرةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قالَ: اللَّهُ وأكثرُ)  رواه أحمد 


  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة