فضل سورة البقرة في تحقيق الأمنيات: هل تم إثباته؟

فضل سورة البقرة في تحقيق الأمنيات: هل تم إثباته؟




فضل سورة البقرة في تحقيق الأمنيات: هل تم إثباته؟

فضل سورة البقرة في تحقيق الأمنيات: هل تم إثباته؟

يقرأ العديد من الناس سورة البقرة بهدف تحقيق أمنية معيّنة، فهل ورد دليلٌ على ذلك؟ وما حكم العمل به؟ هذا ما سيتمّ الإجابة عنه في المقال.



لم يرد نصٌّ شرعيّ يدلّ على أنّ قراءة سورة البقرة على وجه الخصوص سبب في تحقيق الأمنيات، فق دعا الله سبحانهُ عبادهِ للّجوء إليه، لعلمه بحاجتهم الدائمة لما عنده من الأرزاق والعطايا والرحمات، وَوَعدهم بالاستجابة، فقال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.[١] ويسعى المسلم لتحقيق أهدافه وأمنياته بطرق مختلفة؛ كالسعي وبذل الجهد والدعاء، ولكن قد تكون للإنسان اجتهادات خاطئة ليس لها أصلٌ فى الدين، ومنها ما انتشر بين بعض الناس بقراءة سورة البقرة بشكل يومي لتحقيق ما تتوق له أنفسهم وما تتمنى قلوبهم، ومما لا شك فيه أن لقراءة القرآن الفضل الكبير، والأجر العظيم من الله سبحانه.



وقد ورد فى فضل سورة البقرة أحاديث تدلُّ على أنّ في قراءتها بركة، إذ ذُكر في صحيح مسلم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ)،[٢] وأخذها بركة: المقصود تلاوتها باستمرار وتدبر آياتها والعمل بما جاء بها، ومن المعروف فى فضلها أنّ الشياطين تفرّ من البيوت التي تُقرأ بها سورة البقرة، وأن الزهروان -البقرة وآل عمران- تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تُدافعان عن صاحبهما، وورد ذلك في أحاديث الصحيحة، ولكن لم يرد أن لقراءة سورة البقرة بشكلٍ مخصّص ما يزيد الرزق أو يُيسّر الزواج أو العمل أو يحقّق الأمنيات وغيره.[٣]



كما لا يصحّ قراءة سورة البقرة بهدف تحقيق غايات دنيوية، دون النظر إلى الثواب في الآخرة، فهذا تقربٌ من الله من أجل زينة الحياة الدنيا، فإنما تكون الطاعات والعبادات لتحقيق رضى الله سبحانه، وجاء تأكيدًا لصحة هذا الكلام قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[٤][٣]



فضائل قراءة سورة البقرة

إنّ لِسورة البقرة فضائل عديدة ذُكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنها:[٥]

  • هى السورة الكافية والحافظة لمن قرأها من المسلمين من شر الشيطان.
  • تشفع سورة البقرة للعبد يوم القيامة، وثبت ذلك في السنة النبوية، قال -عليه الصلاة والسلام-: (اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة).[٦]
  • تطرد الشياطين من البيوت، قال رسول الله -‏‏صلى الله عليه وسلم-‏: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).[٧]



فضل خواتيم سورة البقرة

خواتيم سورة البقرة هي قوله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ*لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٨]



وورد في فضل هاتين الآيتين فى حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم أُعطي في ليلة الإسراء ثلاثاً، ففي الحديث: (أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً، المقحمات)،[٩] وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (من قرأ بالآيتين من ‏ آخر سورة ‏ ‏البقرة ‏ ‏في ليلة كفتاه).[١٠][١١]



فضل قراءة آية الكرسي

آية الكرسي سيدة آي القرآن الكريم، وأعظم آيه فيه،[١٢] وقراءة آية الكرسي قبل النوم لها العديد من الفضائل، وأهمها أنّ العبد يكون في حِفظ الله سبحانهُ وتعالى، ولا يقترب منه الشيطان إلى حين يُصبح، وقال ابن تيمية -رحمه الله-: من أعظم ما يُنتصر به على الشيطان آية الكرسي.[١٣]

المراجع[+]

  1. سورة الفرقان، آية:77
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804.
  3. ^ أ ب "حكم قراءة سورة البقرة بنية قضاء مصلحة دنيوية"، إسلام ويب، 5/11/2018، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2021. بتصرّف.
  4. سورة هود، آية:15 16
  5. سيد مبارك (7/1/2015)، "فضائل سورة البقرة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2021. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:1165، صحيح.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:780، صحيح.
  8. سورة البقرة، آية:285 286
  9. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:173، صحيح.
  10. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبو مسعود، الصفحة أو الرقم:5008 ، صحيح.
  11. "فضل خواتيم سورة البقرة"، إسلام ويب، 19/6/2006، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2021. بتصرّف.
  12. [مجموعة من المؤلفين]، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 89. بتصرّف.
  13. [سيد حسين العفاني]، كتاب نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، صفحة 91. بتصرّف.