أرشيف الفتاوى - 35772

أدعية الركوع والسجود

السؤال

وردنا السؤال التالي:

ما هى أفضل أدعية الركوع والسجود ؟ وهل يجوز الدعاء بآيات من القرآن الكريم أثناء السجود ؟ وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق : إذا ركعت فعليك أولا تقديم التسبيحات الواردة في الركوع ، وهي أن تقول : ( سبحان ربي العظيم ) ثلاث مرات ، وفي بعض الروايت زيادة ( وبحمده ) . فقد جاء في السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قال أحدكم : سبحان ربي العظيم ثلاثا فقد تم ركوعه ) . وثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ). وثبت في صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع يقول ( اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي ) . وجاء في كتب السنن ( خشع سمعي وبصر ومخي وعظمي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ) . وثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) . و عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ قال ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) ثم قال في سجوده مثل ذلك هذا ) . رواه أبو داود والنسائي في سنتهما والترمذي في كتاب الشمائل بأسانيد صحيحه . وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( فأما الركوع فعظموا فيه الرب ) . انظر كتاب الأذكار : ( ص 43 ) . قال الإمام النووي عقب ذكره الأحاديث السابقة ما نصه : (( واعلم أن هذا الحديث الأخير هو مقصود الفصل وهو تعظيم الرب سبحانه وتعالى في الركوع بأي لفظ كان، ولكن الأفضل أن يجمع بين هذه الأذكار كلها إن تمكن من ذلك بحيث لا يشق على غيره ويقدم التسبيح منها فإن أراد الاقتصار فيستحب التسبيح وأدنى الكمال منه ثلاث تسبيحات ولو اقتصر على مرة كان فاعلا لأصل التسبيح ويستحب إذا اقتصر على البعض أن يفعل في بعض الأوقات بعضها وفي وقت آخر بعضا آخر وهكذا يفعل في الأوقات حتى يكون فاعلا لجميعها وكذا ينبغي أن يفعل في أذكار جميع الأبواب . واعلم أن الذكر في الركوع سنة عندنا وعند جماهير العلماء فلو تركه عمدا أو سهوا لا تبطله صلاته ولا يأثم ولا يسجد للسهو . وذهب الإمام أحمد بن حنبل وجماعة إلى أنه واجب فينبغي للمصلي المحافظة عليه للأحاديث الصريحة الصحيحة في الأمر به كحديث ابن عباس رضي الله عنهما ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ) وغيره مما سبق وليخرج عن خلاف العلماء رحمهم الله ، والله أعلم )) . ثم قال رحمه الله في الأذكار [ص 43] : (( فصل يكره قراءة القرآن في الركوع والسجود ، فإن قرأ غير الفاتحة لم تبطل صلاته ، وكذا لو قرأ الفاتحة لا تبطل صلاته على الأصح . وقال بعض أصحابنا : تبطل . روينا في صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ راكعا أو ساجدا . وروينا في صحيح مسلم أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا ) )) اهـ . أما السجود فبعد أن تأتي بالتسبيحات الواردة في السجود ( سبحان ربي الأعلى ) ( ثلاث مرات ) وفي بعض الرويات زيادة ( وبحمده ) . فيستحب لك أن تدعو بالأدعية الواردة في السجود ، ومنها : ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) . وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها ما قدمناه في الركوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ). وفي صحيح مسلم أيضا عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد قال ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين ) . وفي كتب السنن عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركع ركوعه الطويل يقول فيه ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) ثم قال في سجوده مثل ذلك . وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فتحسست فإذا هو راكع أو ساجد يقول ( سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ) . وفي رواية في مسلم فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول : ( اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) . وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) . يقال ( قمن ) بفتح الميم وكسرها ويجوز في اللغة قمين ومعناه : حقيق وجدير . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده : ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره ) . ( دقه وجله ) بكسر أولهما ومعناه : قليله وكثيره . قال الإمام النووي في الأذكار [ص 46] بعد أن ذكر ما تقدم من أحاديث : (( واعلم أنه يستحب أن يجمع في سجوده جميع ما ذكرناه فإن لم يتمكن منه في وقت أتى به أوقات كما قدمناه في الأبواب السابقة وإذا اقتصر يقتصر على التسبيح مع قليل من الدعاء ويقدم التسبيح وحكمه ما ذكرناه في أذكار الركوع من كراهة قراءة القرآن فيه )) . فاختر ما تقدر عليه من الأدعية الواردة بعد إتيانك بالتسبيحات في الركوع والسجود ، وحافظ عليها ، ولا تقرأ شيئاً من القرآن في الركوع والسجود للنهي عنه ، واقتصر على الأدعية الواردة السابقة ونحوها . والله تعالى أعلم .

الفئة الرئيسية

العبادات والطهارة

الفئة فرعية

الصلاة

آخر تحديث للفتوى

عودة