ازالة الشعر للرجال حلال ام حرام

ازالة الشعر للرجال حلال ام حرام
ازالة الشعر للرجال حلال ام حرام

إزالة الشعر للرجال

لقد خلقك الله تعالى في أحسن تقويم، وسوّاك وعَدَلَك على أحسن صورة وهيئة، وركّب أجزاء جسمك تركيبًا عجيبًا تحتار له الألباب، وخلق لك ما يُفيدك ويُعينك، ويُجملّك ويزيّنك، ومن تلك الأجزاء التي يتكوّن منها الجسم هو الشعر، فالشعر يُنبته الله تعالى بأعداد هائلة تُقدَّر بالملايين في مواضع مختلفة من جسمك، ولم يكن خلق الله تعالى للشعر على جسدك عبثًا ومن دون فائدة أو حكمة عظيمة، بل للشعر حكم وفوائد طبيّة وجماليّة كثيرة، والشعر الموجود في جسم الإنسان ينمو ويستمر حتى موته، إلا في بعض أماكن، مثل: شعر الحاجبين فإنه يتوقف عن النمو لفترة معينة.

و يتوزّع الشعر على الجسم بأكمله من رأسك، ويديك، وصدرك، وغيره، وهذا الشعر لا يأخذ حكمًا واحدًا من حيث إزالته أو عدم إزالته، فمن الشعر ما نهى الدين الحنيف عن نتفه أو إزالته، ومنه ما أمر الشرع بإزالته والتخلّص منه إما بالحلق أو بالقص أو بالنتف، وباإختلاف الآلات سواء كان موسًا أو مقصًا أو أدوات إزالة الشعر الحديثة والمنتشرة بكثرة في وقتنا الحالي؛ فلم يحدد الشرع طريقة معينة للتخلّص من الشعر، ومنه ما سكت عنه الشرع وترك ذلك لاختيارك في نتفه أو عدم نتفه، ومما يُستحب في حق الشعر إكرامه بصيانته ونظافته وتسريحه وتطييبه فقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن جابر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [أتانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرأى رجُلًا شَعِثًا، قد تفرَّقَ شَعرُه، فقال: أمَا كان هذا يجِدُ ما يُسكِّنُ به شَعرَه؟! ورأى رجُلًا آخَرَ عليه ثيابٌ وَسِخةٌ، فقال: أمَا كان هذا يجِدُ ما يغسِلُ به ثوبَه؟!][١]، وهذا الحديث يدل على أن شعرك لم يترك سدىً، بل هناك أحكام مفصّلة تختص به.[٢]


إزالة الشعر للرجال حلال أم حرام؟

لا يوجد حكم واحد لإزالة الشعر في جميع الأماكن الموجود فيها على جسمك، فالشعر يختلف حكمه بحسب مكان تواجده فمنه ما هو حلال ومنه ما هو حرام، بل قسّم الدين الإسلامي أحكام إزالة شعر الجسم للرجل إلى ثلاثة أقسام، وهي:[٣]

  • قسم من الشعر أمر الدّين الإسلامي بإزالته والتخلص منه؛ كشعر الإبط والعانة.
  • قسم من الشعر نهى الشرع عن إزالته والتخلّص منه، بل وتؤثم إذا ازلته، وهو شعر اللحية فمن السنة أن تطيل لحيتك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وبسنته الكريمة ولتحقيق الأجر والثواب، وشعر الحاجبين، فإزالة شعر الحاجبين هو نوع من النمص الذي نهى عنه الدين الإسلامي بل عدّه من المحرمات.
  • والقسم الثالث من الشعر خَيّرك الإسلام بين تركه وعدم تركه، كشعر الساقين والصدر، وهذا يدخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف: [ما أحلَّ اللَّهُ في كتابهِ فهوَ حلالٌ ، وما حرَّمَ فهوَ حرامٌ ، وما سكتَ عنهُ فهوَ عفوٌ ، فاقبلوا منَ اللَّهِ عافيتَهُ ، فإنَّ اللَّهَ لم يكن لينسَى شيئًا وتلا : وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا][٤].


ما هو الشعر المسموح للرجل إزالته؟

الشعر المسموح لك إزالته يدخل إما في باب الشعر الذي أمر الشرع بإزالته والتخلّص منه، وإما في باب الشعر الذي سكت عنه الشرع وترك أمره إليك، فإذا أزلته فهو مباح ولا تؤثم عليه، وإذا تركته أيضًا فهو مباح ولا تؤثم على تركه، والشعر الذي أمر الشرع بأخذه وإزالته أو سكت عنه هو:[٥]

  • شعر الإبط: وهذا الشعر من السنة أن تزيله، فإن أزلته بطريقة غير النتف فلا بأس في ذلك ولا تؤثم على إزالته بغير هذه الطريقة، وبما أنه من السنة فإنك تؤجر على إزالته.
  • شعر العانة: والمقصود بشعر العانة هو الشعر الذي يتواجد حول منطقة الفرج، وهو عادة يكون كثيفًا وغزيرًا، وقد يتسبب بروائح كريهة، لذلك أمر الشرع بإزالته، فيُشرع التخلّص من هذا الشعر بغض النظر عن الوسيلة المستخدمة في إزالته، فإذا أزلته بالموس فهو جائز، وإذا أزلته في الماكينة الكهربائيّة فهو جائز، وإذا أزلته بأدوية وكريمات إزالة الشعر فهو جائزٌ أيضًا.
  • شعر الشارب: فشعر الشارب من السنّة أن تقصه، كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف قال: [خَالِفُوا المُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ][٦]، ولا ينبغي لك ترك شعر الإبط أو شعر العانة أو الشوارب من دون قصّ أو إزالة لمدّة أربعين يومًا، لذلك فمن المشروع إزالة هذا الشعر قبل أربعين يومًا من نموه.
  • شعر السيقان والعضد والبطن والصدر: وهذه من أنواع الشعر التي سكت عنها الشرع بمعنى أباح إزالته والتخلّص منه أو تركه كما هو بحسب ما تراه مناسبًا لك، وهذا الشعر لم يرد فيه أي دليل أو حكم شرعي يختص به، فإذا أخذته فلا بأس في ذلك وإذا تركته فلا بأس في ذلك.


قد يُهِمُّكَ

قد تتساءل عن الحكمة الإلهية التي لأجلها أمرك الله تعالى بإزالة شعر الإبط والعانة وورود ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة والحث عليه، وللإجابة عن هذا التساؤل يجب أن نذكر أولاً الحديث الشريف الذي حث على إزالة شعر العانة والإبط، فعن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [الفطرةُ خمسٌ أو خمسٌ من الفطرةِ الختانُ والاستحدادُ وتقليمُ الأظفارِ ونتفُ الإبطِ وقصُ الشاربِ][٧]، والاستحداد هو حلق العانة فهو مستحب إزالته لأنه من الفطرة، ومن الخطأ تركه، وسمّي حلق شعر العانة استحدادًا لاستعمال الحديدة قديمًا وهي الموس في إزالته والتخلّص منه.

والحكمة الربانية من إزالة الشعر من هذين الموضعين أن في إزالتهما تحصيلاً لتمام وكمال النظافة والطهارة، وقطعًا لما قد يصدر من روائح كريهة من هاتين المنطقتين الحساستين لو تُرك الشعر دون إزالة، بالإضافة لتحقق عدد كبير من الخصال الفطرية والمصالح الدينيّة والدنيويّة، ومنها تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملة وتفصيلاً، والاحتياط للطهارة، والإحسان لكل المخالطين لك بكف أذى ما قد يصيبهم من رائحة في حال عدم حلق هاتين المنطقتين، ومخالفة عادات الكفار واليهود والنصارى، وامتثال أمر الله تعالى، والمحافظة على أحسن صورة للإنسان والتي خلقه الله تعالى عليها، وكأن الشرع أراد أن يقول قد حسنّت صوركم فلا تقبّحوها وحافظوا على ما يستمر بحسنها وجمالها، ففي المحافظة عليها محافظة على المروءة والألفة، لأن الإنسان إذا بدا بصورة جميلة كان أدعى لانبساط النفس إليه والعكس صحيح، والسنة في شعر العانة الحلق، وأما شعر الإبط النتف.[٨]


المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 4062، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح .
  2. عبدالله بن عبده نعمان العواضي، "أحكام شعر الإنسان"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2020. بتصرّف.
  3. خالد عبد المنعم الرفاعي ، "حكم إزالة الرجل شعر ساقيه وصدره "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2020. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في التعليقات الرضية ، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 24/3 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح .
  5. "أحكام الشعر الموجود في جسم الإنسان"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2020. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 5892، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 240 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  8. "الحكمة من مشروعية إزالة شعر العانة والإبط"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :