علاج البشرة بالليزر قد يفاقم سرطان الجلد

23:10 مساء
قراءة 4 دقائق

حذرت دراسة نرويجية - برازيلية مشتركة من أن العلاج بالليزر المستخدم للعناية بالبشرة وإزالة الشعر وغيرها قد يساهم في تفاقم سرطان الجلد . وأظهرت الدراسة أن الليزر البارد غير المسبب للألم يساهم في نموّ الأورام المسببة لسرطان الجلد لدى الفئران . وأشار العلماء إلى أن العلاج بالليزر قد طوّر في سبعينات القرن الماضي وقد روج له كوسيلة للتخلص من الشعر الزائد وتخفيف الألم والطب الرياضي والعناية بالبشرة، ويمكن شراء هذه الأدوات لتستخدم في المنازل من دون أي رقابة .

لفت البروفيسور جان بجوردال من جامعة برجن في النرويج إلى أن العلاج بالليزر قد نال رواجاً واسعاً كوسيلة علاجية للإصابات في الأنسجة وداء المفاصل، غير أنه لفت إلى نقص في المعلومات حيال تأثير الليزر في الاورام الجلدية الخبيثة .

وأشار إلى أنه وزملاءه عرّضوا مجموعة من الخلايا السرطانية ومجموعة من الفئران التي حقنت فيها خلايا سرطان الجلد، للعلاج بالليزر، ولم يحدث العلاج أي تغيير مباشر في الخلايا، غير أن حجم الأورام في الخلايا السرطانية عند الفئران زاد بشكل حاد بعد التعرض لليزر ما يشير إلى تفاقم المرض لديها . وستنشر نتائج الدراسة في مجلة بي إم سي سرطان .

وكان باحثون بريطانيون قد حذروا من أن ملايين النساء يواجهن خطر حدوث ندوب وحروق لأنهن لا يعين مخاطر ازالة الشعر بالليزر .

واكد الباحثون أن العلاج بالليزر لإزالة الشعر عندما يكون الجلد اسمر اما لاسباب طبيعية أو مكتسبة من الشمس يمكن أن يسبب اضرارا دائمة . وأضافوا أن على النساء اللواتي يعانين من مشاكل في القلب أو السكري أو يتناولن أدوية معينة من ضمنها حبوب منع الحمل يجب أن يحذرن ايضا من علاج الليزر لإزالة الشعر . والمعروف أن العلاج بالليزر والضوء المكث (IPL) يقوم على توليد حزمة قوية مركزة من الضوء يتم توجيهها بشكل دقيق إلى هدف معين بحيث تكون قادرة على إحداث آثار مختلفة، وفي إزالة الشعر يتم تسليط ضوء الليزر على الجلد الذي يحوي بصيلات الشعر، فتقوم الخلايا الصبغية الميلانين في البصيلات بامتصاص الضوء وتحويله إلى حرارة شديدة ينتج عنها تلف البصيلة، ومنع الشعر بالتالي من النمو مجددا .

ورغم ذلك فإن إزالة الشعر بالليزر ليست دائمة وإنما هي طويلة الأمد .

ومن المشاكل الثابتة التي تم التأكد منها جراء استخدام الليزر في ازالة الشعر بتقنية IPL الحروق وتلف الجلد والتحوصل المؤدي الى احداث ندوب متوسطة وتغيرات في لون الجلد .

لكن الغالبية من 541 امرأة بريطانية شملتهن الدراسة كن يجهلن هذه المخاطر، وقالت العديد منهن إنهن لم يكن على اطلاع بهذه المخاطر وان احدا لم يحذرهن من قبل اجرائهن هذه العمليات .

وقد وجدت الدراسة أن 3% (أي ما يوازي 700 ألف نسمة من البريطانيات) ممن شملتهن الدراسة اجرين عمليات ازالة الشعر بالليزر، وان 24% (اي ما يوازي 6 ملايين امرأة) منهن يفكرن بذلك .

كما اظهرت الدراسة أن ثلاثة ارباع هؤلاء النساء لا يعين أن سمرة بشرتهن الطبيعية يمكن أن تتأثر بعلاج الليزر، وان أكثر من الثلثين لا يعرفن أنه حتى السمرة المكتسبة يمكن أن تحدث اختلافا في تأثيرات الليزر في الجلد . واظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المستطلعات كن يجهلن أن حالة القلب يمكن أن تزداد تعقداً، وان الثلثين كن يجهلن أن داء السكري قد يؤثر في العلاج .

وتقول الناشطة الصحية الدكتورة جيني دريسكول إنه لا الشمع ولا الحلاقة ولا التبييض يمكن أن تكون حلا افضل من الليزر بالنسبة للعديد من النساء، لكن إذا كان بأيد خاطئة أو استخدم على جلد خاطئ فإن ازالة الشعر بالليزر يمكن أن تكون خطرة جدا . واكدت أن هناك العديد من النساء اللواتي اتصلن بحملتها مؤكدات أنهن اصبن بحروق وندوب سيئة للغاية .

وقالت بالنسبة لعلاجات التجميل، ننصح كل امرأة أن تقوم بهذا العمل بنفسها اولا، ثم البحث عن الشخص الذي يقدم العلاج وان تعي خطورة ما يمكن أن تتوقع وان تستشير قبل اجرائها .

وتقول الدكتورة دريسكول إن الحوامل أو اللائي يتلقين علاجا لسرطان الجلد يجب ألا يجرين عمليات ازالة الشعر بالليزر .

وأضافت حتى عندما تصدر الجهات المصنعة تحذيرات من مخاطر الاستخدام العادي لهذه الاجهزة، فإن هذه التحذيرات والمعلومات لا تصل دائما الى المستهلك .

يشار الى أن دراسة اجريت في اليونان ونشرت في المجلة الجلدية للأكاديمية الأمريكية اظهرت أن عمليات ازالة الشعر بالليزر لا تمنع نموه في المناطق المجاورة المستهدفة بالعلاج خاصة عند ذوي البشرة السمراء .

وكان هدف هذه الدراسة معرفة نسبة حدوث نمو الشعر في المناطق المجاورة بعد عملية إزالة الشعر بالليزر .

وقد أجريت هذه الدراسة على 750 شخصاً، 737 امرأة و13 رجلاً ومعظم المرضى كانوا من ذوي البشرة السمراء . وقد حدثت زيادة الشعر في المناطق المجاورة في 30 حالة فقط، ومعظم الأشخاص حوالي 26 شخصاً كانوا من ذوي البشرة السمراء . وقد ظهر نمو الشعر من - 243 شهراً بعد عملية إزالة الشعر بالليزر وتقريباً بعد 3 جلسات بدأ المريض يلاحظ نمو الشعر في المناطق المجاورة ومعظم الحالات ظهر الشعر في منطقة الوجه والعنق .

واستخلصت هذه الدراسة أن نمو الشعر في المناطق المجاورة للمنطقة المعالجة بالليزر نادر الحدوث، حيث إن نسبة 4% فقط من المرضى حدث لهم هذا العارض ومعظم المرضى كانوا من ذوي البشرة السمراء .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"