x

أخبار

سفير مصر في سول لـ«المصري اليوم»: السيسي مُعجب بتجربة كوريا الجنوبية

توت عنخ آمون الأصلي يزور سول في 2022.. ونسعى لاستغلال مسار العائلة المقدسة لإنعاش السياحة الدينية
الجمعة 16-11-2018 22:04 | كتب: منة خلف |
السفير المصرى فى سول الدكتور حازم فهمىأثناء حواره لـ «المصرى اليوم»

شدد السفير المصرى لدى كوريا الجنوبية، الدكتور حازم فهمى، على أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سول، وأهميتها، وأكد أنه يجب زيادة عدد السائحين القادمين من كوريا الجنوبية لزيارة المعالم الأثرية في مصر. وأشار، في حوار لـ«المصرى اليوم» إلى أن كوريا الجنوبية ليست موجودة على خطة الترويج السياحى المصرية، مؤكدا أن عجز الميزان التجارى بين البلدين سيئ جدا، لصالح سول.. وإلى نص الحوار:

■ ما أبرز الخطط التي كانت لديك عندما علمت بتوليك مهام سفير مصر بكوريا الجنوبية؟

- توليت منصبى يوم 9 ديسمبر 2017، والأولوية في كوريا للعلاقات الاستثمارية والاقتصادية والتعاون العسكرى، قمنا بفتح ملحقية عسكرية الشهر الماضى، بعد زيارة وزير الدفاع ووزير الإنتاج الحربى السابق، كما تقع المسألة الثقافية والسياحية على أولوية أجندتى للدمج بين الدولتين، وكوريا تقوم على الشركات الكبيرة، والحكومة تدعمها وتعطيها امتيازات لتدفق التصدير، وأصبحت كوريا اقتصادا رأسماليا متقدما جدا، وبلغ دخل الفرد فيها لأول مرة 30 ألف دولار العام الماضى، وتهتم جدا بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، ولديها بنية معلوماتية ضخمة.

■ هل تبنت كوريا أي مصري؟

بالفعل هناك طلبة كثيرون في الجامعات الكورية أثبتوا جدارتهم بشهادة المسؤولين، وهذا بسبب أن الشعب الكوري خاضع للنظام ومقيد أما الطالب المصري لديه العقل والمساحة للابتكار. وعلى مستوى العالم كل الشركات الكبيرة والدول المتقدمة لديها مراكز بحوث وتطوير للبحث عن العقول في جميع أنحاء العالم لتسخيرها لتقدم الدول.

■ السياحة على أولوية مهامك.. ما الذي تم تحقيقه في هذا المجال؟

- عدد سكان كوريا الجنوبية 52 مليوناً، وعدد السياح منها نحو 27 مليوناً، بالنسبة لمصر كان عدد السياح الكوريين قبل الثورة حوالى 60 ألف سنة، والآن لا يتخطى عددهم الـ20 ألفا، وهذه أرقام متواضعة، ومنذ مقتل 3 سياح كوريين في طابا وتحذير السفارة الكورية في القاهرة لمواطنيها بعدم الذهاب إلى سيناء، لا توجد أفواج سياحية قادمة لمصر والعدد يستمر في النقصان. وقابلت مدير المتحف الوطنى هنا وقال إنه تم الاتفاق على استضافة توت عنخ آمون الأصلى في كوريا الجنوبية في 2022، وقال إن الآثار المصرية «حاجة مضمونة».

■ الديانة الأكبر في كوريا هي المسيحية.. هل يمكن استغلال مسار العائلة المقدسة في الترويج لمصر؟

- بالفعل هي أحد الأمور الواعدة جدا، هنا حركة تبشير، وأصبح 50% من الكوريين يعتنقون الديانة المسيحية، وأرسلنا واحدا من أكبر ممثلى شركات السياحة في كوريا لفحص السوق المصرية، ونشروا تجربتهم في مصر وعززوا فكرة انتشار الأمان وعودة السياحة، وأزعم أن هذا أحد أهم أسباب عودة الطيران المباشر بين البلدين، ونسعى لتنظيم مقابلة لهم مع البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بحيث إذا عادوا ونشروا تجربتهم سيعزز السياحة الدينية.

■ كيف أثرت زيارة الرئيس السيسى على العلاقات الثنائية بين مصر وكوريا؟

- عندما زار الرئيس السيسى كوريا سعيا لوضع مصر على مسار التنمية، منذ 2016، انبهر بالتجربة الكورية، وأخبرنى السفير السابق بأن الرئيس طلب كتبا عن كوريا الجنوبية ليقرأها لمعرفة ما يمكن الاستفادة منه أكثر من كوريا الجنوبية، لكن رغم توقيع 17 اتفاقية خلال الزيارة، إلا أن كوريا شهدت ظروفا داخلية وتغيير النظام والرئاسة، ما عمل على إيقاف التعامل ليس فقط مع مصر، ولكن مع عدة دول، وحين كنت أقدم أوراق اعتمادى للرئيس مون، شكرنى بشكل شخصى، وليس من باب التفاخر قول ذلك، لكن بروتوكوليا يستغرق تقديم ورق طلب الاعتماد 5 دقائق، والرئيس مون جلس معنا 25 دقيقة، ليس اهتماما بشخصى، بل اهتماما بمصر. كوريا الجنوبية ليس لديها حساسيات في التعامل مع الدول العربية، فهى منفتحة عليها جدا وتحاول فتح أسواق بها، خاصة أنها لا تشكل خطرا عليها. وبعد اجتماع الرئيسين في سبتمبر الماضى في الجمعية العامة بنيويورك، أخبرنى المدير العام للشرق الأوسط وأفريقيا بالسفارة بأن الاجتماع كان دافئا جدا، وأنه تم توجيه الدعوة لمون، إلا أن ما يعرقله هو ارتباط جدوله بالشمال.

■ ما أوجه التعاون التكنولوجى بين مصر وكوريا؟

- الاستثمارات الكورية في مصر تأتى على هيئة الشركات التكنولوجية العملاقة، لكن أحدث تعاون تكنولوجى مع شركة «كوريا تليكوم» التي تعمل لأول مرة في مصر. فهم يصدرون تكنولوجيا جديدة، وهى الجيجا وير، ومعظم كابلات التليفون في مصر من النحاس، وهو يعمل على مقاومة الإنترنت لذلك التكنولوجيا الكورية الجديدة ستقوم بجعل الإنترنت أسرع 200 مرة في مصر عام 2019، بجانب تولى «كوريا تليكوم» مسؤولية بناء شبكة الاتصالات في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، إلا أنه تم توقيع الاتفاق، الأسبوع الماضى، مع مسؤولين مصريين والشركة، لإدخال تلك الكابلات لمصر كلها تدريجيا.

■ حدثنا عن هيكل العلاقة التجارية بين مصر وكوريا الجنوبية؟

- الميزان التجارى بين الدولتين ليس صحيا إطلاقا بل سيئ جدا، فعجز الميزان التجارى يبلغ حوالى 2.2 مليار دولار سنويا، ونصدر نحو 150 مليون دولار والباقى نستورده من كوريا، ولكن هناك استثمارات كورية في مصر، مثل شركة سامسونج وLG وهناك شركة ثالثة حديثة تدعى GS والتى ستنتج غازا نظيفا يفوق الكمية التي تستهلكها مصر، نحن نصدر مواد أولية فقط، وهذا أمر سيئ.

■ هل ترى مستقبلا لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين؟

- الاستثمارات والتصنيع المشترك هما الأمل في إصلاح الميزان التجارى، النظام الكورى الجنوبى بات منفتحا أكثر على أفريقيا ويسعى للتنويع أكثر في حافظة استثماراته، وبدأ الالتفات لأسواق أخرى من بينها مصر. كذلك اتفاقية التجارة الحرة التي تم توقيعها مارس الماضى، والتى تعنى أنه خلال عدة سنوات ستكون لدينا سوق أفريقية واحدة، ما يجعل أي دولة ترغب في الاستثمار في هذه السوق الضخمة والبحث عن دول ذات بنية تحتية مناسبة، ولن تجد تقريبا سوى مصر والسعودية.

■ هل توجد نية لدى كوريا في التعاون مع مصر على مستوى التعليم أسوة باليابان؟

- لا.. لكنّ هناك أمراً آخر، في العاصمة الإدارية الجديدة، تم التعاقد مع جامعة «سول ناشونال يونيفيريستى» وهى من الأوائل عالميا في مجال الهندسة، لنقل تجربتها وقاعدتها العلمية إلى مصر، وكوريا أكثر كرما من الغرب في نقل ومشاركة التجربة التعليمية.

■ ما عدد المصريين في كوريا الجنوبية.. وما أبرز الأسباب التي يسافرون من أجلها؟

- المصريون فى كوريا الجنوبية عددهم نحو 4 آلاف و800 شخص، لكن الـ800 هم المسجلون فقط بشكل قانونى، أما الـ4 آلاف فهم من طالبى اللجوء. الجزء المعلوم لدينا هو الـ800 فهم إما طلبة أو مدرسو لغة عربية أو عاملون بشركات السيارات، وعقب الثورة، بدأ تدفق المصريين إلى كوريا الجنوبية طلبا للجوء، وأصبحت مصر وفقا للإحصائيات الكورية الجنوبية ثالث أكبر دولة من حيث طلبات اللجوء بعد الصين وباكستان. لذلك فرضت كوريا الجنوبية نظام الفيزا على مصر فى سبتمبر الماضى، لأنه بعد البحث فى الحالات اكتشفت الحكومة الكورية الجنوبية أن معظم طالبى اللجوء من مصر شباب ما بين 20 و30 سنة لا يجيدون أى لغة سوى العربية، وأن سبب اللجوء اقتصادى، والحكومة الكورية أدركت بعد فترة أن الاضطهاد فى مصر مجرد أكذوبة. معظم طالبى اللجوء كانوا من مرتكبى الجرائم، وإذا قامت السلطات الكورية بسؤالنا كنا أرشدناها، لكن من ضمن شروط اللجوء عدم الإفصاح عن هوية وأسرار طالب اللجوء.

قد يعجبك أيضا‎

ترشيحاتنا