هل يتحقق الحلم بعد الفجر في رمضان؟

حياك الله السائل الكريم، ونجيب على سؤالك، بأن رؤياك إن كانت رؤيا صادقةً، أي تكون إشاراتها ودلالاتها وتفسيرها يدل على ذلك، فإنّها تتحقّق إن شاء الله -تعالى- بغض النظر عن وقت رؤيتك لها، أكانت قبل الفجر أم بعده، أم في شهر رمضان أم في غيره من الشهور، فليس هناك ارتباط لتحقيق الرؤى الصادقة بوقت حدوثها، وإنما ارتباطها بمضمونها.

ودليل ذلك عن أنس بن مالك: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْخُلُ علَى أُمِّ حَرامٍ بنْتِ مِلْحانَ، وكانَتْ تَحْتَ عُبادَةَ بنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلَ عليها يَوْمًا فأطْعَمَتْهُ، وجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وهو يَضْحَكُ، قالَتْ: فَقُلتُ: ما يُضْحِكُكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ناسٌ مِن أُمَّتي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزاةً في سَبيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هذا البَحْرِ، مُلُوكًا علَى الأسِرَّةِ -أوْ: مِثْلَ المُلُوكِ علَى الأسِرَّةِ، شَكَّ إسْحاقُ- قالَتْ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أنْ يَجْعَلَنِي منهمْ، قالَ: أنْتِ مِنَ الأوَّلِينَ). "أخرجه البخاري"

ويدل هذا الحديث على أنّ النبي عليه الصلاة والسلام رأى في منامه رؤيا صادقة وكانت في النهار، فالرؤى ليس وقت محدد لحدوثها حدوثها من نهارٍ أو ليل، وإنّما الأهم أن تكون إشاراتها ومضامينها واضحةً، وتعطي دلالاتٍ على أنها رسالةٌ من الله -تعالى- تبشره بأمرٍ ما.

والرؤى ثلاثة أنواع كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه-،: (إذا اقترب الزمانُ لم تكدْ رؤيا المؤمنِ أن تكذبَ، وأصدقُهم رؤيا أصدقُهم حديثًا، والرؤيا ثلاثٌ : فالرؤيا الصالحةُ بشرى من اللهِ، والرؤيا تحزينٌ من الشيطانِ، ورؤيا مما يحدِّثُ به المرءُ نفسَه، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فلْيقمْ فلْيصلِّ ولا يحدِّثُ بها الناسَ). "أخرجه أبو داوود، سكت عنه وكل ماسكت عنه فهو صالح"

وفي آداب المسلم إذا رأى ما يكره في منامه فيتّبع ما قاله الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-،: (إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يَكْرَهُها، فَلْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ ثَلاثًا ولْيَسْتَعِذْ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ ثَلاثًا، ولْيَتَحَوَّلْ عن جَنْبِهِ الذي كانَ عليه). "أخرجه مسلم"