تعريف البيئة .. ضرورة للحفاظ عليها

تعريف البيئة .. ضرورة للحفاظ عليها
"البيئة هى إجمالي الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر علي وجود الكائنات الحية علي سطح الأرض متضمنة الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات أنفسهم، كما يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد والتي تؤثر وتحدد بقائنا في هذا العالم الصغير والتى نتعامل معها بشكل دوري".

فالبيئة هى مجموع الأشياء التى تحيط بنا من الكائنات الحية وغير الحية، ويمكن تصنيف البيئة أيضاً إلى بيئة طبيعية وبيئة مشيدة، فالأولى هى التى تتكون من مجموع الظواهر الطبيعية التى لا يكون للإنسان دخل فى صنعها أما تلك المشيدة هى التى من صنع الإنسان مثل المدن والمبانى والسدود.

أصبحت مشاكل البيئة تهدد حياة البشر والكائنات الحية بمخاطر جسيمة نتيجة التلوث والاحتباس الحرارى.
انقرضت العديد من الكائنات وكائنات أخرى عديدة أصبحت مهددة أو على وشك الانقراض، تلوثت مياه البحار وتسممت الأنهار والبحيرات مما يهدد الثروة السمكية ومصادر المياه الأساسية للشرب والحياه.
وبزيادة درجة الحرارة المستمر على كوكب الأرض نتيجة الاحتباس الحرارى، أصبح العديد من الدول مهدد بزوال مدن بأكملها وغمر أراضى زراعية نتيجة ارتفاع منسوب البحار والمحيطات وازداد عدد وحدّة العواصف المدمرة مما يهدد الكثير من المدن بالدمار.
وقد أصبح هناك ضرورة حتمية لوضع الخطط على مستوى العالم والدول وفي المدن للحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة ومكافحة التلوث ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى.
وعليه، فهناك ضرورة لإيضاح معنى وتعريف ومكونات البيئة الأساسية كأساس لخطة الإنسان لإنقاذ الكوكب وتطوير حضارته لتصبح حضارة صديقة للبيئة.

مصطلح البيئة "Environment" جاء من المصطلح الفرنسي "Environia" ومعناه "يحيط".. ومصطلح البيئة يشمل كل ما هو حى وغير حى وكلمة البيئة تعنى "ما يحيط".

البيئة والكائنات الحية عنصران فاعلان ومعقدان للطبيعة، البيئة تنظم حياة الكائنات الحية بما فيهم البشر ولكن البشر يتفاعلون مع البيئة بشكل أكثر قوة وفعالية من أى كائن حى آخر.
عامة البيئة تمثل المادة والقوى المحيطة بالكائنات الحية، فهى تمثل تفاعل أنظمة من مكونات فيزيائية وبيولوجية وثقافية التى تتشابك على المستوى الفردى والجمعى وتؤثر على نمو وتطور كل أشكال الحياة.
وهى تتكون من:
- الأجواء Atmosphere
- المحيط المائى Hydrosphere
- التربة المحيطة Lithosphere
- المحيط الحيوي Biosphere
أى، مكوناتها الأساسية هى الجو والمياه والتربة والكائنات الحية بالإضافة إلى الطاقة الشمسية، وهى تشمل كل العناصر والموارد اللازمة للحياة والازدهار.
المزيد عن التلوث ..
المزيد عن ظاهرة الاحترار العالمى ..

تعريف البيئة .. ضرورة للحفاظ عليها

ولابد أن نُفرق بين مفهوم البيئة (Environment concept) ومفهوم النظام البيئى (Eco-system)، فالبيئة هى مجموع العوامل والظروف المحيطة بالكائنات الحية والتى تؤثر فى عملياتها الحيوية أما النظام البيئى فهى تلك المساحة من الطبيعة بما تحويه من كائنات حية تتفاعل مع بعضها البعض ومن بينها الإنسان الذى يتفاعل مع بيئته وفق نظريات وضعها المتخصصون فى مجال البيئة.
المزيد عن يوم الحيوان العالمى ..

ومن المفاهيم الهامة المتصلة بالبيئة مفهوم البيئة الحضارية، فالبيئة الحضارية والمتقدمة لا تُقاس فقط بما يتوصل إليه الإنسان من إنجازات أو طفرات تقنية فى مختلف المجالات.
والبيئة تُوصف على أنها بيئة حضارية إذا ما توافر فيها الجانبان التاليان وهما:
أولاً الجانب المادى وهو كل ما يوفره الإنسان لنفسه من الاحتياجات الأساسية من ملبس ومأوى ومختلف الأدوات والأجهزة التى يعتمد عليها فى حياته بالإضافة إلى وسائل النقل والمواصلات.
ثانياً الجانب غير المادى أو الجانب الأخلاقى، فعادات الفرد وتقاليده وأفكاره وثقافته والعلوم التى يتعلمها فى حياته تساهم أيضاً فى بناء البيئة الحضارية.

تعريف البيئة .. ضرورة للحفاظ عليها

* هل يمكننا تصنيف أنواع البيئة؟
يوجد نوعان من البيئة:
1- بيئة مادية (الهواء - الماء - الأرض).
2- بيئة بيولوجية (النباتات - الحيوانات - الإنسان).
وفي ظل التقدم والمدنية التي يلحظها العالم ويمر بها يوم بعد يوم فيمكننا تقسيمها إلي ثلاثة أنواع أخري مرتبطة بالتقدم الذي أحدثه الإنسان:
أ- بيئة طبيعية:
والتي تتمثل أيضاً في: الهواء - الماء- الأرض.
ب- بيئة اجتماعية:
وهي مجموعة القوانين والنظم التي تحكم العلاقات الداخلية للأفراد إلي جانب المؤسسات والهيئات السياسية والاجتماعية.
ج- بيئة صناعية:
أي التي صنعها الإنسان من: قري - مدن - مزارع - مصانع - شبكات.

تعريف البيئة .. ضرورة للحفاظ عليها

* مكونات البيئة:
- وتشتمل علي ثلاثة عناصر:
1- عناصر حية مثل:
أ- عناصر الإنتاج مثل النبات
ب- عناصر الاستهلاك مثل الإنسان والحيوان
ج- عناصر التحليل مثل فطر أو بكتريا إلي جانب بعض الحشرات.
2- عناصر غير حية: الماء والهواء والشمس والتربة.
3- الحياة والأنشطة التي يتم ممارستها في نطاق البيئة.

تعريف البيئة .. ضرورة للحفاظ عليها

* العلاقة بين الإنسان والبيئة:
دائماً وأبداً يسعى الإنسان إلى استغلال موارد بيئته بطريقة أو بأخرى لإشباع حاجاته الأساسية والثانوية عن طريق الوسائل التكنولوجية .. ويترجم هذا الاستغلال في صورة العلاقة المتبادلة وإن كانت الاستفادة للإنسان أكثر بكثير، لذا فقد انشغل العديد من العلماء بهذه القضية والتي أطلقوا عليها قضية "العلاقة الإنسانية- البيئية". وتعددت النظريات التي تحدد أنواع العلاقات المتغايرة:

أنواع العلاقات الإنسانية-البيئية:
1- نظرية الحتمية البيئية (Determinism):
ويقر أصحاب هذه النظرية أن الإنسان يخضع بكل ما فيه للبيئة فهي التي تسيطر عليه وليس العكس كما يتردد ويشاع. فالبيئة بما فيها من مناخ معين وغطاء نباتي وحياة حيوانية تؤثر على الإنسان من مختلف الجوانب ومثال على ذلك: تأثير البيئة على عظام الإنسان، فإذا كان الإنسان يعيش في بيئة جبلية يكون تأثيرها بالإيجاب على تقوية عضلات الأرجل .. أما إذا كانت بحرية فهي تقوي عضلات اليدين. وقد أدى هذا التأثير المتباين والتناقض الواضح بين الشعوب وخاصة بين الآسيويين والأوربيين والذي استرعى انتباه الفلاسفة منذ القدم إلى ظهور نظرية الحتمية لتفسير هذا التناقض.

- ابن خلدون (1332 - 1400 م):
وقد اختص ابن خلدون في تفسير علاقة الإنسان ببيئته عن أثر المناخ في طبائع الشعوب وتأثير الهواء على ألوان البشر، وضرب مثلاً على ذلك بشعوب السودان والذي وصفهم بالخفة والطيش وكثرة الطرب والسبب في ذلك الحرارة التي تجعلهم أسرع فرحاً وسروراً وأكثر انبساطاً.
كما تحدث ابن خلدون عن الأقاليم الجغرافية وتأثيرها في حياة الإنسان حيث يرى أن هناك سبعة أقاليم، وتتميز الأقاليم من الثالث والرابع والخامس بالاعتدال الذي يميز طبائع سكانها أيضاً وألوانهم .. أما الأقاليم غير المعتدلة تلك التي تقع في الأول والثاني والسادس والسابع فسكانها متوحشون غير مستأنسين.

- أرسطو / Aristotle (384 - 322 ق.م):
تناول في كتابه عن السياسة الفرق بين سكان المناطق الباردة في أوروبا وسكان آسي، فسكان أوروبا بالنسبة له يتميزون بالشجاعة التي كانت أساس حريتهم لكنهم غير ماهرين في الإدارة والفهم والتنظيم وبالتالي يفتقدون إمكانية السيطرة أو الإمساك بزمام الأمور.. أما سكان آسيا فلديهم الفكر والمهارة الفنية لكنهم يفتقرون إلى الجرأة مما جعلهم محكومين بغيرهم .. أما الإغريق في ذلك الوقت كانوا يعيشون في منطقة وسط بين الآسيويين والأوروبيين مما جعلهم يجمعون بين مميزات المجموعتين.

- هيبوقراط / Hippocrates (460 - 370 ق.م):
وكانت الإيماءة في كتابه "الجو والماء والأقاليم"، أن سكان الجبال المعرضين للأمطار والرياح يتصفون بالشجاعة وطول القامة والطباع الحميدة أما سكان الأقاليم المكشوفة الجافة يتصفون بنحافة القامة وحب التحكم.

- مونتسكيو / Montesquieu (1689 - 1755 م):
تحدث مونتسكييه في كتاب "روح القانون" عن أثر المناخ والتربة في حياة الإنسان:
1- المناخ:
المناخ البارد: شجاعة- نقاء النفس- قوة جسدية.
المناخ الحار: جبن- مكر- ضعف.
2- التربة:
يصل تأثير التربة إلى الحد السياسي ونوع الحكومات:
- التربة الخصبة = نظام ملكي وديكتاتورية.
- التربة الفقيرة = نظام جمهوري وديمقراطية.
- سكان الجزر = الاستقلالية والاستقرار.

- تشارلز داروين / Charles Darwin (1809 - 1882 م):
وبظهور نظرية النشوء والارتقاء لدارون والتي ترجع فيها نشأة الإنسان وتطوره إلى البيئة الطبيعية، أدت إلى دفع نظرية الحتمية البيئية إلى الأمام أكثر وأكثر.
حيث ظهر بعدها العديد من العلماء التي تؤيد نظرية الحتمية ومنهما:
هنري توماس باكل / Henry Thomas Buckle (1821 - 1862 م):
- واستند في برهانه على ثلاثة عوامل تتصل بالبيئة من: مناخ - غذاء - تربة، وهى عوامل مؤثرة على الحضارات الإنسانية المختلفة التي وجدت منذ قديم الأزل.
أ‌- فالحضارة في أفريقيا وآسيا تأثرت بخصوبة التربة.
ب‌- والحضارة الأوروبية تأثرت بالمناخ ، فالحرارة الشديدة تعوق العمل بينما المعتدلة فهي منشطة، ومع توافر الغذاء ورخصه يتوافر العمل وتقل الأجور والعكس صحيح.
جـ- أما الحضارة المصرية والهندية والصينية فهي من أكثر الحضارات المزدهرة لتوافر الحرارة الملائمة والتربة الخصبة.

- فكتور كوزان / Victor Cousin (1792 - 1867 م):
وتتلخص استنتاجاته في العبارات التالية التي تعبر عن وجهة نظره في العلاقة البيئية –الإنسانية:
"اعطني خريطة لدولة ما.. معلومات وافية عن موقعها ومناخها ومائها ومظاهرها الطبيعية الأخرى ومواردها وبإمكاني في ضوء ذلك أن أحدد لك أي نوع من الإنسان يمكن أن يعيش في هذه الأرض، وأي دولة يمكن أن تنشأ على هذه الأرض، وأي دور يمكن أن تمثله هذه الدولة في التاريخ".

- نقد نظرية الحتمية البيئية:
1- النقد الأول: عدم المنطقية .. صحيح أن البيئة تعد إحدى العوامل التي تؤثر على الإنسان لكنها ليست العامل الوحيد أو المنفرد فهناك العديد منها وليس من المنطقي أن نقر بحتمية أي عامل من العوامل التي يخضع لها الإنسان في حياته سواء أكانت عوامل اجتماعية، تاريخية، أو حتى بيئية بمفهومها الأعم والأشمل.
2- النقد الثاني: التطور التكنولوجي.. يلعب التطور التكنولوجي دوراً أساسياً في الحد من العوائق البيئية فمثلاً بعض البلدان التي يفرض موقعها عليها العزلة مثل اليابان فبفضل التقدم التكنولوجي الهائل الذي وصلت إليه أصبحت غير معزولة بتقدم وسائل المواصلات والاتصال.
3- النقد الثالث: أهمية دور التاريخ والحضارة.. يحد من سيطرة البيئة على الإنسان حيث توجد بعض الدول تتشابه في ظروفها البيئية ولكن تاريخها وحضاراتها لهما دور أساسي يختلف تماماً عن الدول المتشابهة معها في ظروفها البيئية.

2- النظرية الاختيارية:
وهى عكس النظرية الحتمية حيث تقر بإيجابية الإنسان لأنها تملكه إرادة فعالة مؤثرة ليس فيما يتخذه من قرارات فى كل مجالات حياته وإنما له قوة كبيرة على بيئته أيضاً، فترى أن الإنسان مخير.

تعريف البيئة .. ضرورة للحفاظ عليها

* مؤيدوا النظرية الاختيارية التى تفسر علاقة الإنسان بالبيئة:
- بول فيدال دو لا بلاش / Paul Vidal de La Blache (1845 - 1918 م):
وهو من مؤسسى المدرسة الإمكانية ويرى من خلال نظريته هذه أن للإنسان دور كبير فى تعديل بيئته وتهيئتها وفقاً لمتطلباته واحتياجاته. ويصف البيئة بأنها إنسانية (Cultusel) وليست طبيعية (Physical)، ينبغى دراستها على أساس تاريخى من خلال تحليل جهود الإنسان فى علاقاته مع البيئة عبر التاريخ. ويرى التنوع فى عناصرها حيث يختار ما يتلائم منها حسب مهاراته الآلية واليدوية، فالعامل الحاسم هنا هو قدرات الإنسان وإمكانياته التى ظهرت فى إقامة الجسور والسدود وشق الأنفاق الجبلية وغيرها.
وخير مثال على هذه القدرات الإنسانية الحضارة المصرية القديمة من خلال إقامة الجسور ومشروعات الرى وبناء السد العالى وغيرها من الحضارات الإنسانية الأخرى فى بلاد السودان والحبشة.

- لوسيان فيفر / Lucien Febvre (1878 - 1956 م) وإسحق بومان (I.Boman):
حيث يرى العالمان أن مظاهر البيئة هى من فعل الإنسان مثل حقول والشعير ومزارع الأرز والقطن وقصب السكر وغيرها .. وهو الذى نظم الحقول وأقام القناطر والسدود وشق الترع والمصارف .. اخترع أساليب وأدوات زراعية جديدة لزيادة رقعة الأرض التى يزرعها.
لا يقتصر الأمر على الزراعة وإنما يمتد للصناعة التى ترتبط إلى حد كبير بتوفير المادة الخام فى بيئتها والتى بدورها تتطلب توفير المهارات وسبل المواصلات والمال والأسواق التى هى واقع الأمر تعتمد على مقومات بشرية أكثر من مقومات بيئية حيث أن المهارة والتكنولوجيا تتصل بالتواجد البشرى.
وعن مواقع المدن واختيار مواقعها كانت من الأدلة التى استند إليها أصحاب هذه النظرية لتأييد نظرية الاختيارية وتحكم الإنسان فى البيئة وليس لمجرد تواجدها الطبيعى فالمدن الدينية والحربية سواء من أجل عوامل ثقافية كالتدين أو عوامل أمنية كالحماية.
كما أن التوزيع السكانى لأى مدينة فى العالم يرجع إلى عوامل اجتماعية وثقافية وبشرية إلى جانب العوامل الطبيعية، ويصل هذا التأثير إلى الحيوان فنجد عدم وجود بعض الحيوانات فى بعض البلدان وتوفرها بكثرة فى بعض البلدان الأخرى مثل البقرة فى الهند التى يحرموا ذبحها لتقديسها.

- نقد نظرية الاختيارية:
المغالاة فى أهمية دور الإنسان الذى يصل فيه إلى السيادة والديكتاتورية للتحكم فى بيئته وهو صاحب الكلمة العليا مما نتج عنه مشاكل عديدة بفعل هذه السيادة شبه المطلقة مثل مشكلات التلوث وطبقة الأوزون والتصحر والتى تندرج تحت جملة عامة "مشكلات عدم الاتزان البيئى".
المزيد عن اليوم العالمى للحفاظ على طبقة الأوزون ..

3- نظرية الاحتمالية (Probabilism):
وتقوم هذه النظرية بدور الوساطة بين كل من أنصار الحتمية والاختيارية (الإمكانية) للصراع الذي دار بينهما وكان لابد من ظهور نظرية ثالثة جديدة تحاول التوفيق بين الآراء المختلفة لذا فيطلق عليها اسم "النظرية التوافقية" أيضاً. وهذه النظرية لا تؤمن بالحتمية المطلقة أو الإمكانية المطلقة وإنما تؤمن بدور الإنسان والبيئة وتأثير كل منهما على الآخر بشكل متغير فتغلب على بعض البيئات تعاظم تأثير الطبيعة وسلبية تأثير الإنسان عليها ويكون العكس في بعض البيئات الأخرى.

واعتمد أصحاب هذه النظرية في تفسيرها على تصنيف نوعية البيئة من ناحية ونوعية الإنسان من الناحية الأخرى حيث يتفاعلان الاثنين سوياً ليشكلان جوهر العلاقة بين الإنسان والبيئة.

- تنوع طرفي العلاقة على النحو التالي:

- الطرف الأول: البيئة

بيئة صعبة X ـــــــ بيئة سهلة X

فالبيئة الصعبة تحتاج إلى مجهود كبير من جانب الإنسان للتكيف معها، بينما الطرف الآخر المتمثل في البيئة السهلة فهي تستجيب لأقل مجهود. ويقع بين طرفي هاتين البيئتين بيئات أخرى متفاوتة من حيث درجة الصعوبة فكلما اتجهنا ناحية اليمين يتعاظم دور البيئة وكلما اتجهنا شمالاً يقل.

- الطرف الثاني: الإنسان

إنسان ايجابي X ــــــ إنسان سلبي X

فالإنسان الإيجابي هو الذي يتفاعل مع البيئة بشكل كبير لتحقيق طموحاته وإشباع احتياجاته، أما الإنسان السلبي فهو إنسان محدود القدرات والمهارات ودوره محدود بالمقارنة بالإنسان الايجابي ويقع بين هذين الطرفين مجموعات بشرية مختلفة في المهارات والقدرات وفي التأثير على البيئة.

تعريف البيئة .. ضرورة للحفاظ عليها

- ومن ثم فإن هذه النظرية أكثر واقعية لأنها توضح أشكال عديدة للعلاقة بين الإنسان وبيئته دون أن تميز إحدى أطراف هذه العلاقة دون غيره، وتتمثل هذه العلاقة في التنوع الذي يتضح بالشكل التالي:

بيئة صعبة + إنسان سلبي = حتمية بيئية

بيئة سهلة + إنسان سلبي = إمكانية

بيئة صعبة + إنسان إيجابي = توافقية

بيئة سهلة + إنسان سلبي = توافقية

* وقد اقترب فكر المؤرخ الإنجليزي "أرنولد جوزف توينبي / Arnold J. Toynbee (1889 - 1975 م)" من هذه النظرية والتي تحدد علاقة الإنسان والبيئة في أربع استجابات مختلفة:

1- استجابة سلبية ـــــ تخلف الإنسان علمياً وحضارياً مما يجعله غير قادر على الاستفادة من بيئته أو أن يؤثر بشكل فعال عليها.

2- استجابة التأقلم ـــــ تكون البيئة هي المسيطرة عليه في هذه الاستجابة مع توافر بعض المهارات للإنسان التي تمكنه من التأقلم نسبياً مع ظروفها الطبيعية.

3- استجابة إيجابية ـــــ نجاح الإنسان في تطويع البيئة بما يتناسب مع رغباته واحتياجاته، ويستطيع من خلال مهاراته الإيجابية هذه أن يتغلب على أية معوقات وإن كانت بيئة صعبة.

4- استجابة إبداعية ـــــ وهي أرقى أنواع الاستجابات على الإطلاق، فلا يقف الأمر على كون الإنسان إيجابياً وإنما مبدعاً يعرف كيف يستفيد من بيئته ليس بالتغلب على الصعوبة وحلها وإنما بابتكار أشياء تفيده في مجالات أخرى عديدة.

- مثال للنظرية الإمكانية:
ويتمثل ذلك في علاقة الإنسان المصري القديم ببيئته عند الاستفادة من نهر النيل، فكان في البداية له السطوة الطاغية حيث إذا جاء الفيضان عم الخير والرخاء والعكس صحيح ثم بدأ المصري يتدخل بشق الترع وإقامة القناطر.

* الوعى البيئى والإنسان:
إذا كان الإنسان هو السبب فى الأزمات البيئية وما لحق بها من تدهور، فكيف يساهم هو نفسه فى إعادة بنائها والتخلص من تأثيراته السلبية عليها؟!

تعريف البيئة .. ضرورة للحفاظ عليها

هذا لا يتأتى إلا من خلال زيادة الوعى لديه بماهية البيئية وبقيمتها فى حياته:
- التوعية البيئية تبدأ منذ مرحلة الطفولة المبكرة، فلابد وأن يتربى الطفل على حب البيئة وضرورة التعامل معها بشكل إيحابى لا يضر بها. ومع نمو الطفل وتقدمه فى العمر وتنشئته على حب البيئة ينظر إليها وكأنها شىء هام فى حياته مثل مقتنياته التى يحافظ عليها.
- الحرص على توفير المعلومات البيئية الصحيحة للأفراد "أى الاهتمام بالثقافة البيئية" والعمل على نشر هذه المعلومات بكافة الوسائل من خلال الإعلام أو من خلال الوسائل التربوية والتعليمية وحتى من فئات المجتمع التى تهتم وتعمل فى مجال البيئة.
المزيد عن الإعلام ودوره فى المجتمع ..
- تنمية شعور الفرد بالانتماء لبيئته، فعندما يشعر الإنسان بالانتماء تظهر كافة الجوانب الإيجابية فى سلوكياته ليست فقط المتصلة ببيئته ولكن المتصلة بكافة أنماط حياته التى يعيشها.
- وأخيرا أن الوعى البيئى لا يسير قُدماً إلا من خلال تضافر جهود كافة المحيطين بالفرد بدءاً من أفراد الأسرة التى يتعلم معها الطفل أساسيات الحياة والمبادئ التى يسير عليها ومن الجهات التعليمية والمؤسسات القائمة على الاهتمام بشئون البيئة .. فالتوعية البيئية هى مسئولية اجتماعية متعددة الجوانب.

* المراجع:
  • "Environmental law" - "unep.org".
  • "Pollution prevention" - "epa.gov".

  • تقييم الموضوع:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - 2001 جميع حقوق النشر محفوظة للشركة العربية للنشر الإلكتروني