الحب في سن المراهقة

الحب في سن المراهقة
الحب-في-سن-المراهقة/

ما هو الحب في سن المراهقة؟

حب المراهقة هو جزء لا يتجزأ من مرحلة النمو الإنساني في هذه المرحلة العمرية، إذ يبدأ المراهق باختبار تجربة جديدة تتضمّن المشاعر العاطفية والشعور بالألفة، لكنّها تفتقر للأسس المطلوبة لجعل العلاقة قوية وطويلة نسبيًا، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ كلا الطرفين لا يزالان في مرحلة التطوّر والنمو العقلي والعاطفي.[١]

المشاعر والقرارات في مجملها ضمن علاقة حب المراهقة لا تكون قوية أو صحيحة بما فيه الكفاية؛ لأنّها ستكون عرضة للعديد من المتغيرات والمؤثرات البيئية والشخصية المتغيرة مع التطوّر والنمو.[١]

هل الحب في سن المراهقة حب أم مجرد شهوة؟

حب المراهقة من الناحية النفسية قائم على الانجذاب الجسدي؛ فهو مرتبط بالشهوة؛ إذ إنّ المراهق في هذه المرحلة يبدأ في التعرف على نفسه ومشاعره، ويبدأ بالميل إلى تلبية الحاجات الفسيولوجية الجسدية لديه فيُطوّر مشاعر الحب للطرف الآخر للتعامل مع مرحلة النمو الحالية؛ لكن لا يمكن التعويل على هذا الأمر في جميع علاقات حب المرهقة.[٢]

ورغم أنّ حب المراهقة في حالات كثيرة هو مجرّد شهوة، في المقابل هنالك بعض الاستثناءات التي تُتيح لحب المراهقة القائم على الشهوة أن يتحوّل إلى حب حقيقي ويستمر ليتعامل مع التغيرات والمؤثرات الشخصية والبيئية بين طرفي العلاقة، لكن هذه الاستثناءات تحتاج لمستوى عالٍ من النضج والتقبّل والمرونة في فهم اختلاف الآخر.[٢]

ينبع حب المراهقة من حاجتين لدى المراهق، وهما كما يأتي:[٢]

  • الحاجة للتفهم

الوجود بجانب شخص قادر على التفهم، وبالتالي تكون المشاعر موجهة للآخر بشكلٍ انتقائي لوجود ميزات عدة إلى جانب الأساس الجسدي.

  • الشعور بالمتعة

الوجود بجانب شخص للشعور بالمتعة فقط، إذ يكون الحب فاقداً لكل أسس الالتزام والإخلاص؛ فمن الممكن أن يتوجه المراهق لإعطاء المشاعر لشخصين في آنٍ ووحد.

ما الاضطرابات العاطفية التي تصيب المراهق؟

يتعرّض المراهق للعديد من الاضطرابات العاطفية نتيجة التغير في النمو الجسدي والفكري والاجتماعي، وأهم هذه الاضطرابات الحب، ويعد الحب اضطرابًا في كل الفترات وفي فترة المراهقة باعتباره سببًا في خلق شعورٍ لدى المراهق بأنّه فاقد للسيطرة على نفسه، ويُرافق هذا الاضطراب عدد من التغييرات التي تزيد نسبة الشعور بعدم السيطرة:[٣]

التغير الجسدي

من مشكلات المراهقة إحراج المراهق من تغير المظهر الجسدي لديه ونموّه، والذي يُصبح أمرًا ظاهرًا بدرجات كبيرة، خاصة أنّ المراهقين يبدأون بالوعي الذاتي لما لديهم من طابع جنسي جسدي بدأ في الظهور، سواء لدى الفتيات أو الفتيان.[٣]

الاضطراب العقلي والعاطفي

هناك مناطق تنضج أسرع من غيرها في الدماغ خلال فترة المراهقة، مما يؤدي إلى اختلافٍ بين العاطفة والفكر والنمو الجسدي، هذا التباين يُشعر المراهق بالتوتر والقلق وعدم السيطرة، وفي بعض الأحيان، عدم القدرة على استيعابه، وهو ما يُفسّر سبب وقوع المراهقين في اتخاذ القرارات السريعة والمخاطرة وإصدار الأحكام السيئة.[٣]

الاضطراب الهرموني

تعتبر التغيرات الهرمونية في مرحلة المراهقة الناتجة عن النمو العقلي والجسدي سببًا في وجود مشاعر عاطفية لدى المراهق مرتبطة بالانجذاب الجنسي بالدرجة الأولى؛ إذ يزيد إفراز هرمونات التستوستيرون والإستروجين بدرجات عالية في هذه المرحلة وهي الهرمونات المسؤولة عن زيادة الرغبة الجنسية لدى الإنسان.[٣]

من ناحية أخرى تلعب هذه الهرمونات دورًا كبيرًا في تغيير الحالة المزاجية للمراهقين؛ مما يعني ارتباط المشاعر وطبيعتها بطبيعة الإفرازات الهرمونية ونسبتها، فتظهر العاطفة مشوشة أو قد تكون الهرمونات سببًا في الشعور بالتحطّم لدى البعض.[٣]

ما هي آثار الحب في سن المراهقة؟

لحب المراهقة أثر كبير على الصحة العقلية للمراهقين وتطوّرهم بصورة صحيحة مستقبلًا،[٤] وأهم الآثار التي تترتب على هذا الحب:

تغير المشاعر والفكر

حب المراهقة هو سبب رئيسي في تغيير طبيعة المشاعر وتطورها، وهذا يشمل مشاعر الإثارة، والسعادة، والغيرة، والغضب، والضيق والقلق، كما أنّ الحب مصدرًا للانشغال العقلي والفكري؛ إذ يقضي المراهق وقتًا طويلًا في التفكير بالعلاقات الرومانسية سواء كانت حقيقية وحالية أو خيالية أو علاقات سابقة.[٤]

المشكلات السلوكية والنفسية

حب المراهقة سببًا في ظهور بعض المشكلات السلوكية خاصة في حال تم التعامل معه بطريقة سلبية من قبل المراهق والأهل، وأهم هذه المشكلات: ظهور الصعوبات الأكاديمية وتعاطي المخدرات.[٤]

كما يُمكن للمراهق عند عدم متابعته من قبل الأهل أو التعامل مع الموضوع سلبًا اللجوء للسلوكيات المنحرفة خاصة الجنسية لتلبية الحاجة الجسدية مما ينتج عنه عدد من الأمور، أهمها: الأمراض وحدوث الحمل لدى الفتيات، والإصابة بالاكتئاب خاصة في حال حدوث الانفصال أو العنف بمختلف أشكاله من الشريك.[٤]

تغيير الحالة النفسية عند انعدام الحب

قد يكون انعدام الحب في فترة المراهقة سببًا من أسباب الشعور بالوحدة والضيق والألم لدى المراهق؛ فالجدير بالذكر أنّ وجود مشاعر الحب في هذه المرحلة له أثر على الجانب العاطفي والاجتماعي وفقدانه يعني وجود خلل معين في النمو، وهذا يترك الأثر السلبي على النمو النفسي كفقدان الشعور بالقيمة الذاتية واحترام الذات والكفاءة الاجتماعية.[٤]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب Laura Angers (28/9/2021), " Facts About Teen Love", regain, Retrieved 25/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Stephanie Kirby (17/11/2021), " Is Teen Love Real & Can It Last?", betterhelp, Retrieved 25/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج thepsychologist, "Teenagers in love", thepsychologist, Retrieved 25/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج headspace team, "understanding teenage relationships", headspace, Retrieved 25/11/2021. Edited.