إدارة الموقع
الشروق العربي

هل يبدأ الحب بعد الزواج أم قبله؟.. أزواج يصطدمون بالواقع بعد علاقات طويلة

نسيبة علال
  • 11837
  • 2
هل يبدأ الحب بعد الزواج أم قبله؟.. أزواج يصطدمون بالواقع بعد علاقات طويلة

يمني الشباب نفسه بحياة رومنسية، مليئة بالحب والمواقف الجميلة، فيخوض غمار علاقات مبنية على الوهم والأحلام الوردية، التي ما تلبث تصبح رمادية في الكثير من الأحيان، بعد الزواج. وبناء على اعتقاد آخر، يفضل الكثير ترك الحب والمودة للقدر، وللأيام القادمة، أو كما يقال “للعشرة”، فيركزون على اختيار الشريك الذي يناسبهم فكريا، على أن يتقاسموا المشاعر الجميلة بعد الزواج.

العلاقات الغرامية قبل الزواج.. هل هي معيار حب؟

في الحقيقة، يجزم جميع من قادتهم مشاعرهم وأحاسيسهم إلى الارتباط في إطار الزواج، بأنهم عاشوا الحب جميلا قبله، سواء صدفة من أول نظرة، أم مع مرور المواقف. لكن الغريب، أن بعض هؤلاء سيمرون لاحقا بشعور الندم وأنهم قد تسرعوا في اتباع عواطفهم، أو أنهم اختاروا الشخص الخطأ في غفلة دون مراعاة المعايير المتفق عليها، كالجمال، والمستوى التعليمي والاجتماعي، والظروف المادية. تقول الأخصائية النفسية، الأستاذة كريمة رويبي: “لا يمكن الوثوق في المشاعر التي تسبق الزواج، فليست معيارا لنجاح العلاقة، لأنها غير مبنية على أسس صحيحة، كل ما يعرفه الطرفان عن بعضهما سطحي، يجعلهما مثاليين، فيما يتطلب التأكد من حبهما بالاستمرار معا في مختلف الظروف السعيدة والعصيبة”.

لمَ ينتهي الحب بعد الزواج؟

يلجأ البعض إلى إقامة علاقة حب كصمام يسد به حاجة عاطفية أو جسدية، كتعويض فراغ شخص مقرب غائب أو لا يؤدي دوره، أو محاولة نسيان وتجاهل واقع اجتماعي أو ضغوط.. وعندما تسمح له هذه العلاقة ببلوغ الشعور المقصود وتسد حاجته، يتفرغ القلب والعقل للتفكير بجدية في المشاعر الحقيقية. وعادة ما يحدث هذا بعد الزواج، فيظهر أن الحب الذي كان يملأ حياة الطرفين قد زال واختفى. هذا، من وجهة نظر الأخصائيين في علم النفس. أما الخبراء في الشأن الاجتماعي، فيرون بأن المشاعر قد تستمر، ولكن الوحيد القادر على قهرها، تقول الأستاذة مريم بركان، أخصائية اجتماعية… “هو الظروف التي يعيش فيها الشريكان، فإذا توفرت سبل العيش المريح كالمسكن الفردي الواسع والاكتفاء المالي والسفر.. تزيد مشاعر التقدير والحب وتنشأ المودة، أما إن ضاقت الحياة وكثرت المشاكل والمعاناة، فسينظر كل إلى الآخر على أنه السبب أو أنه لا يستحقه، ويتغير الإعجاب والارتباط العاطفي إلى تنافر أو برود”. تقول خديجة، 27 سنة، تعرفت على زوجها قبل أربع سنوات: “كنا في الجامعة، أحببنا بعضنا كثيرا، وتزوجنا بعد الحصول على وظائف، في الأيام الأولى، حين كنا نسافر معا، ونقضي وقتنا خارج البيت في المطاعم والتسلية، كنا نعتقد أنه لا يوجد حب كالذي يمر بقصتنا، كنا سعداء جدا ببعضنا البعض، قبل أن يتسلل إلينا الروتين، بدأنا نكتشف عصبية بعضنا ونواجه الواقع، ونتقاذف المسؤوليات، أصبح زوجي بخيلا وفاتر الأحاسيس، وأنا لم أعد الأنثى الناعمة المدللة التي كنت، تغيرنا كثيرا بفعل الظروف وأصبح حبنا يحتضر في سنته الأولى”.

التعايش، التأقلم والاحترام.. لاستمرار المشاعر الجميلة بعد الزواج

كما سبق وأكد الخبراء على أن للظروف المادية والاجتماعية وقعا على المشاعر في العلاقات الجادة، ما يوجب على الزوجين التعايش مع بعضهما في مختلف الظروف، وإبداء الدعم والتعاطف، مع محاولة أن يسند أحد الآخر عندما يقتضي الأمر ذلك. هذا فيما يثمن الأخصائيون أهمية الاحترام في العلاقة الزوجية، سواء المبنية على الحب من قبل، أم التقليدية، إذ إن الاحترام واجب للطرف الآخر، مهما تراجع عطاؤه أو اهتزت مكانته.. هذه المقومات تضمن بروز مشاعر طيبة مع الوقت، وتضمن بقاءها طويلا، في خضم كل التغيرات، أضف إلى ذلك، أن يلتزم الطرفان بمسؤوليتهما داخل الأسرة، ويقتنعا باختيارهما، مع محاولة إصلاح أي وضع سيئ، بدل الاستسلام والندم.

مقالات ذات صلة
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ماذا تريدون،

    كيف يكون قبل الزواج..اليس هذا علاقة محرمة.

  • إبن الجزائر

    المودة و الرحمة زائد الإحترام و الصبر أعظم من الحب و الله المستعان و لا حولة و لا قوة الا بالله العلي العظيم