الرجال يفضّلون المرأة «جميلة ومغلوبة على أمرها»

   
لغة عالمية، يفهمها القاصي والداني، وتلفت انتباه وأنظار الشرقي والغربي، في كل الأوقات والأماكن، وعلى الرغم من اختلاف معاييره ومواصفاته، إلا أن الجمال هو السمة اللافتة في النساء على وجه الأرض، كونهن المخلوقات الأكثر رقة وأنوثة وحناناً، رغم أن الكثير من الرجال يصنفونهن بين جميلات وذكيات، بحيث تكتفي الأولى بجمالها فقط، في حين تسعى النساء الأقل جمالاً إلى إثبات قدراتهن ومواهبهن، بغية التعويض عن سوء الحظ الذي منين به.

 

الجميلة أو الذكية، البيضاء أو السمراء، السمراء أو الشقراء، النحيفة أو الممتلئة، الطويلة أو الناعمة والرقيقة، هي بعض الصفات التي يضعها الرجال لتقويم وتحديد جمال المرأة وجاذبيتها، وللاختيار في ما بينهن، بمقاييس وحسابات ذكورية بحتة، فمن هي المرأة المثالية بالنسبة لهم؟! 

 

يفضّلها جميلة
يولي (أ. ع)، سوري الجنسية، أهمية كبيرة للشكل الخارجي للمرأة، غير أنه لا يحكم عليها بسبب جمالها أو عدمه، ويقول «تلفت نظري الفتاة الجميلة، لكني لا أعتبرها أذكى أو أفضل من تلك الذكية»، على الرغم من أن العصر الحالي، والذي «يغلب عليه طابع الصورة، يعطي أهمية أكبر للجميلة والجذابة»، ومن ناحيته، يعتبر المرأة «المستقلة والقادرة على تقرير مصيرها هي الأجدر بنيل احترام وتقدير» الرجال، ويضيف «أقدر المرأة التي تعتمد على نفسها، ولا تحتاج إلى أبيها أو أخيها أو صديقها لتلبية حاجاتها ومتطلباتها»، خصوصاً العاملة، ويضيف أنه يشجع أختيه على الدراسة والعمل كي يكن مستقلات، ويتمنى الزواج من فتاة تجمع ما بين الجمال والذكاء، ليؤسسا معاً عائلة سعيدة.

 

انتهى زمن «كوني جميلة واسكتي»، هذا ما قاله (ز .ع)، أربعيني العمر، ليحل مكانه «كوني جميلة وذكية واحكمي»، خصوصاً أن المرأة أصبحت تتبوأ أعلى المناصب والمراكز، لتصبح متساوية مع الرجل، في كل المجالات الحياتية كالسياسة والاقتصاد والطب، ويضيف أن «عمليات التجميل وصرعات الموضة قلبت حياة المرأة رأساً على عقب»، وكذلك الرجال، بحيث صرن متشابهات، لكنه يؤكد «أحب المرأة الجميلة والطبيعية، التي لا تكثر من تبرجها ولا ترتدي ملابس لا تناسبها». وبصراحة كبيرة، يوضح الشاب الثلاثيني (ل.غ) أنه يخـتار المـرأة الجمــيلة لتكون شريكة حياته وزوجته، موضحاً «أحب رؤية وجه جميل عندما استيقظ من النوم، فضلاً عن أني أرغب في الحصول على أولاد (حلوين) مثل والديهما»، لكنه لا يحط من قدر المرأة الذكية أو غير الجميلة، بل يفضلها على المرأة المتصنعة والمليئة «البوتوكس والسيليكون».

 

يحترم الذكية إنما.. 
لكن المواطن الإماراتي (م .س)، الذي درس في إحدى جامعات انجلترا، في حيرة من أمره، فقد بلغ سن الرشد ويريد الزواج لكنه ضائع، ويقول «أرغب في الارتباط بامرأة ذكية وقادرة على تحمل المسؤولية وتربية أطفالي»، غير انه وعلى الرغم من اعترافه بحقوق المرأة وذكائها وقدرتها على منافسة الرجل، مازال يرى أن «صفة الجمال تغلب الذكاء والتهذيب واللياقة خصوصاً أن الذكورية تسيطر على العالم في حين تناضل النساء كي يأخذن حقوقهن»، ويشرح «يشجع معظم الرجال المساواة بين الجنسين، إلا أن الوضع يختلف عندما يتعلق بنظرتهم نحو شريكة العمر أو الحبيبة»، إذ يفضلونها «جميلة وجذابة ومغلوبة على أمرها»، تنفذ رغبات زوجها، مشيراً إلى أن الرجل يخاف من الذكية المتعلمة والناجحة، والتي تتقاضى راتباً يفوق راتبه، حتى لا يلقب بـ «زوج الست»، وفي النهاية، يختتم حديثه قائلاً «الوسط أفضل الحلول».

 

وعن تجربة شخصية، يؤكد (ف. ع) أن المرأة الجميلة تجلب وجع الرأس والقلق، ويقول «تزوجت امرأة جميلة بعدما عشنا قصة حب»، غير أنها لم تكن على قدر الثقة والحرية التي منحتها إياها، خصوصاً أنها أصبحت تستغل محبتي لها وتطلب الكثير من الأشياء مثل شراء الملابس باهظة الثمن ومستحضرات التجميل، لتبدو أكثر جمالاً وجاذبية، ويشير إلى أن المرأة الجميلة لا تكتفي بالقليل بل تريد المزيد كي تلفت أنظار الرجال وتثير غيرة النساء الأخريات، ما أدى إلى أبغض الحلال بينهما. وبعد فترة، أعجب بفتاة متوسطة الجمال، إنما تملك كل المواصفات التي تؤهلها كي تكون زوجة محبة وحنونة وربة منزل قديرة، وأماً صالحة تربي أولاده، ويوضح «لم يعد هناك امرأة بشعة أو قبيحة بسبب العمليات التجميلية والتقنيات الجديدة والوعي»، غير أن «الذكاء لا يمكن تحصيله أو شراؤه من المحال التجارية»، مضيفاً أن الذكية يمكن أن «تستخدم قدراتها كي تجمّل نفسها وتلفت انتباه الرجل».


ومع تزايد متطلبات الحياة، يرى (س. م) أن المرأة الذكية والمتعلمة هي الزوجة المثالية، ويفسر «يتوجب أن يتعاون الزوجان كي يتمكنا من تأمين حياتهما المشتركة»، لذلك عليها أن تكون متعلمة وقادرة على تحمل مساعدة زوجها، في حين تتلهى الجميلة بشكلها وأناقتها، غير أنه لا يقصد بأن الجميلة غبية أو سطحية، ويوضح «قد تختلف الأولويات بينهما»، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الجميلات دخلن رهان إثبات قدراتهن وجدارتهن لنقض مقولة إنهن يعتمدن على جمالهن فقط. 

 

العيون الواسعة
ويقول (س.ح)، مواطن في الخامسة والعشرين من عمره، إنه يحب المرأة بيضاء اللون وذات الشعر الأسود، «ربما لأن البشرة الغامقة هي التي ظلت منتشرة لعقود طويلة في دول الخليج»، والانسان بطبعه «يحب الاشياء غير المتاحة»، فيما ينجذب (إ. ه) إلى العيون العربية الكبيرة والواسعة التي تمتاز بها المرأة العربية، ويعترف بأن «الخليجية تجيد إبراز جمالها وأنوثتها من خلال عينيها المكحلتين بالكحل العربي»، على الرغم من أنها تضع الخمار على رأسها، كما يشير إلى نتائج دراسات حول أجمل نساء العالم والتي صنفت المرأة السعودية في المرتبة الثالثة، كونها متميزة من حيث الأنوثة والجمال والرقة، ويتفق الشابان على أن الأناقة واللياقة والذوق من اهم معايير الجمال عند المرأة، خصوصاً إذا عرفت كل امرأة إبراز مفاتنها بطريقة محترمة، كما يتفقان على أن العلم أمسى عاملاً أساسياً يؤهلها لتكون عنصراً فاعلاً في المجتمع.

 

تضليل النساء 
لا يحب (ن. ع) النحيفات أو السمينات، بل «يفضلها ممتلئة قليلاً»، لأن الاعتدال هو الحل الأنسب، خصوصاً أن التطرف في النحافة والسمنة يشيران إلى وجود مشكلة مرضية أو نفسية، كما يستخف بالنساء والفتيات اللواتي يحاولن التشبه بعارضات الأزياء والممثلات، ويقول «تلعب وسائل الإعلان والإعلام دوراً في إفساد عقول النساء والتضليل بهن»، موضحاً أن مكامن الجمال موجودة في كل نساء العالم. ولا يخفي إعجابه الشديد بالشقراوات، غير أنه «ليس عنصرياً تجاه السمراوات»، لكنه ينجذب إلى اللون الأشقر، الذي يشبه الذهب و«يلمع من بعيد»، في المقابل يؤكد (ك. أ) أن «ليس كل ما يلمع ذهباً»، فهو يحب الشقراوات والسمراوات بحيث يعتبر المرأة كائناً جميلاً ومثيراً للانتباه، غير أنه يفضل المرأة بيضاء البشرة وذات الشعر الأسود الطويل، لكنه لا ينكر الجاذبية التي تملكها الشقراء، خصوصاً قدرتها على لفت الانتباه، إلا أنه لا يستلطف «الضجة المفرطة التي تثار حولها».  

 

مواصفات الشعوب للجمال   
فضّل العرب القدامى المرأة بيضاء البشرة، ممتلئة الجسم، ذات الشعر الأسود الطويل والعيون المكتحلة والأنف الدقيق، وكذلك الهنود والفرس.


طول القامة والشعر الأشقر هما عنصرا الجمال المفضلان عند الغربيين، على الرغم من إعجابهم بالمرأة السمراء.

 

يحب شعب اليابان المرأة الناعمة والرقيقة قلباً وشكلاً، إذ يعتبرون بيضاء البشرة وذات الأقدام الصغيرة رمزاً للجمال، فيما يكرهون الطويلة.


تقوم «الخطّابة» في الاسكيمو بتقويم جمال المرأة من خلال رائحة جسمها وشعرها، وخصوصاً فمها، لذلك تحرص النساء على التعطر بالزيوت ومضغ الأوراق العشبية المعطرة لرائحة الفم، وكذلك عند الهنود الحمر.

 

العيون الجميلة والجذابة كانت رمز الجمال لدى الفراعنة، لذلك اهتموا بالكحل، كما كانوا أول من استعمل اللبانة لرائحة الفم.

 

تمتاز المرأة الجميلة لدى القبائل الإفريقية بلون بشرتها الأسود القاتم، الذي يشير إلى أصالة عرقها، كما يحبون السمينة والصلعاء.  


الشقراوات يلفتـن الانتباه  
نشرت مجلة «مور» الخاصة بعالم المرأة استطلاعاً شمل 1000 رجل وامرأة، عن الجسد المثالي للمرأة، من وجهة نظر الرجال، وخلصت بأن 56% من الرجال يرون المثالية في الخصر النحيف والأرداف الكبيرة مثل الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسن، في حين اختار 34% منهم الأرداف الكبيرة مثل المغنية بيونسي، فيما  صنف 6% المرأة النحيفة على انها هي صاحبة الجسم المثالي.


من ناحية أخرى، يحتدم الصراع بين السمراوات والشقراوات حول الأجمل والأكثر جاذبية، خصوصاً أن الشقراوات يلفتن الأنظار والانتباه في حين تتربع السمراوات على قائمة الجمال مثل الممثلة أنجلينا جولي وعارضة الأزياء كريستي ترلينجتون وغيرهما.
تويتر