أسرع الطرق للتخلص من الأصدقاء

الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية التي من الممكن أن يحظى بها أحدنا في هذه الحياة, والصديق الحقيقي أخ لك لم تلده أمك, لكن مع ذلك يقول المثل العربي القديم: "احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة"!
طبعاً ليس كل صديق مشروع انقلاب.. وليس كل انقلاب على الأصدقاء مضر.. فلطالما كان التخلص من بعض الأصدقاء حكمة وقرارا سليما.. فهناك الصديق الأحمق الذي قد يردي بك وهو يظن أنه يحسن صنعاً, وهناك الصديق المزعج الذي يضطرك إلى إيجاد الطرق السليمة للتخلص منه دون خسائر, وهناك الصديق الذي تدين له ويدين لك بالكثير لكن صيرورة الحياة تفرض عليك أو عليه اتخاذ قرار يوقف نزيف الصداقة وتعكيرها بهدف أن تبقى تلك الصداقة ذكرى جميلة تفاخر بها على مر الأيام والسنين.
وأهلنا العرب القدماء من أحكم الناس, وأكثرهم علماً بحتمية تغير الأهواء و المصالح بين الأصدقاء, وقد ضربوا لنا الكثير من الأمثلة التي تنفع أن تكون (كتيب إرشادات) لعلاقات الصداقة!
من أهم تلك الحكم قولهم: "إذا أردت أن تتخلص من صديق فأقرضه مالاً" وهم بذلك وضعوا خطة جهنمية لهذا الموضوع, خصوصاً وأنهم كانوا يعيشون في الغالب فقراً يخيّم على أكثرهم بحيث يعجز الصديق المقترض عن سداد ما عليه فيبدأ بالتخفي عن صديقه المقرض, هذا طبعاً إذا لم تنقلب علاقتهما إلى عداء وهو عداء مسبب بلا شك, فأن تكون مديناً لعدوك يعني أنك لن تحرص على سداد الدين لأن الدائن لا يستحق أن تشغل بالك به!
والمال بلا شك من زينة الحياة الدنيا ولذلك كان سبباً أساسياً للاقتتال بين البشر عبر التاريخ وعنه قال حكيم أديب أريب هو "الجاحظ":
اعلم أن تثمير المال آلة للمكارم، وعون على الدين، وتأليف للإخوان، وأن من فقد المال قلت الرغبة إليه والرهبة منه، ومن لم يكن بموضع رغبة ولا رهبة استهان الناس به ، فاجهد جهدك كله في أن تكون القلوب معلقة منك برغبة أو رهبة في دين أو دنيا", ويروى عن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف أنه كان يردد: "يا حبذا المال أصون به عرضي وأتقرب به إلى ربي".
أما الشاعر الحجازي القديم بديوي الوقداني فيقول:
"المال يحيي رجالا لا حياة بها
كالسيل يحيي الهشيم الدمدم البالي"!
وعود على أسرع الطرق للتخلص من الأصدقاء يمكننا أن نتوصل إلى طريقتين رئيسيتين لذلك، أولاهما التي ذكرتها في بداية هذا المقال وهي إقراضهم, والطريقة الأخرى هي الدخول في شراكة مالية معهم, وسنكون حصلنا بذلك على صداقة منتقلة إلى رحمة الله أو عداوة مولودة وفي طور النمو.. هكذا هو الأمر بكل بساطة.
وأنصح من لم يقتنع بذلك بالرجوع إلى كتيب الإرشادات العربي القديم وسيجد الكثير من الحكم والأمثال التي ليس من أهمها قولهم : "تعاشروا كالإخوان وتحاسبوا كالغرباء", وقولهم: " صديقك حين تستغنى كثيراً, وما لك عند فقرك من صديق".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي