الفرق بين الصوم والصيام

الفرق بين الصوم والصيام
الفرق-بين-الصوم-والصيام/

فريضة الصيام

فَرَضَ اللهُ تعالى على كُلِّ مُسلمٍ بالغٍ عاقلٍ،عبادةَ الصيام، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[١] والصيامُ ركنٌ من أركانِ الإسلامِ الخمس، التي بُنيَ الدينُ الإسلاميُّ على إقامتها، ويُعرفُ الصومُ بأنهُ إمساكٌ وامتناعٌ عن المفطراتِ من طعامٍ وشرابٍ من طلوع الفجرِ، إلى وقتِ غُروبِ الشمسِ،[٢] وقد وردَ لفظهُ في القرآنِ الكريمِ، والسنةُ الشريفةِ، مرةً بالصوم، وأخرى بالصيام، وقال بعضهم أن الصوم والصيام مترادفان، أي يدلانِ نفسَ الدلالةِ اللُّغويةِ، ويرى البعض أن هناك فرق بين الصوم والصيام،[٣] وهذا ما سيأتي توضيحهُ في المقال.

الفرق بين الصوم والصيام

يُعدُ الصوم والصيام مصدرانِ لفعْلٍ واحدٍ وهو الفعلُ صَامَ، وقال بعضُ العلماءِ بأنَّ لا فرقَ بينَ الصوم والصيام، ولكن قالَ البعضُ بأن ورودهما في القرآن في لفظينِ مختلفين، فيه دليلٌ على الإختلاف، سيما وأنَّ القاعدةَ البلاغيةَ تقولُ: "بأنَّ كُلُّ زيادةٍ في المبنى زيادةٌ في المعنى"، وعليه وجدت هذهِ الفروق عند البعض، ومنها:[٣]

  • أنَّ الفرق بينَ الصوم والصيام، هو أن الصيام الإمساكُ عن المُفطرات، يصحبهُ وجودُ النيَّة، وهي العبادةُ المفروضةُ على المُسلمين، ودليلُ ذلك قولهُ تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}[١] والصوم، هو الإمساكُ عنها أيضًا وعن الكلام، كما جاء في شرائعِ السابقين، والدليلُ قولهُ تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}[٤] فيرى أصحابُ هذهِ التفرقةِ بأنَّ عدمَ الكلام، هو ما ترتب على نذرِ الصومِ، أي أن صيامهم للنذر، يترتبُ عليه عدم الكلام.
  • أنَّ الفرق بين الصوم والصيام، هو أنَّ كلمةُ الصيام خُصصَ استخدامُها في القرآنِ الكريمِ للعبادةِ، والصوم خُصص استخدامها للصمت، فلا يوجد في القرآن الكريم لفظ الصوم بمعنى العبادة، بل بمعنى الامتناع عن الكلام.
  • أنَّ الفرق بين الصوم والصيام، هو أن لفظ الصيام جاء على صيغةِ مبالغة، التي من معانيها المفاعلة، أي المشاركة، بخلافِ الصوم الذي يُعدُ مصدرًا آخرًا من مصادرِ الفعل صَامَ، فكانَ لفظُ الصيامِ أوسع وأشمل وأعم، فلفظُ الصيام يحملُ معنى المجاهدة والمشاركة، وغير ذلك من الدلالات التي كانت من إحدى أهداف فريضة الصيام.

الحكمة من تشريع الصيام

لما شرعَ الله تعالى الصيام على عبادهِ في شهر رمضان، كان من وراء هذه العبادة، حكمةٌ ومقصد، ولا يقتصرُ ذلك على شعورِ الصائمِ بالجوع والعطش، ومن بعضِ الحكم التي أرادها تعالى بالصيام:[٥]

  • نَيل رضا الله تعالى، والتقرب إليهِ بالعباداتِ والطاعاتِ، حتى يُحقِقَ معنى التقوى الذي يرتَضيه الله تعالى.
  • يستشعر الصائم النعمة والفضل الذي أعطاه الله تعالى إياه، ومنَّ الله تعالى به عليه.
  • شعور الصائم بغيره من الفقراءِ والمساكين، فيولدُ هذا الشعور في المجتمع التعاون والتآلف بين الأفراد، والإحسان إلى بعضهم البعض.
  • يعدُ الصيام كابحًا للشهوةِ، ويساعدُ على تحصينِ النفسِ، وَضبطِها.
  • يُعدُ الصيام عبادةً شاملةً للأخلاقِ الفضيلةِ والحسنةِ، ومنها الصَبر.
  • يُعدُ الصيام صحةً، وراحةً للبدنِ.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 183.
  2. "مختصر في أحكام الصيام (سؤال وجواب)"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليًّا؟ "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  4. سورة مريم، آية: 26.
  5. "الحكمة من تشريع الصيام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرّف.