<img height="1" width="1" border="0" alt="" style="display:none" src="https://www.facebook.com/tr?id=600367750058286&amp;ev=NoScript">

الزَّوجات وخطَّة "جرَّب نار الغيرة"

11 صور

دائماً ما تبدأ قصص الحب برومانسيَّة مشتعلة، بتصرُّفات وأقوال عنوانها التعبير عن المشاعر، والتَّأكيد عليها بكل الطُّرق الممكنة، وما أجمل أن تكون النِّهاية سعيدة بتحقيق حلم العمر وزواج بطلي القصَّة؛ لبدء خطواتهما معاً في درب الحياة، والذي يصاحبه الكثير من المتاهات، ومفترقات الطُّرق من مسؤوليَّات، وظروف، وصعوبات، ومشاكل، وهنا تلجأ بعض السيِّدات للتدخُّل في الوضع، واستثارة حب زوجها واهتمامه بها عن طريق إشعال نار غيرته.


آراء متباينة حول هذه البهارات الزوجيَّة، وتجارب أخرى لخطَّة «جرَّب نار الغيرة» تفاصيلها في هذا التحقيق:

ترى «ثريا الغامدي» عضو مجلس إدارة جمعيَّة النهضة النسائيَّة الخيريَّة، والمفوضة للإشراف على مركز النهضة للتوعية الصحيَّة، أنَّ تعمُّد إثارة غيرة الرَّجل قد تكون شرارة البداية لنار يصعب السيطرة عليها فيما بعد، وزرعاً للظَّن والشَّك في قلب الزَّوج، وهذه مصيبة قد تكون نهايتها دماراً للاستقرار الأسري.

كل زوجين حالة خاصَّة
تقول مصممة الأزياء السعوديَّة «أمينة الجاسم» مالكة دار «بريسم» للأزياء: «أنا مع وضد في الوقت نفسه، من خلال خبرتي وسنوات زواجي الطَّويلة، وأعتقد أنَّ الزَّوجة قد تتعمَّد إشعال غيرة زوجها؛ لإثارة مشاعر حبِّه ولفت انتباهه؛ للاهتمام بها، كالبهارات التي تجدد الحياة الزوجيَّة، فالمرأة بطبعها تحب الرجل ذا الدم «الحامي»، والذي يتدخَّل في حياتها وتصرُّفاتها إلى حدٍّ ما، وهذا يُشعرها باهتمامه ويُسعدها، ولكن أن تتعمَّد هي هذا، فأعتقد أنَّ الأمر ليس سهلاً أبداً، فهذا الأسلوب قد يصل أحياناً لحدِّ خراب البيوت».

العين بالعين
أمَّا «رزان داوود» وهي ربة منزل ومتزوجة منذ أربع سنوات، فكان لها منظور ووجهة نظر مختلفة للأمر، وقالت: ‫«في الواقع، أنا مع إشعال غيرة الزَّوج، وأحياناً يكون هو السبب في ذلك التصرُّف من قِبل الزَّوجة، فعندما يقوم بعمل أو موقف؛ ليجعلها تغار، سواءً كانت تغار بطبعها وهو يعلم، أم قام بذلك بهدف استفزازها لتغار، فأنا مع أن ترد له ذلك بالمثل، وتثير غيرته، ورغم أنني شخصياً لا أحتاج لذلك، ولم أحاول حتى القيام أو التفكير بذلك مع زوجي، فهو من الأساس غيور جداً وعصبيّ بطبعه، وهذه الأمور لا تحتاج إلى تدخَّل مني وإلا فسأشعل الموضوع». ‬‬‬‬
‫ ‬‬‬‬
الغيرة منبه الحب أحياناً!
تقول المدرِّبة الرياضيَّة «رشا يوسف»: «في فترة الخطوبة وبداية الزَّواج، كنت أشعر بأنَّ زوجي يحاول إظهار مشاعره واهتمامه بكل الطُّرق، ولا يترك مناسبة أو موقفاً إلا وكان يغار عليَّ فيه، وبالطَّبع كان هذا الشُّعور يسعدني ويُشعرني بحبه، ولكن بعد فترة من الزَّواج بدأت هذه المشاعر والاهتمام يقل تدريجياً، لذا بدأت أحاول استفزاز مشاعره؛ لأشعر مرة ثانية بحبِّه، والقصَّة لا تتعدَّى كونها إيقاظاً لمشاعره، والتنبيه بأنني أحتاج لاهتمامه والشُّعور بذلك منه».

أسلوب مرفوض
من جهة أخرى سألنا مجموعة من الرجال عن رأيهم حول فكرة أن تتعمد الزوجة إثارة غيرة زوجها عن قصد، وما موقفهم من هذا التصرف، فكانت آراؤهم مختلفة ومتباينة....
مشعل العتر، رئيس تحرير صحيفة «أنت وأنا» الإلكترونية، يقول:«أولاً يعتمد الموضوع على شخصية الزوجة، وبما أنها وصلت إلى هذا التصرف؛ فيعني أنها عديمة الثقة بالنفس، وأيضاً بالشخص المقابل (الزوج)، وعموماً لا يمكن لأنثى عاقلة ناضجة أن تقوم بهذا التصرف؛ لأنها تجهل مدى ردة فعل الزوج».

أما مهندس الديكور محمد كامل فكان رأيه: «طبعاً تعمد القيام بأفعال وتصرفات لإثارة غيرة الزوج مرفوض وغير مقبول تماماً، فالرجل الشرقي بطبيعته وفطرته غيور، وليس بحاجة لتدخل من قبل الزوجة لزيادة الوضع، خاصة وأن الأمور قد تتطور، وأحياناً تنقلب الموازين، فبدلاً من أن تشعل غيرته، ينقلب الأمر إلى شك ومشاكل».

طبيعة الزوج هي الحكم
الكاتب والروائي إبراهيم الصقر يقول: «بالنسبة لتعمد الزوجة إثارة غيرة زوجها، تختلف نتائجه من طبيعة زوج لآخر، بعضهم يعجبه هذا ويستلذ به، والبعض الآخر يكره ذلك، ويثير الشك والمشاكل بينه وبين زوجته، وقد يصل هذا إلى حد الطلاق لا سمح الله».

وتقريباً وافق على هذا الرأي الفنان تومي عمران، الذي قال: «إذا كانت تتعمد إثارة الغيرة بأسلوب راقٍ، وتعتمد على مبدأ المزح والدعابة، فأنا أقبل ذلك، ولكن إذا كانت هذه التصرفات مستمرة ومبالغاً فيها؛ لترى مدى حب زوجها لها فقط، فهذا خطأ؛ لأن تكرار الأمر سيثير المشاكل والشكوك مع الوقت».

سلبية من الزوجة
أخصائية العلاج السلوكي من مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبيبة الدكتورة ندى الأطرش، اعتبرت إثارة غيرة الزوج تصرفاً سلبياً من قبل الزوجة، لا يرتبط لا بعمر معين أو مدة محددة للزواج، وإنما يرجع لشخصية الزوجة، التي تلجأ لهذا الأسلوب، إما لشعورها بإهمال زوجها، وإما لغيابه عنها لفترات طويلة، أو عندما تفتقد الشعور بالثقة بنفسها وعدم الرضا عنها، ولا تدرك أن هذا الأسلوب يؤدي إلى تشويه العلاقة الزوجية وزعزعة الثقة المتبادلة بين الشريكين.

الرأي الاجتماعي
حذَّرت الأخصائية الاجتماعية بجامعة الملك سعود «فاديا العبد الواحد» الزوجة من الإقدام على إثارة غيرة الزَّوج مهما كانت الدواعي والأسباب، مشيرةً إلى أنَّ هذا الوضع غير سليم، وبالتالي فنتيجته ستكون غير سليمة، وقد يؤدِّي إلى مشاكل وخلافات تصل إلى حدِّ الطَّلاق أحياناً؛ ما يؤثِّر على كيان الأسرة بأكملها، خاصَّة أنَّ الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تثير بها غيرة زوجها ستكون مبنيَّة على رجل آخر.