الرجل غير المناسب في المكان الخطأ - د. انتصار الزيود

mainThumb

27-12-2019 09:47 PM

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة))، لعل أبرز ما جاء به هذا الحديث هو التحذير من مغبة تكليف العمل لأفراد مؤهلاتهم مغايرة تماماً لمتطلبات الوظيفة المراد شغلها، وهذا بحد ذاته أكبر معول للهدم وضياع الوقت وتبذير المال وصرفه بشكل عشوائي ، لا سيما أن هناك تراكمات لا يستهان بحجمها من تجاوز شروط الوظائف منذ سنوات أدت إلى حالة من التردي في الأداء وتعطيل المصالح بسبب إشغال أشخاص لا ينتمون إلى طبيعة العمل، بل شتان ما بين مؤهلاتهم ومسمى الوظيفة، فتجد خريج تربية طفل أو فنون يشغل وظيفة في وزارة العمل والأمثلة كثيرة موجودة في مختلف القطاعات وتعدت إلى الوظائف العليا في الدولة.
 
 ولا نستغرب أن تقوم ساعتنا على عجل ويحدث ارتباك لا يمكن إنكاره من تدني لمستوى الخدمات والأداء الوظيفي والنمو في كافة القطاعات بشكل عام، فالمراقب من بعيد يستطيع رصد حجم التخبط والقرارات الخاطئة غير المدروسة لبعض الأمور التنظيمية الهامة، لذلك تتوالى الأخطاء تباعاً ولا ينتبه المراقب لمصدرها، بسبب وجود ثغرات في أساس عملية توزيع الوظائف والمهام برمتها، الكثير منكم شاهد إنجازات هندسية وما هي بهندسية نشاهدها في الطرق أو المنشآت تفتقر للمواصفات الجيدة، والكثير عانى من مشاكل في إنجاز معاملاته بسبب عدم قدرة بعض الموظفين على إنجازها بالطرق الصحيحة فتلجأ إلى بذل جهد مضاعف لإتمامها وكل موظف يرحل المعاملة لآخر لأنه ببساطة لا يعرف المهام الخاصة بوظيفته، وكأننا نطلب من سائق جرار أن يقود مركبة فضائية، ولو أردت طرح الأمثلة لما استوفيتها في هذه المقالة، لهذا باختصار أننا نعاني من سوء في الأداء في كل مكان ولست أبالغ أننا نحتاج إلى حزمة من القرارات المعدلة لنظام الوظائف وخاصة فيما يتعلق بالمهام قبل الحزم التي وعدنا بها لعملية تصويب الأوضاع والإصلاح، نحتاج لبصمة مطابقة لبصمة العمل ونتجاوز فقدان القدرة على الأداء المتمكن لكافة الأعمال المنوطة،ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب لإعادة إنعاش الأداء في كافة الأصعدة، لأن النهضة الحقيقة تبدأ من أول درجات السلم. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد