ما هو الزنا الإلكتروني

ما هو الزنا الإلكتروني


ما-هو-الزنا-الإلكتروني/

ما هو الزنا الإلكتروني؟

لم يجتمع العلماء على تعريف واحد للزنا الإلكتروني، فمنهم من قال إنّه إشباع الغرائز الجنسية من خلال التعري أمام وسائل الاتصال الإلكترونية، وبعضهم من قال هو مشاهدة الإباحيات على الأجهزة الإلكترونية، أو قيل هو التراسل بين رجل وامرأة من خلال وسائل التواصل وما يتبع ذلك من أمور محرمة وشاذة يكون بها إشباع الغريزة الجنسية عند الطرفين أو عند طرف أحدهما من خلال إفراغها بطريقة غير سويّة، ويستند العلماء في إطلاق لفظ الزنا على هذا الفعل على الحديث النبوي الذي يقول: "إنَّ اللهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ".[١][٢]



صور الزنا الإلكتروني

هل يقتصر الزنا الإلكتروني على المحادثات؟


لقد استنبط بعض العلماء صورتين للزنا الإلكتروني ينحصر من خلالهما، وهما:[٣]


  • الصورة الأولى: وهي أشبه بإقامة علاقة محرّمة بين رجل وامرأة من خلال استعمال وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى إشباع الرغبة الجنسية من خلال ممارسة العادة السرية أو غيرها.
  • الصورة الثانية: وهي مشاهدة الأفلام أو الصور الإباحية أو الاستماع إلى مقاطع جنسية صوتية وغيره من المحرمات إلى أن يبلغ الرجل أو المرأة ذروة الانتشاء الجنسي ما يؤدي إلى استعمال العادة السرية لإفراغ الشهوة.



حكم الزنا الإلكتروني

هل يطلق وصف الزنا على من مارس الزنا الإلكتروني؟


إنّ ممارسة الزنا من خلال التواصل الإلكتروني يأخذ حكم الزنا مجازًا لا حقيقة، وذلك لأنّه مقدمة وذريعة للزنا الحقيقي، ففي الحديث في صحيح مسلم: "كُتِبَ علَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُما النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُما الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا البَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذلكَ الفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ"،[٤] فالأنواع المذكورة في الحديث هي من قبيل الزنا المجازي ما لم يدخل الفرج في الفرج فيكون الزنا عندها حقيقيًّا، وأمّا الزنا الإلكتروني فلا شك هو محرّم ولكن لا تصل عقوبته درجة الحقيقي والله أعلم.[٥]



هل الزنا الإلكتروني موجب للحد؟

لقد ذهب الفقهاء إلى أنّ المعصية التي لا حدّ لها فإنّ عقوبتها تكون بالتعزير، والتعزير ينقسم إلى عدة مراتب، هي:[٦]


  • التعزير بالكلام: وهي لمن قد جلّ قدره وارتفع بين الناس.
  • التعزير بالحبس: ويكون الحبس للناس بحسب منازلهم وذنوبهم، فمنهم من يُحبس يومًا ومنهم أكثر من ذلك.
  • التعزير بالنفي: وتفصيله كتفصيل التعزير بالحبس.


  • التعزير بالضرب: وللعلماء فيه عدة أقوال هي:[٦]
    • مقداره تسعة وثلاثون سوطًا: وهو قول الشافعية وجمهور الحنفية وقول عن الإمام أحمد، فلا يصل إلى درجة الضرب بسبب حد من الحدود، والتعزير دون الحد.
    • مقداره غير محدد: وهو قول المالكيّة، وجعلوا ذلك راجع للإمام.
    • مقداره عشر جلدات: وهو قول الحنابلة في المذهب عندهم.



هل ممارسة الجنس الإلكتروني من الكبائر؟

إنّ الكبائر هي الذنوب التي توعّد الله -تعالى- صاحبها في الآخرة، يقول الإمام القرطبي في تعريف الكبائر: "الكبيرة كل ذنب ختمه الله بنار، أو غضب، أو لعنة"، والزنا المجازي ليس هو الذي قد جاء فيه الوعيد، وإنّما هو مقدمة للزنا الحقيقي، ولكن قد يكون في هذا الفعلِ فعلُ شيء من الكبائر كتعرّي المرأة أمام الكاميرا أمام رجل أجنبي، فهنا تكون المرأة قد وقعت في الكبيرة،[٧] وأمّا الرجل فليس في كشف عورته ما يوجب وقوعه في الكبيرة بحسب نصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم إلا إن أصر على فعله فإنّه يتحوّل إلى الكبائر، والله أعلم.[٨]



ما الأسباب التي تدعو إلى ممارسة الزنا الإلكتروني؟

إنّ الزنا الإلكتروني مما أفرزته الحياة الحديثة التي يعيشها الناس، ومن أهم الأسباب التي تدفع الرجل والمرأة إلى فعل ذلك:[٢]


  • حالة الفراغ العاطفي: فحالة عدم الاستقرار أو الفراغ العاطفي الذي يعيشه أحد الجنسين ولا سيّما المرأة منهما فإنّ ذلك قد يدفعهم نحو الانحراف.
  • إجبار المرأة على الزواج: فينتج عن ذلك زواجها بمن لا تحب، فيصبح الزنا الإلكتروني سبيلها لكي تحيا حياتها المنشودة.
  • حالة الغربة والعزلة النفسية: فعندما يشعر المرء -والفتاة بخاصة- بالغربة وعدم القَبول في مجتمعه المحيط فإنّ المحادثة الإلكترونية تصبح الهم والسبيل الأوحد لتفريغ ما يشعر به من حالة الضياع، فتجد الفتاة في أحضان الغرباء الملاذ والحضن الدافئ، وهذا يجرّها إلى استعراض جسدها وغير ذلك أمام الغرباء.


  • سوء التربية: فالتربية الخطأ في المنزل أو في المدرسة أو المجتمع المحيط سيؤدي بالمرء إلى الانحراف.
  • التفكّك الأُسَري: فانفصال الوالدين يؤدي إلى ضياع الرقابة على الأبناء، مما يؤدي إلى دخول رفاق السوء على حياة الأبناء والفتيات.
  • الحالة العمرية الحرجة: غالب من يمارس الزنا الإلكتروني هم من الشباب والفتيات في بداية شبابهم في الأعمار دون العشرين، وهذا العمر يجعل المرء يشعر بالاستهواء تجاه الجنس الآخر.



علاج الزنا الإلكتروني في ظل الشريعة الإسلامية

زنيت عبر الإنترنت: ماذا عليّ أن أفعل؟


لم تترك الشريعة الإسلامية داء نفسيًّا إلّا ووجدت له الدواء الشافي، ومن تلك العلاجات لمسألة الزنا الإلكتروني:[٩]


  • استشعار الرقابة الإلهية: فإذا علم المرء أنّ الله -تعالى- يراه دائمًا فإنّه لا يقدم على ما يغضبه، يقول -تعالى- في سورة الشعراء: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}.[١٠]
  • التوبة: وذلك من خلال الإقلاع التام عن الفعل والبكاء بين يدي الله تعالى، والدعاء والاستغفار وطلب العون والتثبيت من الله تعالى.
  • مجاهدة النفس بالنوافل وقيام الليل ونحوه: وهذا من أسباب محبة الله -تعالى- له، لقوله -تعالى- في الحديث القدسي: "وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ".[١١]


  • ممارسة الرياضة: فمن شأن الرياضة أن تمتصّ الطاقة المخزونة في الإنسان.
  • الزواج المبكر للشاب والفتاة: فتلك الطريقة المثلى لتفريغ الطاقات الجنسية وهو ما أوصى به النبي عليه الصلاة والسلام.
  • الإكثار من الصيام: فالصيام هو الحل والعلاج لمن لم يتمكّن من الزواج.
  • الصحبة الصالحة: غالبًا ما يكون سبب كثير من الآفات الاجتماعية للشباب والفتيات صحبة السوء، فينبغي للأهل مراقبة أصدقاء أبنائهم وتخيّرهم بعناية.



المراجع[+]

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6612، حديث صحيح.
  2. ^ أ ب "الزنا الإلكتروني"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2021. بتصرّف.
  3. نجلاء إبراهيم بركات عبد المجيد، الانحرافات الجنسية عبر الإنترنت، دسوق - مصر:منشورات كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين، صفحة 228 - 229. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2657، حديث صحيح.
  5. "ممارسة الجنس عن طريق الدردشه بالإنترنت - رؤية شرعية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب نَجلاء إبراهيم بركات عبد المَجيد، الانحرافاتث الجنسيّة عبر الإنترنت، دسوق - مصر:منشورات كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين، صفحة 249 - 252. بتصرّف.
  7. "هل ممارسة الجنس عبر الانترنت من الكبائر"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2021. بتصرّف.
  8. "كشف الرجل عورته عمدا من الكبائر أم الصغائر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2021. بتصرّف.
  9. نجلاء إبراهيم بركات عبد المجيد، الانحرافات الجنسية عبر الإنترنت، دسوق - مصر:منشورات كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين، صفحة 253 - 255. بتصرّف.
  10. سورة الشعراء، آية:217 - 219
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، حديث صحيح.