<img height="1" width="1" border="0" alt="" style="display:none" src="https://www.facebook.com/tr?id=600367750058286&amp;ev=NoScript">

حب السيطرة مرض ناتج عن سوء فهم الحياة

حب السيطرة
2 صور

يخطئ بعض البشر في تصنيف العلاقات الإنسانية، وقد يعتقد بعض الأشخاص خطأً بأن الزوج أو الزوجة أو الأبناء هم ملكية خاصة، فيتعاملون بمبدأ السيطرة وكبت الحرية، ويبدو هذا واضحاً في محاولتهم للتقليل من آراء الآخرين واستجوابهم بطريقة مزعجة جداً، ومحاولة تخمين قرارات الآخرين وآرائهم واستنتاج مقاصدهم، كما أن الأشخاص الذين يحبون السيطرة غالباً يكونون سيئين جداً في تلقي الأوامر، ويميلون إلى القيام بالأمور بطريقتهم الخاصة دون الحاجة لآراء الآخرين، وخاصة في العمل، معتقدين أن طريقتهم هي الأفضل دائماً والأسرع والأنجح، كما يعتقدون أن لهم القدرة على أن يكونوا أصحاب مسؤوليات كثيرة وأنهم يستحيل أن يفشلوا؛ لأن لهم قدراتهم وإمكانياتهم، وفي الواقع فإن حب السيطرة وفقاً لما تخبرنا به المدربة إجلال أمين ما هو إلا فهم خاطئ للحياة ينتج عنه هذا الاتجاه والسلوك الخاطئ، فيما يلي فلنتابع هذه النقاط التوضيحية حول ماهية حب السيطرة:

بداية تقول إجلال: علينا أن نفرق بداية بين المسؤولية والسيطرة، حيث أن المسؤولية لا تعني السيطرة، فالله خلقنا أحراراً نملك زمام أنفسنا، ولم يخلقنا عبيداً لأحد، وفي الآخرة سوف يحاسب كل فرد عن أفعاله، ولو علم كل إنسان هذا الحق لما تجاوز ولا تهاون في حقوق من هم أمانة عنده، فالزوج أمانة لابد من الحفاظ عليه في شرفه وعرضه وبيته وممتلكاته وصحته وراحته، والزوجة أمانة في كرامتها وأمنها وأمانها وتكاليف معيشتها وراحتها وصحتها، فلا ملكية لأحد على الآخر، بل معاملة مودة ورحمة وسكن كما أمر رب العالمين ومسؤولية محددة بالحقوق والواجبات.

وكذلك الأبناء أمانة في تربيتهم وتنشئتهم على القيم والأخلاق الدينية، والآباء مكلفون ومحاسبون على التقصير في حق أولادهم، وبالتالي لهم حقوق الرعاية والحنان من أولادهم عند الكبر، ولكنهم في النهاية أحرار في اختيارهم لحياتهم ومجالهم المهني وطريقة معيشتهم طالما لم تخرج عن حدود العرف، فالمسؤولية لا تعني السيطرة وكبت الحرية والتصرف نيابة عنهم أو إجبارهم على التصرف بصورة معينة.

• التأثير السلبي لمشاعر السيطرة
وعن التأثير السلبي لمشاعر السيطرة التي يمتلكها البعض تقول أمين: أما من يصر على التعامل بمنطق الامتلاك، ويصر على أن يكون الآمر الناهي ولا يعطي لمن هم في أمانته الحرية، فإنه بذلك يتصرف بعكس قوانين الحياة التي شرعها الله حين جعل كلاً منا مسؤولاً عن نفسه، فالمسيطر نفسه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، وطاقة السيطرة النابعة منه سوف تعود عليه بطاقة عكسية تضره، بمعنى أن يجد مديره في العمل يتعامل معه بنفس مبدأ السيطرة، فيعود يشكو من أنه لا يستطيع تحمل هذا الاختناق، ولا يلقي بالاً لمن هو خانقهم بسيطرته، فهذه المشاعر المسيطرة المستبدة لابد أن ترتد على صاحبها بالسلب.

• التعامل الأمثل مع المسيطرين
يكون التعامل الأمثل مع الشخص المسيطر برفضك الانجرار وراء الشروط التي يفرضها، ويمكنك القيام بذلك عن طريق مواجهة ذلك السلوك بحوار حذر أو الحدّ من ردود الفعل المتوقعة، وأفضل قرار تتخذينه هو صرفه عن ذهنك، ومحاولة التحرر من سيطرته العاطفية على أفكارك ومشاعرك، ثم تستطيعين مواجهته وإقناعه بالكف عن السيطرة على أفعالك.