هذه حيل المنحرفين للإيقاع بالمطلقات!
يستهدف صنف من الرجال، النساء المطلقات، ويضعونهن نصب أعينهم للإيقاع بهن، واستدراجهن للرذيلة، باستعمال حيل شيطانية، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وداخل المجموعات المغلقة.
منشورات للتعرف على المطلقات
داخل مجموعة خاصة بشؤون الأسرة، لا حديث للأعضاء والعضوات إلا عن الطلاق، لكن ما يلفت الانتباه أكثر ليس كثرة الحالات وإنما منشورات بعينها تحاكي مشاعر المطلقة وتخرجها من جحرها وصمتها..
“لماذا تذرفين الدموع بعد الطلاق مع أنك أنت من طلبته؟” سؤال تقول أمال بأنها صادفته مئات المرات أمامها، ولأنها مطلقة أجابت عليه دون أن تنتبه بأن نفس الشخص من يطرحه منذ أزيد من عام!
تضيف أمال: “كتبت لأني لم أجد الاهتمام والحب” فجاء الرد سريعا من صاحب المنشور: “تعالي للخاص” ولا داعي لأن أحدثكم عن الرسائل التي أصبحت تصلني بعد أن تكلمت معه قليلا عن ظروفي”.
من جانبها تقول سمية بأن نفس الشخص راسلها وعرض عليها التعارف الجاد قصد الزواج ولما ارتاحت له وفتحت قلبها وعاشت معه الوهم بكل تفاصيله بدأ يعرض عليها اللقاء في شقته، ويغمرها بالكلام المعسول حتى كادت تقع في شباكه لولا أن نبهتها إحدى صديقاتها لحيلته.
وحيد وأبحث عن أم لأولادي!
في ذات السياق، تقول أنفال إن “بعض المنحرفين وأشباه الرجال يختلقون قصصا وهمية لاستعطاف النساء، ويستغلون الظروف الخاصة كالطلاق لاستدراج البعض إلى الشقق الفارغة والزوايا الخالية”.
وتضيف أنفال: “تجدين مثلا أحد المنحرفين يضع صورة رجل مع طفلة يعانقها ويقول ماتت أمها وتركتنا وأنا أبحث لها عن أم، لا بأس أن تكون مطلقة أو أرملة ولما يجد الاستجابة يبدأ في توزيع الرسائل الغرامية على الخاص ويطلب تشغيل الكاميرا وهكذا حتى تجد المطلقة نفسها قد انحرفت”.
وفي الواقع ما يندى له الجبين
وبعيدا عن المواقع تقول شيماء بأن “الواقع بات لا يرحم المطلقة لأنها مستهدفة.. أصبح المنحرفون يستدرجونها كالنعجة العمياء إلى حتفها وهي تضحك”.
وتضيف شيماء: “صديقتي مطلقة وتخفي ذلك في مكان العمل كي لا يستغلون ظروفها، فبعض الرجال من ذوي النفوذ يبحثون عن المطلقات ويصطادونهن بالمال كي يستمتعوا بهن لفترة وجيزة تحت مسمى الزواج العرفي”.
وتشاطرها آسيا الرأي بالقول: “يصورون للمطلقة الحياة إلى جانبهم على أنها جنة ويجودون عليها بأغلى الهدايا ويشحنونها بالكلام المعسول ولما تلين يستغلونها ثم يرمونها رمية الكلاب”.
الأخصائية النفسية أمينة عطاء الله:
احتواء المطلقة مسؤولية العائلة والأصدقاء
تقول الأخصائية النفسية عطاء الله أمينة لجواهر الشروق أن “حلم الزواج وتكوين أي أسرة قيمة نفسية وطموح فطري لكل الناس، خاصة المرأة التي تراه طريقا لاحتضان وتحقيق حلمها اللاشعوري في أن تكون أما”.
وتضيف: “تجربة الانفصال مؤلمة نفسيا للمرأة التي تحس أنها فاشلة أو غير مرغوب بها.. هذه التجربة تشكل صدمة لها قد تتركها في حاجة إلى الاحتضان والاحتواء ولوجود شخص يحبها ويراها رائعة والأهم مهمة له ومرغوب بها، هذه الحالة للأسف قد تجعل المطلقة تتسرع في الحصول على شريك آخر”.
في ذات السياق تؤكد الأخصائية أن “المرأة بعد تجربة الانفصال تسعى إلى الاهتمام أكثر بجمالها و حياتها لكي تثبت للناس أنها لم تخسر وليست فاشلة وأن شريكها الذي تخلى عنها هو الخاسر الأكبر، وهذا ما يجعلها تقع في فخ الشباب المنحرف الذي يرى منها مطمعا كبيرا لتلبية رغباته المنحرفة مستغلا إحساسها بالوحدة والعجز، فنجده يظهر الاحتواء والاهتمام ويغرقها في الكلام المعسول مما يجعلها ترى فيه الملاذ والشخص المناسب لتحقيق ذاتها وجبر انكسارها”.
ولاحتواء الوضع وعدم وقوع المطلقة في فخ هؤلاء ترى عطاء الله أنه “لا بد من دعم العائلة والأصدقاء لها وحمايتها، ليس بحبسها وإعاقتها وتذكيرها بتفكير المجتمع الخاطئ عنها، بل باحتوائها وإظهار الحب لها والاهتمام بها للبداية من جديد، بعيدا عن التفكير في إعادة الزواج خاصة في المرحلة الأولى التي تكون فيها مشتتة التفكير”.
وتضيف: “لا بد من دعمها للاتجاه إلى تحقيق ذاتها وإبراز أهميتها والثقة بها، وهذا من شأنه أن ينقص إحساسها بالعجز والوحدة ويجعلها تنطلق لبناء حياة جديدة لأجلها وليس لكسر نظرة الناس عنها”.