المرأة تحب الرجل الذي لا ينكسر أمام رغباته وعواطفه

تدّعي معظم السيدات أنهن يفضلن الرجل الحساس والرومانسي، الذي يجيد إدارة العلاقات العاطفية والتعامل معهن بصورة تليق بأنوثتهن، ورغم ذلك تقع المرأة عادة في حب الرجل السيء أو الشرير، الذي يتمرد على من هم حوله، ويُوصف بالمتكبر النرجسي الذي لا يقترب من إقامة العلاقات العاطفية، حيث يراها من أكثر الأشياء تحكما به وبتفكيره، فهو من الرجال الذين يقدرون المرأة ويتعلقون بها كثيرا، ويدركون نتيجة الالتزام بمثل هذه العلاقات ويوازنون بينها وبين قدراتهم.
الأحد 2016/05/29
الزوج المسيطر يشعر الزوجة بأنوثتها

تكمن داخل المرأة عدة أسباب تدفعها إلى حب الرجل السيء أو الشرير، وفقا لدراسة الباحثين في كلية هارت بيوري ببريطانيا، حيث قالت إن المرأة تجيد التعامل مع الرجل النرجسي المغرور، حيث يشعرها بوجودها في حياته وبحيوية العلاقة بينهما، رغم تسببه في حدوث مشاكل كثيرة بسبب طبيعته هذه، لكنه يقيم للعلاقة وزنا باختلافه عن الآخرين بنظر المرأة، بالإضافة إلى أن المرأة تحب معايشة الخطر في التعرف على الرجال السيئين، لذلك تفضل إقامة علاقة مع أحدهم، حيث يجدد ذلك الأمر لها طاقتها العاطفية بين الحين والآخر.

وفي هذا الشأن، تؤكد عبير المصري، استشارية الطب النفسي، أن الدراسة البريطانية التي أجريت بكلية هارت بيوري، اعتمدت على طرح عدد من السيدات بين عمر 18 و24 عاما، ومع مراقبة تعاملاتهن مع مختلف أنواع الرجال، تبين أن معظمهن يميل للرجال السيئين، الذين يتمتعون ببعض الصفات الغريبة، التي تمنحهم صفة التميز والتفرد، مثل مقاومته رغباته العاطفية التي تلح عليه دائما، حيث تحب المرأة التعامل مع الرجل المغرور، الذي لا ينكسر أمام رغباته وعواطفه، وهي ترى في ذلك فرصة للترويض وبحكم حبها لها تجمح نحوه لتحقق رغبتها، لكي تشعر بفرحة الفوز به وتغييره إذا استسلم لها ووقع في حبّها، وكونه مقاوما سيخلق ذلك من علاقتهما حياة متجددة دائما بعد الزواج.

وتضيف المصري قائلة "إن الدافع الأقوى لانجذاب المرأة نحو الرجل السيء أو الشرير، هو تيقّنها بأن هذا النوع صعب المنال ودائم التمرد على الواقع، ولا بد من العراك للحصول عليه، حيث يمنح هذا الشعور أهمية للعلاقة ويجعلها أكثر أهمية أمام ذاتها والآخرين، ويشعل داخلها روح التحدي من خلال استفزاز مشاعرها، ممّا يدفعها إلى إجراء محاولات أكثر لنيل إعجابه ورضائه من جهة، ويطّلع هو على مدى قدرتها على تحملها له من جهة أخرى".

من جانبه، يشير عزيز الغمري، استشاري الطب النفسي، إلى أن عدم تغير طبيعة الرجل السيء وتحوله إلى شخص آخر تبعا لتعرضه إلى ظروف قاسية، تجعل من المرأة خاتما في إصبعه، حيث أنها تحب ذلك، فهي ترى أنه لن يتركها مهما فعلت في حال فوزها به، ومن ثم يتعزز لديها الشعور بالأمان والاطمئنان، وهو يدرك ذلك جيدا فيحافظ على صفاته السيئة حتى يتملّك من قلبها ويتأكد من قبولها له كما هو.

المرأة تحب معايشة الخطر في التعرف على الرجال السيئين، لذلك تفضل إقامة علاقة مع أحدهم، حيث يجدد ذلك الأمر لها طاقتها العاطفية بين الحين والآخر

وعن ثقة الرجل بذاته، يضيف الغمري قائلا "الرجال السيئون عادة ما يكونون أصحاب ثقة لا تتزعزع، وهو ما يجعل المرأة تندفع خلف مشاعرها نحوهم، فهم لا يتحركون، وإن حدثت أشياء غاضبة لهم، لا يظهرون عصبيّتهم أمام الآخرين بل يتمالكون لحين الانتهاء من الموقف، كما أنهم لا يتركون حقوقهم تضيع، لأن ثقتهم بقدراتهم العقلية تمنحهم القدرة على الانتصار دوما، أي أنهم يستغلون ما يمكنهم فعله من أجل الحصول على مبتغاهم".

كما يؤكد الغمري على تمتع الرجال السيئين بصفة العناد وعدم الاستماع إلى نصائح الآخرين، وهو ما تتمناه معظم السيدات في الرجال، لأن المرأة تراه قوة شخصية وعدم استسلام، وتفسره بأنه قدرة على الاستقلالية الذاتية، التي تؤهله إلى تكوين أسرة مميزة لا تحتاج إلى من يدعمها من الأهل والأصدقاء، لذلك تجد فيه الزوج المناسب.

أما الصفات الأخرى التي تكمن في الرجل السيء، فيقول عنها رمزي العليمي، استشاري الطب النفسي، ومن أبرزها قدرته على السيطرة وفهمه الجيد للأمور، هي من أكثر الصفات جذبا للمرأة، فهي تنظر إلى الرجل المسيطر على أنه يجسد شخصية "سي السيد" أي يمكنها الاحتماء به وقت احتياجها له، كما أن ذلك يشعرها بأنوثتها، لأن الرجال المسيطرين يجسدون عمليا صفة القوامة أو الشهامة، وهذا ما تراه المرأة بعين ثاقبة وتخطط للفوز به.

ويشدد العليمي على أن المرأة تنجذب دوما نحو الرجل الذي لا ينتظرها، فهو يثير لديها الرغبة في التعرف على الأسباب التي لا تدفعه للحديث معها أو التقرّب منها، ومن ثم تنشغل طيلة الوقت بكيفية الحصول على رضائه، مؤكدة أن الرجل يلجأ إلى هذه الصفة في حالة إعجابه بامرأة، كما يعاملها بثقة تعلو فوق ثقته بذاته، إرضاء لرغبته الداخلية وإثارة لفضولها نحو التعرف على شخصيته، ويهدف منها إلى التعرف على قدراتها في إقناعه بذاتها، رغم إدراكه لهذا جيدا.

وعن الجرأة يوضح العليمي قائلا "إن الرجل أكثر صراحة من المرأة، لا سيما الرجل الشرير أو السيء، وهذا ما يرغب به معظم السيدات، فهو يستطيع البوح بما في داخله وإن كان جارحا للآخرين، فإن لم يكن راغبا في إقامة علاقة عاطفية مع امرأة يقول ذلك صراحة، وهذا يعدّ من الأمور الجاذبة للسيدات، بالإضافة إلى أنه يعرف جيدا طريقه إلى مشاعر المرأة ويتعامل مع ذلك بذكاء بل وبدهاء، على عكس الرجال الجيدين، الذين يحاولون التعامل مع المرأة بما يجرح مشاعرها كثيرا".

21