UNICEF/Kambler
© الصورة

مرض الانسداد الرئوي المزمن

16 آذار/مارس 2023

حقائق أساسية

  • مرض الانسداد الرئوي المزمن هو السبب الرئيسي الثالث للوفاة في جميع أنحاء العالم، إذ تسبب في وفاة 3,23 مليون شخصًا في عام 2019.
  • يحدث ما يقرب من 90٪ من وفيات مرض الانسداد الرئوي المزمن بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 70 عامًا في البلدان المنخفضة وتلك المتوسطة الدخل.
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن هو السبب الرئيسي السابع في تدهور الصحة في جميع أنحاء العالم (يقاس بسنوات العمر المعدلة باحتساب مدد العجز).
  • أكثر من 70٪ من حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن في البلدان المرتفعة الدخل تُعزى إلى تدخين التبغ. في حين تصل هذه النسبة إلى 30-40٪ في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، ويعد تلوث الهواء في المنازل عامل خطر رئيسي في الإصابة بالمرض.

 

لمحة عامة

مرض الانسداد الرئوي المزمن هو مرض رئوي شائع يتسبب في نقصٍ في تدفق الهواء ومشكلات في التنفس. ويطلق عليه أحيانًا انتفاخ الرئة أو التهاب الشعب الهوائية المزمن.

ويمكن أن يؤدي مرض الانسداد الرئوي المزمن في الأشخاص المصابين به إلى تلف الرئتين أو انسدادهما بالبلغم. وتشمل الأعراض السعال، المصحوب أحيانًا ببلغم، وصعوبة في التنفس، وصفير وتعب.

ويعد التدخين وتلوث الهواء السببين الأكثر شيوعًا لمرض الانسداد الرئوي المزمن. والأشخاص المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية أخرى.

ولا يمكن التعافي من مرض الانسداد الرئوي المزمن، ولكن يمكن أن تتحسن الأعراض إذا تجنب المرء التدخين، والتعرض لتلوث الهواء، وحصل على اللقاحات اللازمة لمنع العدوى. ويمكن أيضًا علاجه بالأدوية والأكسجين وإعادة التأهيل الرئوي.

الأعراض

والأعراض الأكثر شيوعًا لمرض الانسداد الرئوي المزمن هي صعوبة التنفس والسعال المزمن (مصحوبًا في بعض الأحيان بالبلغم) والشعور بالتعب.

ويمكن أن تسوء أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن سريعًا، في نوبات هيجان مفاجئة عادة ما تستمر لبضعة أيام وغالبًا ما تتطلب أدوية إضافية.

والأشخاص المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية أخرى منها:

  • التهابات الرئة، مثل الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي
  • سرطان الرئة
  • مشكلات قلبية
  • ضعف العضلات وهشاشة العظام
  • الاكتئاب والقلق.

وتحدث الأعراض الشائعة لمرض الانسداد الرئوي المزمن من منتصف العمر فصاعدًا. ومع تطور مرض الانسداد الرئوي المزمن، يجد الناس صعوبة أكبر في تأدية أنشطتهم اليومية العادية، غالبًا بسبب ضيق التنفس. وقد يتسبب في عبء مالي كبير بسبب انخفاض الانتاجية في مكان العمل والمنزل، فضلاً عن تكاليف العلاج الطبي.

ويطلق على هذا المرض أحيانًا انتفاخ الرئة أو التهاب الشعب الهوائية المزمن. ويشير انتفاخ الرئة عادة إلى تلف الأكياس الهوائية الصغيرة في نهاية الشعب الهوائية في الرئتين. ويتسبب التهاب الشعب الهوائية المزمن في سعال مزمن مصحوبًا ببلغم ناتج عن التهاب الشعب الهوائية. ومرض الانسداد الرئوي المزمن له نفس الأعراض المعروفة في الربو (السعال والصفير وصعوبة التنفس) وقد يصاب الشخص بالمرضِيْن معًا.

الأسباب

ثمة عمليات عديدة يمكن أن تؤدي إلى ضيق الشعب الهوائية والإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن. فقد يكون هناك تلف في أجزاء من الرئة، ويمكن أن يؤدي وجود مخاط إلى انسداد الشعب الهوائية، فضلاً عن وجود التهاب وتورم في بطانة مجرى الهواء.

ويتطور مرض الانسداد الرئوي المزمن تدريجيًا بمرور الوقت، وغالبًا ما ينتج عن مجموعة من عوامل الخطر:

  • التعرض للتبغ بالتدخين الإيجابي أو التدخين السلبي بالتعرض غير المباشر لدخان التدخين؛
  • التعرض للغبار أو الأبخرة أو المواد الكيميائية في مكان العمل؛
  • تلوث الهواء الداخلي: كثيرًا ما يستخدم وقود الكتلة الحيوية (الخشب، روث الحيوانات، بقايا المحاصيل) أو الفحم للطهي والتدفئة في البلدان المنخفضة وتلك المتوسطة الدخل ذات المستويات العالية من التعرض للدخان؛
  • الحوادث التي تقع في الحياة المبكرة مثل ضعف النمو في الرحم، والولادة المبكرة، والتهابات الجهاز التنفسي المتكررة أو الشديدة في مرحلة الطفولة التي تمنع نمو الرئة النمو الأمثل؛
  • الربو في مرحلة الطفولة؛
  • الإصابة بحالة وراثية نادرة تسمى عوز ألفا-1 المضاد للتريبسين، والتي يمكن أن تسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن في سن مبكرة.

يجب الاشتباه في مرض الانسداد الرئوي المزمن إذا كان لدى الشخص أعراض نموذجية، وتم تأكيد التشخيص من خلال اختبار التنفس المسمى قياس التنفس، والذي يقيس كيفية عمل الرئتين. وفي البلدان المنخفضة وتلك المتوسطة الدخل، غالبًا ما يكون قياس التنفس غير متاح وبالتالي قد يتعذر التشخيص.

العلاج

لا يمكن التعافي من مرض الانسداد الرئوي، ولكن يمكن أن يتحسن من خلال عدم التدخين وتجنب الهواء الملوث والحصول على اللقاحات. ويمكن أيضًا علاجه بالأدوية والأكسجين وإعادة التأهيل الرئوي.

وهناك العديد من العلاجات المتاحة لمرض الانسداد الرئوي المزمن.

وأهم العلاجات هي الأدوية المستنشقة التي تفتح الشعب الهوائية وتقلل تورمها.

وتعد أجهزة الاستنشاق الموسِّعة للقصبات الهوائية أهم الأدوية لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن، ومساعدة الشعب الهوائية على الارتخاء لإبقائها مفتوحة.

وتبدأ موسِّعات الشعب الهوائية القصيرة المفعول في العمل في غضون ثوان ويمكن أن يستمر مفعولها لمدة 4-6 ساعات. وغالبًا ما تستخدم هذه أثناء نوبات الهيجان المفاجئة.

وتستغرق موسِّعات الشعب الهوائية الطويلة المفعول وقتًا أطول لبدء العمل ولكنها تدوم لفترة أطول. وتؤخذ هذه يوميًا ويمكن استخدامها جنبًا إلى جنب مع الستيرويدات المستنشَّقة.

ويمكن أيضا استخدام علاجات أخرى:

  • غالبًا ما تستخدم أقراص الستيرويد والمضادات الحيوية لعلاج نوبات الهيجان المفاجئة.
  • يستخدم الأكسجين للأشخاص الذين ظلوا يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن لفترة طويلة أو يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن الحاد.
  • تشمل إعادة التأهيل الرئوي تعلُّم تمارين لتحسين تنفسك وقدرتك على ممارسة الرياضة.
  • قد تحسِّن الجراحة الأعراض لدى بعض الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن الحاد.

وتفتح بعضُ أجهزة الاستنشاق الشعب الهوائية ويمكن إعطاؤها بانتظام لمنع الأعراض أو تقليلها، ولتخفيف الأعراض أثناء نوبات الهيجان المفاجية الحادة. وتعطى الكورتيكوستيرويدات المستنشقة في بعض الأحيان جنبًا إلى جنب مع تلك الأجهزة لتخفيف الالتهاب في الرئتين.

ويجب أن تؤخذ أجهزة الاستنشاق باستخدام التقنية الصحيحة، وفي بعض الحالات مع جهاز فاصل للمساعدة على توصيل الدواء إلى الشعب الهوائية بشكل أكثر فعالية. وفي البلدان المنخفضة الدخل وتلك البلدان المتوسطة الدخل يتعذر الوصول إلى أجهزة الاستنشاق؛ وفي عام 2021، كانت أجهزة استنشاق السالبوتامول متاحة بشكل عام في مرافق الرعاية الصحية الأولية العامة في نصف البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.

وغالبًا ما تحدث النوبات بسبب التهاب الجهاز التنفسي، ويمكن إعطاء الأشخاص مضادًا حيويًا أو أقراص ستيرويد بالإضافة إلى العلاج المستنشق أو البخاخات حسب الحاجة.

التعايش مع مرض الانسداد الرئوي المزمن

يمكن أن يساعد التغيير في نمط الحياة على تحسين أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن.

الإقلاع عن التدخين أو استخدام أدوات التدخين الأخرى. وهذا هو أهم إجراء يمكن اتخاذه. وحتى لو كنت تدخن لسنوات عديدة، فإن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعدك.

تجنب التدخين غير المباشر أو الدخان الناتج عن مواقد الطهي الداخلية.

حافظ على نشاطك البدني.

احم نفسك من التهابات الرئة:

  • احصل على اللقاح المضاد للإنفلونزا كل عام.
  • احصل على القاح المضاد للالتهاب الرئوي.
  • احصل على جميع لقاحات كوفيد-19 المتاحة وتأكد من حصولك على أحدث الجرعات المعززة.

يجب تزويد الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن بمعلومات عن حالتهم وعلاجهم ورعاية أنفسهم لمساعدتهم على البقاء نشيطين وصحيين قدر الإمكان.

استجابة منظمة الصحة العالمية

أُدرج مرض الانسداد الرئوي المزمن في خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

وتتخذ منظمة الصحة العالمية إجراءات لتوسيع نطاق تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن وعلاجه بطرق عديدة.

ووضعت مجموعة التدخلات الأساسية للأمراض غير السارية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للمساعدة على تحسين تدابير علاج الأمراض غير السارية في مرافق الرعاية الصحية الأولية في البيئات المنخفضة الموارد. وتشمل مجموعة التدخلات بروتوكولات لتقييم أمراض الجهاز التنفسي المزمنة (الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن) وتشخيصها واتخاذ تدابير علاجها، ووحدات إرشادية بشأن نمط الحياة الصحي، بما في ذلك الإقلاع عن التبغ والرعاية الذاتية.

ويعد برنامج إعادة التأهيل لعام 2030 نهجًا استراتيجيًا جديدًا لتحديد أولويات خدمات إعادة التأهيل وتعزيزها في النظم الصحية. ويندرج برنامج إعادة التأهيل الرئوي لمرض الانسداد الرئوي المزمن في مجموعة التدخلات الخاصة بإعادة التأهيل، التي يجري إعدادها حاليًا ضمن مبادرة منظمة الصحة العالمية هذه.

ومن المهم تقليل التعرض لدخان التبغ للوقاية الأولية من مرض الانسداد الرئوي المزمن وبوصفه أحد تدابير علاج المرض. وتمكن الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ من إحراز تقدم في هذا المجال، شأنها في ذلك شأن مبادرات منظمة الصحة العالمية مثل مبادرة MPOWER ومبادرة "الإقلاع عن التدخين".

وتشمل أنشطة الوقاية الأخرى مجموعة أدوات منظمة الصحة العالمية لحلول الطاقة المنزلية النظيفة ((CHEST لتعزيز التدخلات النظيفة والآمنة في المنزل وتسهيل تصميم السياسات التي تشجع على اعتماد الطاقة المنزلية النظيفة في المستويات المحلية والبرنامجية والوطنية.

ويساهم التحالف العالمي لمكافحة الأمراض التنفسية المزمنة (GARD) في عمل المنظمة الرامي إلى الوقاية من الأمراض التنفسية المزمنة ومكافحتها. وهذا التحالف هو تحالف طوعي للمنظمات والوكالات الوطنية والدولية من العديد من البلدان الملتزمة برؤية تستهدف بلوغ عالم يتنفس فيه جميع الناس دون اختناق.