تنزيل المقال تنزيل المقال

هل يصفك عادةً الأهل والأصدقاء بأنك "صاخب" أو "مزعج" أو "ثرثار"؟ هل تشعر أنك تتحدث كثيرًا إلى درجة أنك لا تستطيع الإصغاء إلى مشاعر الآخرين وأفكارهم؟ إذا كنت تعاني من تلك المشكلة، فهل فكرت في أن تصبح شخصًا أكثر هدوءً؟ فربما صنع ذلك فارقًا ملحوظًا في علاقاتك عندما تصبح أكثر تفهمًا للآخرين، وسيشعر أهلك وأصدقائك بأنك تحترمهم أكثر، ولن ينظروا إليك ويقولوا لأنفسهم "ليته يخرس قليلًا!" يمكنك في البداية أن تنتقي المواقف التي تريد أن تصبح فيها أكثر هدوءًا، وسيصبح الأمر مع الوقت جزءًا طبيعيًا من شخصيتك. لكن الأمر يجب أن يكون - مثل أي محاولة لتغيير الشخصية - تدريجيًا. فإذا حدث وتم الانتقال من الشخصية الصاخبة إلى الشخصية الهادئة بصورة فجائية، فسيظن الناس أنك تعاني من خطب ما. أخبرهم ببساطة أنك تحاول أن تصبح أكثر هدوءًا ودعهم يعاينون ويقدِّرون تطورك. إذا كنت تعتقد صدقًا أن هذا بالضبط هو ما تحتاجه، فتابع قراءة المقال.

جزء 1
جزء 1 من 3:

تبني الهدوء في السلوك

تنزيل المقال
  1. فالأشخاص الهادئون يميلون إلى التصرف بشكل أقل عفوية، وإلى دراسة قراراتهم من مختلَف الزوايا قبل اتخاذها. فهم يتحركون دائمًا بخطوات مدروسة ولا يتورطون بسهولة في المواقف الفجائية. وهم باستمرار في حالة من الترقب والتفكير في الخطوة التالية.[١] قبل اتخاذ الفعل، حاول دائمًا أن تفكر في العواقب.
    • الأشخاص الهادئون يحرصون على البقاء خارج المجموعات. فإذا صدرت ضجة وهرع الجميع إلى النوافذ ليستطلعوا الأمر، فالشخص الهادئ سيأخذ وقته أولًا في التفكير إن كان الأمر يستحق أن يتقدم. فالهادئون لا يتأثرون بنفس الكيفية التي يتأثر بها الصاخبون.
  2. الاقتراب من الشخص الهادئ أسهل كثيرًا من الاقتراب من الصاخبين أو الهجوميين. فالشخص الهادئ عادة ما يستخدم لغة جسد بسيطة وتعبيرات محايدة، ولا يميل كثيرًا إلى التعبيرات الدرامية. ولهذا يعتقد الناس في العادة أن الشخص الهادئ أكثر لطفًا من الشخص الصاخب، بالرغم من أن الأمر ليس دائمًا هكذا.
    • لتظل منفتحًا وودودًا، أبقِ رأسك عاليًا، واجعل بصرك يدور فيما حولك. حافظ على وضعية جلوس أو وقوف مريحة وغير متكلفة، كأنك تجلس وحدك في غرفة انتظار خالية. أمضِ بعض اللحظات في تأمل ما لم تكن تستطيع رؤيته إذا كنت منشغلًا بالدردشة مع من بجانبك.
  3. تحلَّ بالصبر والرزانة. عند التواجد بصحبة شخص هادئ، ستلاحظ أن لديه تأثيرًا ملطفًا على الأجواء، مما يساعد مَن حوله على الاستقرار والتفكير بشكل أكثر وضوحًا. فلماذا لا تكون أنت هذا الشخص؟ عندما يفقد الجميع زمام أمورهم، كن أنت صوت العقل. وعندما تفتح فمك أخيرًا لتتكلم - وسيكون ذلك حدثًا نادرًا - فسينصت الجميع تلقائيًا.
    • سوف يمنحك ذلك الكثير من السلطة، وسيحولك إلى قائد كُفء صموت. فعندما يلاحظ من حولك أنك هادئ ومتمالك لأعصابك دائمًا، وتتحدث باقتضاب وفعالية، سوف يشعرون بميل طبيعي لاتباعك.
  4. الأشخاص الهادئون بارعون عادة في المواقف التي تتطلب اكتساب ثقة الآخرين. فالصاخبون يبدون في الكثير من الأحيان على شيء من الرعونة والمزاجية والأنانية. اكشف عن شخصيتك الجديدة ودعها تتولى الزمام. وربما اكتشفت أن كل الناس - بمنتهى السرعة - قد صاروا يلجأون إليك أنت.
جزء 2
جزء 2 من 3:

تبني الهدوء في الحديث

تنزيل المقال
  1. الأشخاص الهادئون يميلون إلى عدم الظهور في واجهة النقاش، لكنهم يعودون للمشهد بقوة دائمًا. فالدردشة تبقى سطحية حتى تشعلها ملاحظات أحد أولئك الهادئين. لذا قبل أن تخوض في الحديث، تأكد أن إضافتك ستكون صائبة وسديدة.
    • إذا كنت طرفًا في محادثة ما، فاتفق مع نفسك على أن ثلاثة أشخاص آخرين (أو أي عدد غيره) يجب أن يتحدثوا قبل أن يعود الدور إليك في الحديث. سيساعدك ذلك على استبعاد الكلام الفارغ وإبقاء ما هو مهم.[٢]
    نصيحة الخبراء
    Klare Heston, LCSW

    Klare Heston, LCSW

    أخصائية اجتماعية طبية
    كلاري هيستون أخصائية اجتماعية طبية مرخصة ومستقلة تعمل في ولاية أوهايو الأمريكية. حصلت على ماجستير الخدمة الاجتماعية من جامعة فيرجينيا كومونويلث عام 1983.
    Klare Heston, LCSW
    Klare Heston, LCSW
    أخصائية اجتماعية طبية

    يمكن أن يكون لكلماتك تأثير كبير عندما تختارها بعناية. تقول كلير هيستون، الأخصائية الاجتماعية: "بدلاً من قول العديد من الكلمات التي لا معنى لها، اختر كلماتك بعناية عندما تشعر أن معنها سيكون بناءً. لا يجب أن تكون مركز الحديث ليثق بك من حولك، بل أحيانًا تحتاج إلى العكس تمامًا".

  2. حاول أن تدير انتباه الآخرين - بأدب وكياسة - بعيدًا عنك، وأبقِ الحديث يدور حول الطرف الآخر. وإذا لم تكن متفقًا تمامًا مع وجهة نظره فاطلب منه توضيحها. قم أثناء الكلام بدراسة محدثك وطريقة تفكيره، وعندما تتوفر لديك المعلومات الكافية فستعرف ماذا يجب أن تقول عندما يحين دورك في الحديث.
    • سيساعدك ذلك على أن تكون مستمعًا أفضل. سيكون تركيزك منصبًا على الطرف الآخر وإبقاء الحديث حوله. ستندهش من كم الأشياء التي ستتعلمها.
    • حاول - مع ذلك - ألا تكون صموتًا أكثر من اللازم عندما تقابل أحدهم للمرة الأولى. فربما اعتقد أنك شخص غريب أو لا تستحق الاهتمام. حاول - بدلًا من ذلك - الوصول إلى التوازن بين الإصغاء إليه وبين طرح أسئلة متفهمة.
    • لا تتحدث إلا بضرورة. فكر قبل أن تتكلم. توقف عن الكلام عندما تكون منفعلًا. انتبه حتى لا تقاطع حديث الآخرين.
  3. خذ وقتك تمامًا في الإصغاء إلى ما وراء كلماته، بدلًا من إمطاره بآرائك وتعليقاتك. اسأل نفسك: ترى كيف يشعر هذا الشخص؟ وكيف سيتصرف؟ وما هي الأشياء التي تلاحظها عليه الآن للمرة الأولى؟
    • ليس معنى ذلك أن الأشخاص الصاخبين لا يفعلون ذلك أو لا يقدرون على فعله، لكن المقصود هو أن الأمر يصبح أسهل حينما تستخدم عقلك للملاحظة فقط، لا للملاحظة والبحث عن الردود معًا. اسأل نسختك الصاخبة السابقة: ما هي الأشياء التي لاحظتها من حولك الآن، والتي لم يكن لديك الوقت للانتباه إليها من قبل؟
  4. عندما تقاطع أحدهم فإنك ببساطة تظهر له أنك لا تحترم أفكاره ولا مشاعره. دع الآخرين يكملون حديثهم قبل أن تبدأ في طرح رأيك. إذا كنت لا تعرف إن كنت قاطعت أحدهم أم لا فاسأله ببساطة: "آسف. هل قاطعتك؟ استمر من فضلك". سيجعلهم ذلك أيضًا يشعرون بتقديرك لهم أكثر.
    • فكر قليلًا في نسبة حديثك وحديث الآخرين في المحادثة. إذا لم تكن قد تحدثت لفترة طويلة فافعل. فلا معنى لمحادثة أحد طرفيها ساكت على الدوام. لكن هذا الكلام ينطبق على الطرفين. إذا كانت فترة طويلة مضت وأنت تتحدث، فأفسح المجال قليلًا لمحدثك. وتأكد أن كل طرف قد انتهى من عرض أفكاره قبل أن يحدث تبادل لأدوار الحديث.
  5. الناس مغرمون بالحديث عن أنفسهم، وإن أعطيتهم الفرصة لذلك فسوف يحبونك. أن تكون هادئًا لا يعني أنك لن تتكلم على الإطلاق، لكنه يعني أن يكون كلامك المختصر المفيد، وأن تطرح أسئلة مثيرة للاهتمام ونقاطًا جديرة بالنقاش. لذا لا تجبر نفسك على الصمت، واطلب منها بدلًا من ذلك طرح الأسئلة الصحيحة.
    • ولنفترض أن أحد معارفك قام مؤخرًا بتجربة القفز بالمظلات. فبدلًا من أن تقول: "ياه! لقد جربت القفز بالمظلات قبل ذلك، وكان الأمر رائعًا!" يمكنك أن تقول: "هذا رائع! وكيف كان الأمر؟ هل هي المرة الأولى لك؟" وإن كان مهتمًا بالحديث، فسوف يسألك - على الأرجح - إذا كنتَ أنت أيضًا قد جربت الأمر من قبل.
  6. اغضض من صوتك. احرص على التحدث بلطف وهدوء، لكن بصوت واضح مسموع. فالأشخاص الهادئون يميلون عند الاختلاط بالناس إلى اللطف والخفوت، حتى عندما يتكلمون. لا توجد أشياء كثيرة تستطيع مضايقتهم، ولا يميلون إلى إبداء انبهارهم بالكلمات وإنما بتعبيرات الوجه والتعبيرات الصوتية كالصياح واللهاث، إلخ.
    • لكن هناك، مع ذلك، فارقًا دقيقًا للغاية. فالحديث بصوت أخفت من اللازم قد يصبح أمرًا مزعجًا. وسيصبح من السخيف ألا يستطيع الآخرون سماعك. فاحرص - وأنت تحاول أن تغضض من صوتك - ألا يصبح حديثك همسًا.
  7. تعلم كيف تنال الاحترام باستخدام كلمات أقل. الناس الذين ينتقون كلماتهم بعناية قبل التلفظ بها يكونون أقرب إلى الحكمة. وسيجلب لهم ذلك الأسلوب مزيدًا من احترام الآخرين وسيظهرون بمظهر أكثر كفاءة. تكلم بوضوح إذا شعرت أن هناك ما يجب أن يقال، ولا تتكلم فقط لتكسر جدار الصمت.
    • عندما تدخر كلماتك فقط لما يجب أن يقال، سيكون لها تأثير أكبر. احرص على أن تكون كلماتك دائمًا في صلب الموضوع لتحتفظ لها بأهميتها وقيمتها، ولتحافظ على سلوكك الهادئ.
  8. عندما تشعر بحاجة ملحة إلى قول تعليق ما، فاكتم الكلمات ودع قسمات وجهك تفصح عما يجيش بداخلك. حركات عينك أو ضحكة خافتة قد تصنع فارقًا هائلًا في التواصل مع الناس. هل أمسكت من قبل بأحد أصدقائك الهادئين وهو يحكم على شيء ما بتعبيرات وجهه فقط؟ غالبًا ما يكون الأمر ظريفًا، فلقد أشاع ذلك روح الدعابة دون الاحتياج إلى التلفظ بكلمة واحدة. جرب أن تقلدهم وتستخدم وجهك للتعبير كلما كان ذلك مناسبًا.
    • انتبه بالطبع وأنت تفعل ذلك. فمن الوارد أن يتسبب صمتك التام في مضايقة الآخرين. قد تتسبب حركة صغيرة من عينيك في إغضاب أحد الأصدقاء الحساسين دون أن تدري. اعرف مَن تخاطب واعرف متى تستخدم تعبيرات وجهك بشكل مناسب.
  9. اعمل على أن يبقى ذهنك منفتحًا. لا تفترض أن الأشخاص الذين يتبنون وجهة نظر مخالفة لك هم حمقى أو خاطئون أو مغرضون. ادرس أسباب ودوافع اعتناقهم لآرائهم، وسيساعدك ذلك على رؤية الحقيقة بوجهيها وتكوين رأي مدروس، وسيثير لديك الأسئلة وسيمنحك الفرصة للتفكر في مضمون الحديث.
    • لا يعني ذلك بالضرورة أن الأشخاص الهادئين متفهمون أكثر. لكن الذي يحدث هو أنك عندما تصغي للآخر، يصبح من الأسهل عليه شرح حجته، ومن الأسهل عليك تفهمها. لذا إن بدأ الطرف الآخر في مرافعة عن أمر لا تؤيده، فلا تبادره بالهجوم. أصغِ إليه أولًا "ثم" قل ما بدا لك.
    • تجنب الهدوء الذي لا تقصد به سوى إغاظة الآخرين. اللجوء إلى الصمت لتفادي المواجهة ليس حلًا، بل هو جُبن. احرص على توضيح وجهة نظرك عند الاختلاف، لكن بطريقة عاقلة ودون الاحتياج إلى صوتٍ عالٍ.
    • لا تتصرف بغلظة وخشونة دون داعٍ. تحدث بأدب دائمًا متى تحدث أحدهم إليك. واجعل إجاباتك ذكية ولا تجعلها مقتضبة على طريقة "نعم أو لا". فالهدف أن تكون هادئًا لا فجًّا، مختصِرًا لا مقتضبًا.
جزء 3
جزء 3 من 3:

تبني الهدوء في الحياة

تنزيل المقال
  1. مارس التأمل كل يوم - ولو لدقائق معدودة - لتساعد عقلك على الاسترخاء. لن يساعدك التأمل فقط في الحصول على ذهن صافٍ متناغم متفكر، وإنما سيساعد أيضًا في خفض ضغط الدم ونسبة الكولستيرول.[٣] فقط 10 أو 15 دقيقة تكفي جدًا لتنظيم ذهنك ليوم كامل.
    • إذا لم تكن من النوع المتأمل، فهناك أنشطة أخرى مماثلة. جرب أن تأخذ تمشية في مُنتزهٍ قريب، أو اجلس للقراءة على أحد المقاعد، أو دوِّن أفكارك في دفتر. أي نشاط "خاص بك أنت" سيكون له تأثير مماثل للتأمل.
    • هل يحاول البعض مداعبتك أحيانًا بقولهم "هلا ذهبتَ لتتمشى قليلًا؟"؟ ربما يجب عليك حينها أن تداعبهم أيضًا وتذهب لتتمشى بالفعل.
    • عش لحظتك ومارس بعض تقنيات التأمل. التفكر في أسرار العلم (كأسرار الكون، ونظرية الكم) يمكن أن يكون كذلك تجربة تأملية شديدة الخصوصية.
  2. اكتب مذكرات يومية. إحدى طرق تحويل الانتباه (وتحسين قوة الملاحظة) هي كتابة المذكرات. التزم بالكتابة كل يوم واسأل نفسك أسئلة مثل:
    • بماذا أشعر؟ ولماذا؟
    • ماذا تعلمت اليوم؟ ومِن مَن؟
    • أية أفكار جديدة جاءتني اليوم؟ وأي أشخاص وأشياء كانت محل تفكيري؟
    • كيف كان يومي مختلفًا عن أمسي؟ وعن الأسبوع الماضي؟ وعن العام المنصرم؟
    • ما هي الأشياء التي أشعر من أجلها بالامتنان؟ وهل هناك من يشعر بأنه وحيد؟ ولماذا؟
  3. اعتمد على نفسك. بالرغم من أنه لا حرج في طلب المساعدة من أحد، إلا أن هدوءك الواثق سيمنحك القوة لتعتمد على نفسك، وهو ما سيجعلك بالتالي موضع تقدير الآخرين. وحينما يأتي الوقت الذي تحتاج فيه لطلب المساعدة، فإن طبيعتك المتأملة ستساعدك في التركيز على طرح الأسئلة الصحيحة.
  4. ابحث عن هواية. عندما تستطيع قضاء الوقت مع نفسك في هدوء وتأمل، فسيصبح من الأيسر عليك أن تفعل الشيء نفسه في التجمعات الأكبر. ستندهش على الأرجح من قدر استمتاعك بهوايتك الجديدة. ستتعلم فضيلة الصبر وستثري عالمك الداخلي، وسيكون لديك ما يصلح للنقاش عندما تخالط الناس. جرب أن تتعلم الحياكة أو الاعتناء بالحدائق أو أي نشاط آخر لا يتطلب الحديث مع آخرين. يمكنك حتى اختيار كتاب جيد للقراءة كبداية.
    • في كتابها "ماذا أقول بعد ذلك؟" تقول "سوزان روان": "المياه النقية تجري عميقًا، لكنها قد تجري على السطح أيضًا". إذا كنت سطحيًا، فيشعر الآخرون بالراحة عندما تكون صامتًا، وهو ما لا تريده. ما تريده هو أن تطور من نفسك وأن تصبح شخصًا يحب الناس أن يكونوا بقربه، حتى لو لم يكن ثرثارًا.
    • تذكر أن الأشخاص الهادئين باستطاعتهم القيام بالعديد من الأمور تمامًا مثل الصاخبين. يمكنك أن تجرب الغناء أو الرقص أو العزف، على أن تعود إلى طبيعتك الهادئة بعد انتهاء النشاط.
    • اعلم أنه عندما تقضي وقت فراغك في هدوء، يصبح من الصعب عليك أن تكون صاخبًا في المواقف الأخرى. فحالة السكينة تلك غالبًا ما تؤثر في تفاعلاتك الاجتماعية فيما بعد. تخيل أنك قضيت يومًا كاملًا بصحبة كتابك المفضل وفي حالة استغراق تام، ثم ذهبت بعد ذلك إلى حفل ما. فستجد أنك ما زلت على الأرجح تعيش في أجواء الكتاب، لا أجواء الحفل.
  5. أمضِ وقتًا أطول في صحبة نفسك. تقول الكاتبة سوزان كين: "الهدوء محفز الإبداع".[٤] والوقت الذي تقضيه وحدك - بصحبة أفكارك - يمكن أن يكون أكثر وقت مثمر في يومك كله. وهو وقت تستطيع فيه فعل ما تريد أنت فعله. فهو لن يكون فقط وقتك الخاص الذي تفعل فيه ما تشاء، بل سيكون كذلك فرصة رائعة لتتعلم كيف تقضي الوقت مع نفسك، وكيف تحب ذلك.
    • يمكن أن تمضي هذا الوقت في إتقان هوايتك الجديدة. كتابة مذكراتك مثلًا أو تمشية كلبك أو الذهاب إلى التسوق. ليس المهم ما تفعل، المهم هو أن تفعله. ستتعلم أن قضاء وقت ممتع لا يعتمد كثيرًا على وجود الآخرين. حاول مع ذلك ألا تكون منعزلًا تمامًا. فقط استخدم "وقتك الخاص" لإثراء إبداعك.
  6. محاوطة نفسك بالأشخاص الاجتماعيين النشطين سيجعلك تتصرف مثلهم. لتتعلم كيف تقدِّر الأصدقاء الأكثر هدوءًا أو حتى الذين يميلون إلى الصمت في أغلب الأوقات، فستحتاج إلى قضاء المزيد من الوقت مع هذا النوع من الأصدقاء الانطوائيين بالفطرة. وستكتشف عندئذٍ متعة جديدة تمامًا.
    • يميل الأشخاص الهادئون في المعتاد إلى الخروج مع أشخاص هادئين مثلهم، لكن الأمر ليس دائمًا هكذا. إذا لم تكن تعرف الكثير من الانطوائيين فاطلب من أكثر أصدقائك هدوءًا أن يقدمك إلى أصدقائه. دعم الأصدقاء مفيد دائمًا، بالذات إذا كانوا من النوع الهادئ، أو كانوا يحاولون - مثلك - أن يكونوا كذلك. ويمكنك أيضًا - لتتعرف على الأشخاص الهادئين - أن تبدأ في ممارسة أنشطة من النوع الهادئ كنادٍ للكتاب أو دورة تدريبية في الطهي.
  7. لن يساعدك هذا فقط بإعطائك الوقت الكافي للحديث عن نفسك، بل سيساعدك أيضًا في معرفة لماذا تريد أن تصبح أكثر هدوءًا، ومعرفة إذا ما كنت تريد لفت انتباه الآخرين. الأطباء النفسيون لا يعتنون فقط بالأشخاص المصابين بالأمراض النفسية، لكنهم كذلك يستطيعون الاعتناء بالأشخاص الذين يريدون التواصل مع أنفسهم بشكل أفضل.
    • إذا كان هناك شخص بعينه يجعلك تعتقد أنك صاخب للغاية، فيمكنك أيضًا الحديث عن هذا الأمر. فأنت - على الأرجح - سليم تمامًا، إلا إذا كنت أنت تعتقد أن هناك مشكلة ما. فالتعامل المريح مع النفس من أكثر الأمور أهمية.
  8. كن صادقًا مع نفسك. في النهاية، بعض الأشخاص لهم طبيعة أكثر صخبًا من البعض الآخر. ربما كنتَ رائعًا كما أنت دون أن تحتاج إلى أن تكون أكثر هدوءً. لكن إن شعرتَ بحاجة ملحة إلى التغيير، فلا تنشد إلا التغيير الذي يجعلك أكثر صدقًا مع نفسك. إذا كنت تشعر أحيانًا بالحاجة إلى الكلام بصوت عالٍ أو حتى إلى الرقص في المطعم، فافعلها ببساطة. فنحن جميعًا لسنا إلا كائنات متقلبة تحمل العديد من الوجوه. وربما كان لديك وجه هادئ تظهر به بين حين وآخر.
    • إذا كنت تشعر صدقًا بالحاجة إلى أن تصبح أكثر هدوءًا، فاختر أنسب الأوقات لذلك. في الفصل ربما أو في عشاء عائلي؟ لا تجعل هدفك أن تكون شخصًا هادئًا فحسب، بل اجعل هدفك أن تكون أكثر هدوءًا حينما يتطلب الأمر ذلك. فهناك بالتأكيد أوقات ستحتاج فيها أن تكون صاخبًا.
  9. ربما استطعت في البداية أن تصمت تمامًا لمدة ساعة، ثم لثلاث ساعات. وإذا استطعت أن تفعلها ليوم كامل، فلربما وجدت عندئذٍ أنك تلاحظ ما حولك بطريقة لم تكن تفعلها من قبل، لأنك كنت منشغلًا أكثر بالحديث.
    • ربما كان الوقت الأفضل لأخذ "عهد الصمت" هذا، هو الوقت الذي تشعر فيه ببعض الألم في رأسك أو في فمك، مثل الفترات التي تتبع علاج الأسنان أو تقويمها، أو حتى خبطة صغيرة في الرأس. لا تؤذِ نفسك بالطبع، لكن ابحث دائمًا عما يدفعك إلى أن تصبح شخصًا هادئًا.

المزيد حول هذا المقال

يُكتب المحتوى على ويكي هاو بأسلوب الويكي أو الكتابة التشاركية؛ أي أن أغلبية المقالات ساهم في كتابتها أكثر من مؤلف، عن طريق التحرير والحذف والإضافة للنص الأصلي. ساهم 36 فرد في إنشاء هذا المقال. تعاونوا سويًا، دون أن يهتم بعضهم بذكر هويته الشخصية، على تحرير المقال والتطوير المتواصل لمحتواه. تم عرض هذا المقال ٢٤٬٤٤٠ مرة/مرات.
تصنيفات: النمو الشخصي
تم عرض هذه الصفحة ٢٤٬٤٤٠ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟