هل التعمد بالكفر بالنفس بدون صوت كفر؟

1 إجابات
profile/بيان-أبو-دية
بيان أبو دية
الشريعة
.
٠٤ أكتوبر ٢٠٢١
قبل سنتين
إن الأشخاص الذين يبحثون عن حكم حديث النفس بالكفر كُثر، وذلك لأن المؤمن يخشى وقوع شيء من الكفر بنفسه دون قصد منه؛ وعليه فإنه يخشى على نفسه من الإثم أو العذاب أو أن يتطلب الأمر منه الدخول في الإسلام مرة أخرى وهو لا يدري، ولذلك لا يتطلب الدخول بالإسلام مرة أخرى لمن تحدّثه نفسه بالكفر.


وبالرجوع لفتوى علماء الشريعة الإسلامية؛ فإنه "لا يكفر من كانت تحدثه نفسه بالكفر دون إرادته ورغمًا عنه"، فهذه الوساوس لا قيمة لها طالما أن الكفر لم يقر في قلب صاحبه أو يصدقه، ولم يعتقد بما وسوست له نفسه، ولم يؤمن به، ولم يتكلم فيه أو يعمل به، وذلك لقوله -تعالى-: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا). "سورة البقرة: 286"


وورد عن النووي في كتابه الأذكار: "إن الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر، ويستمر عليه صاحبه، فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه". 


وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بهِ). أخرجه مسلم في صحيحه


وذهب بعض العلماء في تفسير الخواطر بأن المقصود منها: هي التي لا تستقر في فؤاد الإنسان، سواء كان ذلك الخاطر غيبة على أحد أو كفرًا، فمن خطر له الكفر ولم يتعمد التفكير به أو الوصول لتلك النقطة من التفكير ولم يتعمد تحصيله وقام بصرفه في ذات اللحظة، فإنه لا يعد كافرًا.


والله تعالى أعلم






  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة