أهم 5 معلومات عن علم النفس

علم النفس

إن علم النفس تعتبر من العلوم التي يتم تصنيفها من ضمن مجموعةٍ العلوم النّفسيّة ذات الأهمية للقيام بدفع التّقدّم والتطوّر العالمي؛ ولم يعد يعتبر علم النّفس علماً هيّناً أو بسيطاً، وإنّما على العكس فإن علم النفس يعد مهما وذلك نظراً لأهمية الأمور النّفسيّة في مختلف مجالات الحياة، وكذلك لتعدّد فروع وميادين علم النفس وارتباطه بها ارتباطاً قوياً، وتظهر أهمية علم النّفس للإنسان في مساعدته على فهم حضارته التي يعيشها والعمل على تطوير إمكانيّاته وقدراته وتعليمه كيفية الاستفادة من إنجازاته والنهضة بحياته وتحسينها للأفضل.

لقد برز علم النفس بصورته الحالية مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولقد ظهر استقلاله في هذه الفترة عن العلوم الفلسفية وذلك على يد العالم فونت وهو الألماني الجنسية والذي اعتُبر مؤسساً لذلك العلم، أما منذ القدم فكان علم النفس يصنف ضمن علوم الفلسفة، وبشكل مبسط فإن بالإمكان تعريف علم النفس على إنه عبارة عن العلم الذي يهتم بدراسة سلوك الكائن الحي بشكل عام والسلوك الإنساني بصفة خاص، وذلك لأن علم النفس يعمل على دراسة السلوك الإنساني بإتباع طرق علمية وذلك عن طريق استخدام الأدوات والمعايير البحثية الدقيقة، بمعنى أنه يهدف إلى تطبيق الأبحاث والمناهج العلمية على الدراسات السلوكية، كذلك فإن من الممكن تعريفه على إنه العلم الذي ينشغل بدراسة السلوك الإنساني وما يتبعه من عمليات عقلية مترتبة على هذا السلوك.

وتأتي الحاجة لدراسة علم النفس الإنساني لأنه هو العلم الذي يهدف إلى دراسة وفهم ما وراء السلوك وأسبابه، وذلك بالإضافة إلى تفسير ما وراء السلوك وذلك عن طريق فهم استخدام الفرد لقدراته وامكانياته المختلفة، والعمليات العقليّة الخاصة به، والمهارات الاجتماعية، والتأثيرات العاطفيّة والوجدانيّة عند مواجهته لموقف معين.

تعريف علم النفس

العلماء حتى اليوم لم يتوصلوا إلى تعريفٍ محدد لعلم النّفس يطفق عليه الباحثون أو غالبيتهم، ويرجع السبب في ذلك إلى طبيعة ارتباط علم النّفس بعلم الفلسفة؛ فإن علم النفس يلتقي مع الفلسفة في شكل البحث وأسلوبه، وكذلك يقوم بدراسة الموضوعاتٍ ذات النهجٍ الفلسفيّ، إضافة إلى ذلك طبيعة تأثّره بالعلوم الأخرى؛ مما يتسبب في نشوب اختلاف وتباين للآراء ووجهات النّظر في طريقة شرح ماهيّة هذا العلم ومفهومه، فقد تنوعت المفاهيم حول علم النفس واختلفت، ومن ضمن التعريفات المذكورة لعلم النفس:

  • إن علم النفس هو العلمٌ الذي يقوم بدراسة علاقة الإنسان مع بيئته ويبحث في طبيعة تأثره وتعايشه معها.
  • إن علم النفس هو العلمٌ الذي يقوم بدراسة السلوك البشري وأسبابه والكشف عن دوافعه.
  • إن علم النفس هو العلمٌ الذي يقوم بالبحث في طبيعة النّفس البشرية ودراسة مشاعرها ومعرفة أحاسيسها ورغباتها وأحلامها وخصائصها وأسرارها ونشاطاتها المتنوعة.

أسس علم النفس

يتمركز علم النّفس على ثلاثة أسسٍ رئيسية للوصول إلى أهدافه، وهي:

  • التنبؤ: وذلك عن طريق توقع نتائج الأحداث والظواهر والقيام بتحليل المعطيات والمعلومات المتاحة عن الظاهرة واستنباط كيفية سير الأحداث.
  • الفهم: وهو معرفة العلاقات والروابط التي تربط بين الأشياء والمواضيع المتنوعة وبناء على الأحداث والعوامل المحيطة بها، ومحاولة دراستها ومعرفة أسبابها ونواتجها.
  • الضبط: توجيه العوامل والأحداث وترتيبها بطريقةٍ تضمن للفرد الوصول إلى النتائج والأهداف المراد الوصول إليها.

أهداف علم النفس

إن علم النفس يهدف إلى تحقيق الأهداف العامة للعلم، كما يلي:

  • التنبؤ بالسلوك: التنبؤ بالسلوك يكون عن طريق فهم الظاهرة السلوكية ودراسة جميع جوانبها وأبعادها، مما يترتب عليه أن يصبح من الممكن والسهل التوقع بسلوك معين، والتنبؤ بحدوثه من خلال معرفة طبيعة السلوك وجميع ما يمكن أن يؤثر فيه.
  • ضبط السلوك: وهذا يكون عن طريق الإلمام بطبيعة السلوكيات، ما يترتب عليه أن تتضح إمكانية التحكم فيها عن طريق التحكم بجوانبها وما يمكن أن يؤثر بها من عوامل ومؤثرات متنوعة.
  • دراسة السلوك وتفسيره: إن علم النفس ينشغل بفهم الظاهرة السلوكية والوصول إلى التفسير الصحيح لها وذلك عن طريق استعمال الطرق العلمية من تجميع البيانات وصياغة الحقائق والمبادئ، وذلك عن طريق معرفة دوافع حدوث الظواهر السلوكية، وأيضا دراسة جوانب الشخصية وما تتكون منه من خصائص وصفات ودراسة نقاط القوة والضعف وغير ذلك.

فروع علم النفس

لقد كان علم النفس في الماضي مهتماً بدراسة البالغين والراشدين فقط، حتى أصبح الاتساع الذي قد طرأ على التقدّم العلمي وتنوع العلوم الأخرى مثال على ذلك الطب والهندسة وغيرها قد بينت الحاجة لتنوع علم النفس إلى أقسام نظريّة، والتي تعمل بعمليّة كشف ودراسة القوانين والعوامل التي تقف خلف السلوك، والفروع التطبيقيّة التي تعمل على الأسس والمبادئ العلميّة التي بالإمكان أن تعمل على تحقيق الغاية التي أسست لها وهذا بالإضافة إلى وضع القوانين والمبادئ السلوكيّة التي تقف وراءه، ومن أهم هذه الفروع ما يلي:

الفروع النظرية

يوجد الكثير من الفروع النظرية لعلم النفس العام، ومن أهمها:

  • علم النفس الاجتماعي: هو عبارة عن العلم الذي يقوم بدراسة السلوك الفرديّ والجماعيّ في المواقف الاجتماعيّة المتنوعة، ويقوم بدراسة دور تأثير الأفراد في بعضهم، وتأثير الأفراد في الجماعات، وتأثير الجماعات في الجماعات الأخرى، وذلك مثل دراسة علاقة المعلم بالتلاميذ، وعلاقة التلاميذ بالتلاميذ الأخرى، ومن أنماط هذه العلاقات الاجتماعية التعاون، والتنافس، والحب، والكره.
  • علم النفس الفارق: هو عبارة عن العلم المعني بدراسة الاختلافات بين الجماعات والأفراد والسلالات في مختلف النواحي العامة والخاصة من مستويات الذكاء العامة والاستعدادات وأنماط الشخصيات، وهذا بالإضافة إلى العوامل التي تقف خلف تلك الاختلافات والفروق وكيفيّة ظهورها، بالاستناد إلى الحقائق العلميّة.

الفروع التطبيقية

إن الفروع التطبيقية لعلم النفس العام تعددت ومن أهمها:

  • علم النفس العياديّ: وهو عبارة عن أحد فروع علم النفس التطبيقيّ الذي ينشغل بدراسة بعض الاضطرابات البسيطة التي من الممكن أن يكون مصدرها نفسيّاً، وذلك مثل الاضطرابات اللغويّة، وحالات الخوف والقلق، وتدني مفهوم الذات وغيرها، ويعمل على استخدام المبادئ العلاجيّة النفسيّة وذلك بالملاحظة و القياس السيكولوجي لمستويات القدرات العقلية، والاتجاهات النفسيّة، وغير ذلك.
  • علم النفس التربويّ: وهو عبارة عن العلم الذي يقوم بدراسة السلوك الإنسانيّ في المواقف التعليميّة والتربويّة المتنوعة، ودراسة أي تطبيق للقوانين والمبادئ الخاصة بعلم النفس العام في الميدان التعليميّ، وذلك للمساعدة في حل المشكلات المرتبطة بالبيئة التعليميّة وعناصرها المتنوعة، وذلك بالإضافة إلى اختيار واقتراح الوسائل والاستراتيجيات الملائمة للقيام بالعملية التعليميّة بشكل فاعل بأكبر قدر ممكن.
  • علم النفس الجنائيّ: هو أحد الفروع التطبيقيّة لعلم النفس الذي يقوم بدراسة المسببات والدوافع التي تكمن وراء حدوث الجريمة وإقدام الفاعل عليها، وذلك بالإضافة إلى المساهمة في اختيار أكثر الوسائل والطرق الملائمةً لإحداث العقاب الملائم على المجرم.

بواسطة: Shaimaa Lotfy

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *