الجواب : يجب أن يُعلم أولا أن حق الزوج مقدم على كل الحقوق إلا حق الله وحق رسوله ، ولكن على الزوج مراعاة مشاعر زوجته وحالتها النفسية لأن الجماع استمتاع متبادل من طرفين باللذة والشهوة وليس من طرف واحد ، لذلك يسبق الجماع ضم وتقبيل وكلام رقيق لتتهيأ النفس لهذه الشهوة وينفعل الجسد كله معها ، وقد أشار إلى هذه المعاني حديث البخاري ومسلم وابن حبان والبيهقي في السنن الكبرى عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن  زمعه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد ثم يجامعها في آخر اليوم " !!!

  وأخرج عبد الرزاق في مصنفه من طريق معمر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما يستحي أحدكم أن يضرب امرأته كما يضرب العبد؛ يضربها أول النهار ثم يجامعها آخره "!

  وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في "زاد المعاد" (4 / 253) :

[ ومما ينبغي تقديمه على الجماع ملاعبة المرأة وتقبيلها مص لسانها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله، ويقبلها. وروى أبو داود : " أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل عائشة ويمص لسانها " ويذكر عن جابر بن عبد الله قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المواقعة قبل المداعبة". ] .

  وقد جاءت الإشارة إلى هذا في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما حينما قال له النبي صلَّى الله عليه وسلَّم  : " فهلاَّ بكرًا تُلاعبُها وتلاعبُك، وتُضاحِكُها وتضاحكك " متفق عليه .

  ورغم ذلك فلا تعارض بين رغبته في الجماع وبين حالتها النفسية وإن كان خلاف الأولى والأفضل ، لأن الشهوة لا يدري أحد متي تتحرك فيه بقوة ولا مخرج له في تصريفها إلا زوجته الحلال . قال الله تعالى : " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " فالمرأة الصالحة هي التي تكون قانتة أي : مداومة على طاعة زوجها فمتى امتنعت عن الفراش كانت عاصية ناشزة ، وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج ، أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا : " إذا دعا الرجل إمراته فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح " .     
وعند مسلم بلفظ :" ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " . 
وفي حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه " رواه أحمد وابن ماجه .     
  إذن واجب على المرأة إجابة زوجها إذا دعاها ، بل الإسراع في إجابته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور ) رواه الترمذي والنسائي عن طلق بن علي . 

  وليس للزوجة أن ترفض طاعة زوجها إذا دعاها للفراش إلا في الحالات التالية :

1- لعذر شرعي كالحيض والنفاس ، وبعضهم قال تجيبهم ولكن تتزر فيستمتع بها بما دون الفرج . ففي الحديث "من أتى حائضا أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد " .    
2- وكذلك لها أن ترفض دعوته في حال الإحرام والصوم الفرض أما النافلة فإنها لا تصوم حتى تستأذنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه " أخرجه البخاري .     
3- وكذلك المرض الشديد الذي قد يلحق بها الضرر إن جامعها ، لحديث " لا ضرر ولا ضرار "       
4- وكذلك لها أن تمتنع إذا كان زوجها لا يصلي ويداوم على ترك الصلاة ، لأن ترك الصلاة كفر ولو لم يجحدها على أصح الأقوال عند الحنابلة خلافا للجمهور .

5- وذكر بعضهم فيما إذا خالف زوجها بعض أحكام الله تعالى كشرب الخمر وغيره ، وكان في امتناعها عنه مصلحة وردعا له عن ذلك فإن لها ذلك ، وإن لم يكن فيه مصلحة فلا تفعله ولكن تعظه وتذكره وترشده.  
  وفي غير هذا لا يجوز لها الامتناع ، لأنها إن لم تلب رغبته فقد يطلبها في الحرام وبذلك تعين الشيطان عليه  .

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتوى بالموقع : [ فتاوى نسائية رقم : 137 ] .

والله تعالى أعلم