لماذا لا يعترف بعض الناس بالخطأ؟

1 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
١١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
لعدم الاعتراف بالخطأ عدة أسباب، فمثلا يعتقد الكثيرون أن الاعتراف بالخطأ فيه شيء من الإهانة والإضعاف من الذات أمام الآخرين، فغالبا عندما تحدث نقاشات، يصر كل شخص على رأيه، ويتمسك به، حتى لو كان على خطأ.

سبب عدم الاعتراف بالخطأ بشكل أساسي هو المكابرة والعناد، حيث يبدأ العناد من الشخص نفسه، بحيث يكون عنده شعورا بالتحيز والتعصب لرأي معين، إلى درجة أن يصبح مكابرا على الواقع، متمسكا برأيه، رغم أنه يعرف بينه وبين نفسه أنه شخص متزمت.

يعتبر الخطأ والعناد من طبيعة البشر، ودائما الإنسان بطبيعته يحب أن يتمسك برأيه، وقد يتزمت لرأيه دون قناعة كاملة منه بصحة كلامه، لأسباب عدة، منها أسباب اجتماعية أو أسباب سلوكية أو حتى أسباب نفسية أو وظيفية، أو من ضغط البيئة التي يعيش فيها، أو أن مكانته الاجتماعية لا تسمح له بالتنازل، وهو أمر فيه الكثير من التناقض، إلا أن الطريقة الصحيحة للتعايش هي أن يقوم الإنسان بعمل توازن في حياته، فهناك أخطاء معينة، لا بد من أن يعترف بها.

نرى المكابرة في الاعتراف بالخطأ في شتى أنواع العلاقات
، ومنها العلاقات لزوجية، فترى أحد الأطراف يصر على رأيه وعلى عدم الاعتراف بالخطأ، خوفا من أن يقوم الشريك بالمعايرة سواء كان ذلك في نفس اللحظة أو في المستقبل، كذلك نراها في العلاقات الاجتماعية الأخرى، كالعلاقة مع الأصدقاء، أو في علاقة الشخص مع زميله الموظف.

كما أننا من طبيعتنا كبشر، لا نحب سماع اللوم، لذلك تترىأغلب الأشخاص يبتعدون عن الاعتراف بالخطأ، تجنبا منهم السماع للوم، لأنه اللوم يجعل الإنسان يشعر بانكسار داخلي، وتجده لو اعترف بذنب اقترفه، وتم لومه، يندم ندما شديدا على قيامه بالاعتراف بالخطأ.

إن الاعتراف بالخطأ عبارة عن ممارسة وثقافة عامة وأمر يحتاج لأن يعتاد عليه الناس، فالإنسان يلزمه أن يعود نفسه على الاعتذدار، وعلى التيقن وفهم أن الاعتراف بالخطأ لا ينتقصه من مكانته شيئا، بالعكس، إن الاعتراف بالخطأ يعتبر أمرا شجاعا، وقد ترفع من قدره أمام الآخرين أكثر.

أصبحت العلاقات الاجتماعية هذه الأيام هشة، وقليلة، فأصبح الشخص يقطع علاقاته بالآخرين لأتفه الأسباب وأقلها ضررا، لأن الشخص يجد أن قطع العلاقة مع أحدهم، أسهل عليه بكثير من الاعتراف بالخطأ أو الاعتذار. ولا يدرك أغلب الناس أن للاعتراف بالخطأ والتراجع عنه انعكاسا إيجابيا على نفسه وعلى حياته وعلى علاقاته بالآخرين وعلى نفسيته، هي في حقيقة الأمر تحتاج إلى الحكمة.

إن من أولويات التنشئة والتربية، تعليم الطفل الصدق وبناء على ذلك الاعتذار عن الأخطاء، ويجب أن يتعلم الطفل أن يقوم بالاعتذار بجرأة وبقوة وبعزة نفس، وفي نفس الوقت، أن يوازن، فلا يفرط في الاعتذار المتكرر، لذلك إن أخطأ، يجب أن يتعلم أن يعترف بخطئه ويعتذر ويبين لماذا هو على خطأ، لأن الطفل قد يمتلك في ذهنه صورة معينة وكان يعتقد أنه على صواب. كما يجب عدم استخدام القسوة مع الطفل خلال تعليمه أمر الاعتراف بالخطأ، حتى يقوم بالأمر وهو ممتلئ بالجرأة والثقة والنفس بدون خوف.

في بعض الأحيان يخجل الأشخاص من قول الحقيقة، ومن تصحيح الآخرين عندما يخطؤون، فيضطر إلى مسايرتهم في خطأهم، وذلك نتيجة انعدام الثقة بالنفس، فلا يبدي رأيه، ولا يبذل جهدا في ادلاء المعلومة الصحيحة التي يعلم بها، هروبا من المواجهة، وهذا أيضا أمر ناتج عن التنشئة على نحو خاطئ أضعفت شخصية هذا الإنسان.

كما أن بعض الأشخاص لا يعترفون بالخطأ تجنبا لنوع معين من العقاب، لذلك يجب أن يكون العقاب معقولا بحيث يكون القصد منه التوجيه والتنبيه لا التعصب والتنكيل وإثارة المشاكل. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة