متى تتحقق الرؤيا المبشرة بالزواج؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بداية، ادعو الله لك أختي الكريمة بأن يتحقق كل ما ترينه من الله -تعالى-، ولكن دعيني أختي السائلة أن أوضح لك بعض الأمور:

1. قد يكون ما ترينه، إمّا رؤية من الله، وإمّا حديث نفس.
2. يكون حديث نفس في أحيان كثيرة لكثرة تفكير الرائي فيما يراه في واقع يومه وحياته.
3. الرؤى لا يُشترط أن تتحقق في القريب العاجل، فقد تتحقق بعد زمن طويل أو قليل ^[١] ، فعلى سبيل المثال؛ نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، رأى بأنّه يدخل مكة مُحرماً متوجهاً لأداء مناسك العمرة؛ ولم تتحقق رؤياه -وهو أفضل خلق الله- في ذات السنة.
4. لا يلزم تحقق الرؤيا عقب رؤيتها فوراً.

ولك أختي الكريمة أن تتوسعي في مفهوم الرؤيا ^[٢] ، وصفات أهل الرؤى، لتميّزي بها الرؤى من غيرها.

حياك الله، وأسأل اللله لكِ التوفيق والسداد في جميع أمور حياتك، وأن يرزقك الزوج الصالح الهَنِيّ التقيّ الغنيّ، اعلمي أنّ الرؤى يبقى أمرها من علم غيب الله -تعالى-، وأنّ تحقّقها وعدمه يكون بأمر الله وحده، ولا يعلم بزمن وقوع ذلك إلّا الله، فقد تتحقّق اليوم، وربّما بعد أشهر، وربّما بعد سنوات؛ ويدلّ على ذلك رؤية سيّدنا يوسف -عليه السلام- والتي تحقّقت بعد مدّة من الزمن

وإنّنا في ديننا الحنيف لا نبني آمالنا وأقدارنا على الأحلام التي نحلم بها، فحالة الرائي التي نام عليها، وما كان يُفكّر به قبل أن ينام، وأيضاً وقت رؤية الحلم إن كان عند الفجر أو في وقتٍ آخر قد يؤثر في ذلك.

وعليكِ أن تعلمي أنّه لا يُشترط أن يتحقّق الحُلُم بذات الوقت أو مباشرةً، وهذا حالُ الأنبياء كانوا يَرَون الرؤيا ولا يجدون تفسيرها إلّا بعد مدّة وربما كانت تصل لعدّة سنوات، فكان دُعاء نبيّ يعقوب -عليه السّلام- أن يجمعه الله -تعالى- بولده النبيّ يوسف -عليه السّلام- واستجاب الله -تعالى- له بعد أربعين عامٍ من الصّبر.

والله -تعالى- مُدبّر الأمر ويعلم الوقت المناسب الذي يجمعنا بما نتمناه، فلا يعتمد المسلم على الأحلام في أمور حياته، وعليكِ أختي السائلة الاستعانة بالحوقلة والاستغفار لتحقيق ما تتمنّين، فهم من الأمور التي تُعجّل الفرج، كما يمكنك الاستعانة بالدعاء بأن يُعجِّلَ الله لَكِ الزوج الصالح، فالدّعاء يرد القدر.

وإن كان مقدّرٌ لك أن يتأخر زواجك فاصبري على أمرك واحتسبّي عسى الله أن يرفع درجاتك في الدنيا والآخرة، وعليكِ أن تُفرّقي بين الرؤيا الصادقة التي تكون من عند الله -تعالى- وبين الحُلُم الذي يكون من الشيطان أو ربّما حديث نفس لأنّ هذا الأمر يَهُمُّكِ وتفكرين به كثيراً، فيأتيك بالحُلم عِدّة مرات، وأسأل الله أن يُيَسِّرَ لكِ الزواج الصالح في القريب العاجل يا ربّ العالمين.