قواعد الأسف الخمس.. كيف تبدي ندمك لشريكك؟

لماذا لا يحب الرجال الاعتذار؟
يرى البعض أن الاعتذار إسهاب في الماضي بلا داع (بيكسابي)

شيماء عبد الله

"أنتِ تحتاجين لاعتذار" هكذا أخبرت الطبيبة النفسية مريضتها مريم.ع، لكن هل يكفيها الاعتذار؟ هل ستعيد لها كلمات الأسف ما فقدته طوال السنوات الماضية من شعور بالغبن، وإحساس بالنقص، وفقدان للثقة بالنفس؟ هل ستعيد "أنا آسف" الروح المنطفئة في جسدها؟ أجابت الطبيبة "نعم، الاعتذار وحده سيكون حلا مريحا وكافيا، لكي تعودي لنفسك من جديد".

لكن كيف سيكون الاعتذار الذي نتقبله بمرور الوقت؟ فالذي لا يعرفه كثيرون هو كيفية تقديم اعتذار يليق بما اقترفوا، أو كيف يتغلبون على شعورهم بكبرياء الخطأ.

لذا إذا كنت مدينا باعتذار لشخص ما، آذيته ذات يوم، فلعلك تجد في نصائح علماء النفس ما لم تكن تعلمه، وربما تتعلم طريقة جديدة تدفع بها غرورك الذي يمنعك من إبداء اعتذارك.

ما الفرق؟
يفرّق علماء النفس بين الأسف والاعتذار، فبحسب الكاتب الأميركي هنري بوي في مقاله بمجلة "جلوكاست" عن فوائد الأسف، يقرر أن الأسف إبداء الندم على بدر من أفعال، ومحاولة حثيثة من جانب الطرف الظالم لتصحيح الخطأ الذي اقترفه في حق المظلوم، وأن يعيد له جزءا من كرامته المهدرة. أما الاعتذار فهو إجراء لإنهاء الموقف ليس أكثر، وفارق شاسع بين ما يتركه الأسف الحقيقي من أثر، وبين الاعتذار الخاطف.

من فوائد الأسفكما يحددها بويأنه يساعد على تخفيف أي صراع، وإعادة تأسيس العلاقة الروحية مع الشريك، وإذا كنت بالأساس شخصا يتقن قواعد إبداء الندم، فهذا سوف يخفف من حدة التوتر الذي يشعر به الشخص أثناء تلك العلاقة.

في كتابه "الإسعافات الأولية العاطفية" يقول عالم النفس الأميركي جاي وينش إن الأسف الفعال لن يشفي الجرح فقط، لكنه أيضا سيفيد في علاجك من ذنبك، فالأسف بمثابة رادع من تكرار الخطأ، بالإضافة لأنه يمنحك قوة فعلية، فتشعر بأنك قادر على المواجهة، وتقبل العواقب مهما كانت.

يفرق علماء النفس بين الأسف والاعتذار الخاطف المتكبر (بيكسابي)
يفرق علماء النفس بين الأسف والاعتذار الخاطف المتكبر (بيكسابي)

لماذا يصعب قولها؟
هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء صعوبة إبداء الندم وإعلان الأسف، وهو ما يلخصه "بوي" في: 

  • جميع أنماط الأسف ترسخ لدى البعض أنك على خطأ، وهو ما يهدد غرور وكبرياء الشخص الذي يقدم الاعتذار، بالإضافة إلى أن البعض يعتبر الاعتذار من طرف واحد مدعاة لئلا يدرك الشخص الآخر سلوكه الخاطئ، لكن في الواقع هذا غير صحيح، فعلى العكس، يفتح إبداء الشخص أسفه عن خطأ ما خطوط التواصل بين الطرفين، ويحفز التعاطف والتفاهم بينهما.

  • الأسف وسيلة للفت النظر إلى الخطأ، وتجاهل الأخطاء غير صحي، بل العكس رؤيتها وتوضيحها والاعتذار عنها، ربما يكون الخطأ صغيرا، والجرم ليس كبيرا، لكنه رغم ذلك يستحق الاعتذار والأسف، فحجم الضرر من الخطأ ربما يكون أكبر من الخطأ نفسه، لذا عليك ألا تدع الأمور تتفاقم وسارع بالأسف.

  • اعتقاد الشخص أنه من يستحق الاعتذار يسحق الكثير من العلاقات، فأن تقف في انتظار الأسف وأنت مخطئ، وتدافع عن أخطائك، فذلك يضاعف من الأزمة، قم بالخطوة الأولى، لن يقلل ذلك من شأنك، بل سيمنحك جاذبية إضافية.

  • يرى البعض أن الأسف إسهاب في الماضي، وهم يريدون التقدم إلى الأمام، ولكن عن أي أمام تطمح، إذا كان وراءك كل هذا الكم من الأخطاء التي تستحق أسفا وندما، إذا لم تعرفها وتفسرها لنفسك وتتصالح معها ومع أسفك فلن يكون هناك تقدم في علاقتكما. 

  • يعتقد الشخص أنه لا يستحق المغفرة، فيقول هو لن يسامحني، لن تنسى ما فعلت، لكن هذه الكلمات تشل العلاقة من الأساس، وتجعل صاحبها يفتقد القدرة على الإصلاح والمضي قدما.

للاعتذار خمس قواعد أساسية أولاها التعبير عن الندم (غيتي)
للاعتذار خمس قواعد أساسية أولاها التعبير عن الندم (غيتي)

القواعد الخمس
جاري تشابمان وجنيفر توماس، مؤلفا "لغات الحب الخمس" شغلهما الأسف، ألفا كتابهما الجديد "عندما لا يكون الاعتذار كافيا.. إصلاح الأمور مع من تحب" يقع الكتاب في 12 فصلا، معتبرا أن إبداء الندم عن الأخطاء فن له قواعد وإتيكيت، وبه ما يقال عند الأسف، وهناك أيضا ما لا يقال وهو ما نعتقد أنه الأهم، تشابمان الذي يعد من أبرز مستشاري العلاقات بالولايات المتحدة يؤكد أن الاعتذار الحقيقي للشريك له خمس قواعد أساسية، أولهم التعبير عن الندم.

القاعدة الأولى
تعد لغة الجسد في الشعور بالندم أهم كثيرا مما يقال باللسان، فعليك أن تقنع الطرف الآخر بأسفك بشكل حقيقي.

القاعدة الثانية
قبول المسؤولية وتحمل النتائج مهما كانت، فأي خطأ يمكن إظهار الأسف عنه، والخطأ الوحيد الذي سيظل يؤرقك هو الذي لا يمكنك الاعتراف به وتحمل نتائجه.

القاعدة الثالثة
التعويض لإصلاح الأمور مع من تحب، إعطاء شيء معادل لما فقد أو تلف، قاعدة أنك لا تقبل التعويض لا تسري على الجميع، ولا في كل الحالات، فاستعدادك أمام الآخر أن تفعل شيئا من شأنه التعويض عن الألم أو الفقد أو الخسارة سيكون دلالة قوية على أنك بالفعل شعرت بالألم جراء ما فعلته.

الرابعة والخامسة
التوبة الصادقة، ثم الصفح الجميل.

المصدر : الجزيرة