<img height="1" width="1" style="display:none" src="https://www.facebook.com/tr?id=272062238923222&amp;ev=PageView&amp;noscript=1">
New customer?

لماذا سميت ذات النطاقين ذات النطاقين?

Download and print this article in an easy-to-read format.
Save as PDF

ذات النطاقين

هي أسماء بنت عبد الله بن أبي قحافة المعروف بأبي بكر الصديق، وهي إحدى النساء اللواتي خلّد التاريخ أسماءهن، ورفع ذكرهن، بما كان لها من دور في نصرة دين الله، والذب عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقد كانت من السَّبّاقات إلى الإسلا.

أسماء بنت أبي بكر

هي أسماء بنت عبد الله بن أبي قحافة المعروف بأبي بكر الصديق، وهي إحدى النساء اللواتي خلّد التاريخ أسماءهن، ورفع ذكرهن، بما كان لها من دور في نصرة دين الله، والذب عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقد كانت من السَّبّاقات إلى الإسلام، أسلمت في مكة قبل الهجرة، ولم تكن قد تجاوزت الرابعة عشرة من عمرها، وهاجرت مع زوجها الزبير، وهي حامل متمٌّ بولدها عبد الله، فوضَعَتْه بقُباء، أول مَقدَمِهم المدينة، وكان أول مولود في الإسلام، وقد استبشر المسلمون بمولده. ثم ولدت للزبير بعد ذلك عروة، والمنذر، وعاصمًا، والمهاجر، وخديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة. وشهدت اليرموك مع زوجها الزبير. وهي، وأبوها، وجدها، وابنها ابن الزبير، أربعتهم من الصحابة

مولدها

وقد وُلِدت السيّدة أسماء، رضي الله عنها، قبل الهجرة بسبعٍ وعشرين سنةً، وكان عمر أبيها حين مولدها عشرين سنةً، وأسماء هي الأخت الكبرى للسيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، فهي أسن منها بأكثر من عشرة أعوام.

وأم أسماء هي قُتيلة بنت عبد العزى العامرية، وقد اشتاقت قتيلة لابنتها مرة، فقدمت، وهي مشركة، لزيارتها في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجلبت لها هدايا وطعامًا، وكانت راغبة في رؤيتها، خائفة أن تردها أسماء خائبة لشركها، فاستفتت أسماء رضي الله عنها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، في استقبال أمها، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "نعم، صِلي أمَّكِ." وفيها نزل قوله تعالى

"لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"

لماذا سميت ذات النطاقين؟

ولُقِّبت أسماء، رضي الله عنها، بذات النِّطاقَين بعد حادثة الهجرة النبويّة من مكة إلى المدينة، وسبب ذلك أنها أعدَّت طعامًا للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ولوالدها رفيقه في طريق الهجرة أثناء هجرتهما وقبل خروجهما من مكة، فلم تجد حينها ما تشدُّ الطعام به، فعمدت إلى نطاقها -خمارها- فشقّته نصفَين، فشدّت السّفرة بنصفه وتطوّقت بالنصف الآخر؛ لذلك أطلق النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليها ذات النِّطاقَين

قصة الهجرة من مكة إلى المدينة

صلاحها

وكانت أسماء مثال الزوجة الصالحة، تزوجها الزبير وما له شيء غير فرسه، فكانت تسوسه وتعلفه، وتدق النوى لبعيره الذي يستعمله في نقل الماء، وكانت تستقي له وتعجن، وكانت تنقل النوى على رأسها من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فجاءت يوما والنوى على رأسها، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر، فدعاها، صلى الله عليه وسلم، ليحملها خلفه فاستحيت وذكرت الزبير وغيرته. فمضى رسول الله ولم تركب معه

قالت: فلما أتيت أخبرت الزبير، فقال: والله لَحَمْلُكِ النوى كان أشدَّ علي من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إليَّ أبو بكر بعد بخادم فكفتني سياسة الفرس

كرمها

وكانت أسماء بنت أبي بكر كريمة سخية النفس، وقد قال عنها ابن الزبير: ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، وأما أسماء، فكانت لا تدخر شيئا لغد

صبرها على الأذى من أجل الإسلام

قالت أسماء بنت أبي بكر: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي، قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشًا خبيثًا، فلطم خدِّي لطمةً طَرَحَ منها قرطي، ثم انصرفوا، فمكثنا ثلاثَ ليالٍ، وما ندري أين وجهُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، حتى أقبَلَ رجل من الجنِّ من أسفل مكَّة، يتغنَّى بأبياتٍ من شعر غناء العرب، وإنَّ الناس ليتَّبعونه، يسمعون صوته وما يرونه، حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول:

جزى اللهُ ربُّ الناس خير جزائه

رفيقين حلّا خيمتي أم معبدِ

هما نزلا بابر ثم تروَّحا

فأفلح مَن أمسى رفيق محمدِ

* جديد * قصة سيدنا محمد ﷺ

علمها

وكانت أسماء ذات النطاقين، رضي الله عنها، من العالمات من النساء، وقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، بلغت ثمانية وخمسين حديثا، وكانت تعبر الرؤيا، وعنها أخذ سعيد بن المسيب ذلك، وكان من أعبر الناس للرؤيا، وروى عنها أبناؤها وأولادهم، فعن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير قال: قلتُ لجدتي أسماء: كيف كان أصحاب رسول اللَّه إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تَدْمعُ أعينهم، وتقشعر جلودهم، كما نعتهم اللَّه، قال: قلتُ: فإن ناساً هاهنا إذا سمع أحدهم القرآن خر مغشيّاً عليه! قالت: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم

وفاتها

بلغت أسماء بنت أبي بكر من العمر مائة سنة، ولم يسقط لها سنٌّ، ولم يُنكَر لها عقلٌ، وعاشت إلى أن ولي ابنها عبد الله بن الزبير الخلافة، وماتت بعد قتله بليالٍ، وكان قتله يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلةً خَلَت من جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين وهي التي كفنته وصلت عليه بعدما ذهب بصرها. وقد كانت، رضي الله عنها، خاتمةَ مَن مات من المهاجرين والمهاجرات.

رحم الله أسماء بنت أبي بكر رحمةً واسعةً، وجزاها عن الإسلام خيرَ الجزاء

Related Searches

Teach difficult concepts with ease, with the help of our weekly newsletter...
Sign up