ما صحة حديث من يبارك الناس في شهر رجب

ما صحة حديث من يبارك الناس في شهر رجب؟ حيث يولي المسلمون هذا الشهر الكثير من الاهتمام والتعظيم، وقد انتشر بين عامّة المسلمين بغير وجه علم الكثير من الأحاديث والروايات التي تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يقوم المسلمون بنشرها من دون التحقق من صحّتها وصدقها، ولذلك يهتمّ موقع المرجع من خلال هذا المقال بتوضيح وبيان صحّة قول من يبارك الأحباب في هذا الشهر يحرم عليه النار والمقصود به شهر رجب.

شهر رجب وسبب تسميته

تمهيدًا للخوض في البحث حديث مباركة شهر رجب، ومعرفة ما صحة حديث من يبارك الناس في شهر رجب، سيتمّ التعرف على شهر رجب المبارك، فهو الشهر السابع بين الشهور الهجرية، ويكون بعد شهر جمادى الآخرة، وهو واحدٌ من الأشهر الحرم الأربعة في السنة الهجرية، ويسمّى شهر رجب بهذا الاسم في اللغة من التعظيم والإكبار، ودعم الشيء بالشيء وإكباره وإجلاله، وقد سمي شهر رجب باسمه لأنّ العرب في الجاهلية كانوا يعظّمونه ويُجلّونه، وقد ذكر ابن كثير قال: “ورَجَبٌ مِنَ التَّرْجِيبِ وَهُوَ التَّعْظِيمُ وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْجَابٍ ورِجَابٍ ورَجَبَاتٍ” وقد سمّته العرب بمنصّل الأسنة لأنّهم لم يكونوا يتركوا فيه أمرًا فيه نصلٌ أو سنان إلا نزعوه وألقوه فيه.[1]

ما صحة حديث مباركة شهر رجب

إنّ حديث مباركة شهر رجب المنتشر بين الناس موضوعٌ وباطل ومكذوبٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصحّ نشره ولا نسبه إلى النبي، وإنّ الكثير من الناس قد ساهم بنشر الأحاديث الباطلة والمكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك دون معرفةٍ منه ولجهله في صحّة الأحاديث وعدمها، ومما تمّ تداوله وانتشاره بين الناس وتمّ نسبه إلى النبي كذبًا وزورًا: “قال رســول صلى الله عليه وسلم: مَن يبارك الـناس بهذا الشهر الفضيل تحرم عليه النار” وهو لا يعدّ حديثًا ولا يجب العمل به ولا الاعتقاد بصحّته والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: افضل شهر يستحب الصوم فيه

أحاديث باطلة في شهر رجب

بعد تبيان عدم صحة حديث مباركة شهر رجب والذي ينتشر بين الناس، من المهم الإشارة إلى أحاديث غير صحيحة ومكذوبة تشاع على أنّها من فضائل شهر رجب، وهي كما الآتي:[2]

  • “صوم أوَّل يوم من رجب كفَّارة ثلاث سنين، والثاني كفَّارة سنتين، ثم كلُّ يوم شهرًا”.
  • “مَن صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ: الخميس، والجمعة، والسَّبت، كتب الله له عبادة تِسعمئة سنة – وفي لفظ – ستين سنة”.
  • “من صام يومًا من رجب، وصلى ركعتين يقرأ في كل ركعة مئة مرة آية الكرسي، وفي الثانية مئة مرة قل هو الله أحد، لم يمُت حتى يرى مقعدَه من الجنة”.
  • “مَن صلى بعد المغرب أوَّل ليلة من رجب عشرين ركعةً، جاز على الصراط بلا نجاسة”.
  • “لا تَغفُلوا عن أوَّل جُمُعة من رجب؛ فإنها ليلة تسمِّيها الملائكة الرغائب…”.
  • كلها أحاديث غير صحيحة وباطلة وموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: حديث شريف قصير للاذاعة المدرسية

هل يجوز التهنئة بشهر رجب

إنّ أهل العلم بيّنوا أنه يباح التهنئة في شهر رجب إذا كان الأمر يرجع على أنّه عادة وليس عبادة، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه هنّأ برجب أو أمر بالتهنئة فيه، ولم يفعلها من بعده الصحابة ولا التابعين، وبذلك ورد عن ابن حجر نقلًا عن القمولي قوله: “أن الشيخ الحافظ أبا الحسن المقدسي سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين أهو بدعة أم لا؟ فأجاب بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك. قال: والذي أراه أنه مباح ليس بسنة ولا بدعة. ثم ألحق السائل بعد هذا أن الشيخ كمال الدين الدميري نقل في شرح المنهاج كلام القمولي، وزاد أن صاحب البيان والتحصيل نقل منه عن مالكٍ أنه لا يكره، وعن ابن حبيب قال: لا أعرفه ولا أكرهه” فبعض أهل العلم قالوا أنّ التهنئة بالشهور مندوبة، وآخرون قالوا الأفضل تركه والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب

فضل شهر رجب

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}.[4] وقد سمّى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشهر الحرم في الحديث الذي رواه أبو بكرة نفيع بن الحارث قال: “إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلَق اللهُ السماواتِ والأرضَ ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا ، منها أربعةٌ حُرُمٌ ، ثلاثٌ مُتوالياتٌ ، ذو القعدةِ وذو الحجَّةِ والمحرَّمُ ، ورجبُ مُضَرَ بين جُمادَى وشعبانَ”.[5] فشهر رجب واحدٌ من الأشهر الحرم التي يعظم فيها العمل دون تخصيص، ويحرم فيها القتال، وفي وقتها بركة والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: حكم التهنئة بعشر ذي الحجة

بهذا القدر نصل إلى نهاية مقال ما صحة حديث من يبارك الناس في شهر رجب، والذي تمّ فيه بيان سبب تسمية شهر رجب، وذكر عديد الأحاديث الباطلة عن شهر رجب، وذكر فضائل الشهر المبارك.

المراجع

  1. islamqa.info , سبب تسمية الأشهر الهجرية بأسمائها المعروفة . , 09/01/2024
  2. dorar.net , أحاديث منتشرة لا تصح , 09/01/2024
  3. islamweb.net , التهنئة في أوائل الشهور والسنين.. رؤية شرعية , 09/01/2024
  4. سورة التوبة , الآية 36
  5. البحر الزخار , البزار/ أبو بكرة نفيع بن الحارث/ 85/ 9/ روي من وجوه، ولا نعلم أحسن من هذا الوجه
  6. islamqa.info , شهر رجب , 09/01/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *