كم عدد حروف سورة الفاتحة

كم عدد حروف سورة الفاتحة التي تعد أعظم سور القرآن الكريم، ففيها تفتتح الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونها، وهي أول سور القرآن من حيث الترتيب، ففيها يفتتح المصحف، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن كم عدد حروف سورة الفاتحة، وعن سورة الفاتحة، وعن عدد آيات سورة الفاتحة، وعن أسماء سورة الفاتحة.

سورة الفاتحة

قبل أن نعرف إجابة سؤال كم عدد حروف سورة الفاتحة، سنتعرف على سورة الفاتحة، فهي أعظم سورة في القرآن الكريم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ”،[1] فهي السورة التي تفتتح بها الصلاة، وهي أول سورة القرآن من حيث الترتيب في المصحف، ولسورة الفاتحة الكثير من الأسماء، وقد ذكر السيوطي خمسة وعشرين اسماً لسورة الفاتحة في كتابه الإتقان في علوم القرآن، ومن هذه الأسماء: القرآن العظيم، سورة الحمد، الوافية، الكافية، وقد أجمع العلماء على أن عدد آيات سورة الفاتحة سبع آيات، وهناك من قال بأن آياتها ثمانية، ومنهم من ذهب إلى أن عدد آياتها ست آيات، وهي على قول أكثر العلماء سورة مكية نزلت في مكة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهي خامس سور القرآن نزولا بعد سورة العلق وسورة القلم وسورة المزمل وسورة المدثر.[2]

شاهد أيضًا: كم عدد الحروف في القرآن الكريم وكم عدد حروفها

كم عدد حروف سورة الفاتحة

إن عدد حروف سورة الفاتحة هو مائة وثلاثة وأربعين حرفا، وعدد كلماتها هو تسع وعشرون كلمة، وعدد آياتها بإجماع العلماء هو سبع آيات، ولم يشذ عن ذلك إلا الحسن البصري فقال إنهن ثمان آيات، وقال عمرو بن عبيد والحسين الجعفي إنهن ست آيات، وهناك من العلماء من لا يعتبر البسملة من آيات سورة الفاتحة، إلا أن أكثر العلماء يعتبرونها آية من آياتها، وقد احتوت كلمات سورة الفاتحة على جميع حروف اللغة العربية ما عدا سبعة أحرف، هي: حرف الثاء، وحرف الجيم، وحرف الخاء، وحرف الزاي، وحرف الشين، وحرف الظاء، وحرف الفاء.[2]

شاهد أيضًا: كم عدد السجدات في القرآن الكريم

كم عدد آيات سورة الفاتحة

أجمع الجمهور على أن آيات سورة الفاتحة سبع آيات وذلك باتفاق القراء والمفسرين، ولم يشذ عن ذلك إلا الحسن البصري حين قال أنهن ثمان آيات، وقال عمرو بن عبيد والحسين الجعفي أنهن ست آيات، وسبب اختلاف عد الآيات هو أن أهل مكة والكوفة يعدون البسملة آية من الفاتحة وقالوا إن قوله: {صِراط الَّذِين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، هي آية تامة، وذهب إلى ذلك الشافعية. أما أهل المدينة والبصرة والشام فلم يعدوا البسملة آية من الفاتحة، وقالوا: إن قوله {صراط الَّذِين أَنعمتَ عليهم}، آية، وقوله {غير المغضوبِ عليهِم ولا الضالِّين}، آية أخرى، وذهب إلى ذلك الأحناف، كما يرجع اختلاف العلماء في العد إلى ما حفظوه وتلقوه عن الصحابة عن النبي، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف في قراءته غالبًا عند رؤوس الآيات، وكان الصحابة يتعلمون منه، وبهذا عرفوا رؤوس الآيات، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يقف أحيانًا على غير رأس الآيات لبيان الجواز، فيحسب بعض الصحابة ممن لم يسمعوا النبي وقف على رأس الآية سابقًا أن هذه الكلمة التي وقف عليها النبي هي رأس الآية.[2]

شاهد أيضًا: كم عدد المرات التي ذكرت فيها الزكاة في القرآن الكريم

ما هي أسماء سورة الفاتحة

لسورة الفاتحة أسماء كثيرة، بعض هذه الأسماء توقيفية، والبعض الآخر أسماء اجتهادية، ولم يثبت في السنة الصحيحة والمأثور من أسمائها إلا فاتحة الكتاب، والسبع المثاني، وأم القرآن، وأم الكتاب:[2]

الأسماء التوقيفية

ثبت في السنة الصحيحة والمأثور من أسماء سورة الفاتحة ما يلي:

  • فاتحة الكتاب: روى عن أبي هريرة أن رسول الله أمره أن يخرج فينادي: “أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد”. وسميت بذلك: لأنه يفتتح بها في المصحف، والقراءة في الصلاة، وقيل: لأنها أول سورة نزلت من السماء، وقيل: لأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ، وقيل: لأن الحمد فاتحة كل كلام.
  • السبع المثاني: قال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ}،[3] وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفاتحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والَّذي نَفسِي بيدِه، ما أُنزلَ في التَّوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلِها، (يعني أمَّ القُرآنِ)، وإنَّها لسَبعٌ من المثانِي والقرآنُ العظيمُ الَّذي أُعطيتُه”،[4] وسبب تسميتها بالسبع: فلأنها سبع آيات. أما سبب تسميتها بالمثاني فهناك عدة وجوه: فقيل لأنها مستثناة من سائر الكتب السماوية، وقيل لأنها تُقرأ في الصلاة ثم إنها تثنى بسورة أخرى، وقيل لأنها تثنى في كل ركعة، وقيل لأن الله أنزلها مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة، وقيل لأنها كلما قرأ العبد منها آية ثناه الله بالإخبار عن فعله، وقيل لأنها اجتمع فيها فصاحة المثاني وبلاغة المعاني، وقيل لأنها استُثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذُخرا لها.
  • أم القرآن أو أم الكتاب: روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ”،[5] ويعود سبب تسميتها إلى: أن أم الشيء أصله والمقصود من كل القرآن تقرير أمور أربعة: الإلهيات، المعاد، النبوات، إثبات القضاء والقدر لله، وهذه السورة اشتملت على هذه الأمور الأربعة، ولهذا لقبت بأم القرآن لاشتمالها على الأمور الأربعة، وفهي أصل القرآن.
  • القرآن العظيم: جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنَّها لسَبعٌ من المثانِي والقرآنُ العظيمُ الَّذي أُعطيتُه”،[4] وسميت بذلك: لتضمنها جميع علوم القرآن، وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله تعالى بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم.

الأسماء الاجتهادية

من أسماء سورة الفاتحة الاجتهادية:

  • سورة الحمد: سميت بذلك لأن أولها لفظ الحمد.
  • الوافية: كان سفيان بن عيينة يسميها بهذا الاسم، قال الثعلبي: “وتفسيرها أنها لا تقبل التنصيف، ألا ترى أن كل سورة من القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الثاني في ركعة أخرى لجاز، وهذا التنصيف غير جائز في هذه السورة”.
  • الكافية: سميت بذلك لأنها تكفي عن غيرها، وأما غيرها فلا يكفي عنها، روى عبادة بن الصامت عن الرسول قال: “أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها عوضًا منها”.
  • الصلاة: روى أبو هريرة عن الرسول قوله: “يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين”. والمراد هذه السورة. وقيل: لأنها من لوازمها، فهو من باب تسمية الشيء باسم لازمه. وقيل: لأن الصلاة لا تصح إلا بها.
  • سورة الدعاء: لاشتمالها على قوله تعالى: اهدَِنا الصراط المسَتقِيم.
  • الشكر: وذلك لأنها ثناء على الله بالفضل والكرم والإحسان.
  • الشفاء: لأنها إذا قرئت على المريض فإنها تشفيه بأمر الله.
  • المناجاة: لأن العبد يناجي فيها ربه بقوله: {إِياك نَعبد وإِياك نسَتعِين}.
  • سورة الكنز: سميت بذلك لأنها تشتمل على كنوز عظيمة من العلوم والمعاني.
  • سورة النور: لظهورها بكثرة استعمالها أو لتنويرها القلوب لجلالة قدرها، أو لأنها لما اشتملت عليه من المعاني عبارة عن النور بمعنى القرآن.

شاهد أيضًا: كم عدد الحروف في القرآن الكريم وكم عدد حروفها

أحكام متعلقة بقراءة حروف الفاتحة في الصلاة

فيما يلي نعرض لكم بعض الأحكام المتعلقة بقراءة سورة الفاتحة في الصلاة:

  • من ترك ترتيب قراءة الفاتحة، أو أبدل حرفًا بحرف مع صحة لسانه، أو لحن لحنًا يخل المعنى، لم تصح قراءته ولا صلاته، وهو مذهب الشافعية، والحنابلة، وقول للمالكية، وهو اختيار ابن باز، وابن عثيمين.
  • قراءة الفاتحة للإمام والمنفرد ركن من أركان الصلاة، وهذا مذهب الجمهور: المالكية، والشافعية، والحنابلة، وداود الظاهري، وجمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
  • لا تجب قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة الجهرية، وهذا مذهب الحنفية، والمالكية، والحنابلة، وقول عند الشافعية، وهو قول أكثر السلف، وبه قال ابن تيمية.
  • على المأموم أن يستمع لقراءة إمامه فيما زاد على الفاتحة.
  • البسملة ليست آية من الفاتحة، وهذا مذهب الجمهور: الحنفية، والمالكية، والحنابلة، وحكي الإجماع على ذلك.
  • تسن قراءة البسملة سرًا في الصلاة قبل الفاتحة وكل سورة، وهذا مذهب الحنفية، والحنابلة، واختاره ابن تيمية، وابن باز، وابن عثيمين.
  • لا يشترط أن يسمع المصلي نفسه عند قراءة الفاتحة، وهو مذهب المالكية، وقول للحنفية، ووجه عند الحنابلة، وهو قول الثوري، واختاره ابن تيمية، وابن القيم، وابن عثيمين.
  • إذا لم يستطع الأمي قراءة الفاتحة، فصلاته صحيحة، إذا لم يقدر على تعلمها.
  • من عجز عن قراءة الفاتحة فعليه قراءة سبع آيات من غيرها إن أحسنها، فإن عجز أتى بأي ذكر، وهذا مذهب الشافعية، والحنابلة، اختاره ابن باز، وابن عثيمين.

شاهد أيضًا: ما هي اطول كلمة في القران الكريم وما هو عدد حروفها

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن كم عدد حروف سورة الفاتحة، وعن سورة الفاتحة، وعن عدد آيات سورة الفاتحة، وعن أسماء سورة الفاتحة.

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري، أبو سعيد بن المعلى، 4474، صحيح.
  2. wikiwand.com , القرآن الكريم/سورة الفاتحة , 12/08/2021
  3. سورة الحجر , الآية 87
  4. صحيح الجامع , الألباني، أبو هريرة، 7079، صحيح.
  5. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 395، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *